أضف إلى المفضلة
الخميس , 16 أيار/مايو 2024
الخميس , 16 أيار/مايو 2024


لنستعد للانتخابات
26-02-2012 10:34 PM
كل الاردن -


اسامة الرنتيسي

لا شيء يضبط ايقاع البلاد السياسي المرتبك, ويحرك عجلة الاقتصاد المتكلس, وينعش الاوضاع المعيشية للمواطنين, سوى الشروع فورا في الاستحقاق الانتخابي.

استعد الناس قبل اشهر للانتخابات البلدية, وبدأت حركة نشطة للمرشحين, وكانت نسب التسجيل جيدة, لكننا دخلنا في قضية الفصل والدمج للبلديات, فتم احباط مشروع الانتخابات, وإحباط المساهمين في العملية الانتخابية, لكن حماس المواطنين للانتخابات لم يفتر, وتواجه كل يوم باسئلة عن موعد الانتخابات البلدية, وهل ستجرى قبل النيابية ام بعدها, لكن في المحصلة, تؤكد القراءات انها بروفة مهمة للانتخابات النيابية المقبلة, وفيها عودة طبيعية لثقة المواطنين بالانتخابات شرط ان تتم باعلى درجات النزاهة واحترام خيارات الناخبين, بعد تجارب مريرة في التزوير, والذي للاسف يوجد الان بيننا من يتبجح انه مارس التزوير, وانجاح فلان وترسيب علان, من دون أن يتقدم للمحاكمة باقسى الاتهامات, فهو زور إرادة الناس, وتحكم في وعيها, لكن ومرة اخرى للاسف القانون حمى هؤلاء بسبب سقوط القضايا بالتقادم.

بعد الانتخابات البلدية, ندخل في معركة الاصلاح الحقيقي, وهي الانتخابات النيابية, التي بدأت القوى والشخصيات التقليدية استعداداتها مبكرا لهذه الانتخابات, وهناك نسبة كبيرة من اعضاء مجلس النواب الحالي يفكرون بالعودة الى الانتخابات بحجة أن مجلسهم لم يكمل مدته الدستورية, مع أن بعضهم انكشف امام ناخبيه, وامام القوى التي زورت له منذ الايام الاولى, لكن العقلية الرجعية التي تسكن من ساهم الحظ والمال في وصوله الى مجلس النواب, تأبى أن تغادر اصحابها, فأخذوا مبكرا في الاستعداد للعملية الانتخابية الجديدة.

وحدها القوى السياسية والاجتماعية لم تضع حتى الان ملف الانتخابات على رأس سلم اولوياتها, ولا تزال تنتظر مخرجات القانون, وهي محقة في ذلك, لكن الاستعدادات اللوجستية لاي انتخابات, ولاي جهة تفكر بالوصول الى سدة مجلس النواب تستدعي البحث مبكرا عن من لديه فرص بالوصول لعضوية المجلس, والبحث ايضا بالوسائل والبرامج التي ستقدمها للناس لان ما كان يقدم قبل الربيع العربي, هو غيره بعد الربيع, وفي حالة الانتخابات, لن يبلع الناخبون الشعارات من دون أن تكون لها ارجل حقيقية تسير عليها من خلال البرامج الاقتصادية والمعيشية والسياسية والاجتماعية.

حاجة البلاد الى الانتخابات اكثر من ضرورية, فهي علاج لحالة فقدان الثقة ما بين الناس ومؤسسات الدولة, التي يقبع بعض رموزها خلف القضبان, والبعض الاخر ينتظر, وحتى تكون صناديق الاقتراع طريق الاحتكام لمن يملك القوة الشعبية ومن يمارس الادعاء فقط.

الانتخابات فرصة للتخلص من التشخيص الخاطئ لمجمل الاوضاع التي نعيشها, وخاصة الاوضاع الاقتصادية التي تضغط على عصب الدولة والشعب, ولا نجد من تشخيص, الا ان 'اقتصادنا دخل غرفة العناية الحثيثة' أو خرج منها, ولا ادري لماذا يتحول رؤساء الوزارات عندنا من مهنهم الحقيقية الى أطباء وجراحين.

osama.rantesi@alarabalyawm.net

 

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012