أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 15 أيار/مايو 2024
الأربعاء , 15 أيار/مايو 2024


مأساة التيار الإصلاحي في ( الإخوان )
26-02-2012 10:37 PM
كل الاردن -


 ناهض حتر

في حركة الإخوان المسلمين صراعات بين أربعة تيارات هي التيار التقليدي, والتيار الأصولي المتزمت, والتيار الحمساوي, والتيار الوطني الإصلاحي. التيار الأول لا تخرج حساباته عن حيّز البيروقراطية الأردنية, وحسابات الثاني إقليمية ودولية - أقرب إلى رؤية ' القاعدة' - وحسابات الثالث فلسطينية, وأما التيار الرابع فهو معني, أساسا, بشؤون التغيير في الأردن.

التيار الأول الذي تحظى رموزه باحترام الأردنيين مثل الدكتور عبد اللطيف عربيات, أصبح, سياسيا, من ماضي الإخوان, ولم يعد لاعبا رئيسيا ولا قادرا على تجديد نفسه. ويمثّل التيار الثاني عاملا خطيرا بسبب سيولة العلاقة الفكرية بينه وبين المجموعات المتطرفة, بينما يقع التيار الثالث في سياق العلاقات الأردنية - الفلسطينية, فإذا ما تم تنظيمها على أسس واضحة, قانونيا وسياسيا, فإن تأثيره الداخلي سيكون ثانويا, وبغير ذلك فإنه مرشح لاستعادة الدور الفتحاوي في أواخر الستينيات.

ما يهمنا هو التيار الرابع الذي يشكّل نواة حزب إسلامي أردني لطالما دعوتُ, شخصيا, إلى قيامه ليملأ المقعد الإسلامي الفارغ - والضروري - في الحركة الوطنية الأردنية. وتكمن إيجابية هذا التيار في أنه يصدر عن رؤية سياسية لا فقهية وولاء أردني لا دولي أو خارجي. وبسبب ذلك, فهو تيار مضطَهد داخل 'الإخوان', لكن نجمه علا في العام 2011 بسبب تطابق أطروحته المسماة بالملكية الدستورية مع موجة التغيير الليبرالي في العالم العربي. وقد حاججنا هذا التيار مرارا بالقول إن أطروحته, من دون دسترة وقوننة فك الإرتباط مع الضفة الغربية وإصدار قانون جديد للجنسية الأردنية وحل اشكالات ' الإرتباط' المعلقة الأخرى, ستكون بمثابة سياق للوطن البديل.

ويميل أعضاء هذا التيار إلى تصحيح هذا الخلل في أطروحتهم, لكنهم يخفون موقفهم هذا, في رأيي, حرصا على شيئين هما الخوف من الضغوط 'الإخوانية' الداخلية, وتلافي القطيعة مع القوى الغربية وخصوصا الأمريكية. وربما كانوا يُضمرون تفكيك تلك الضغوط بينما يقدمون صورة عن أنفسهم للغرب بأنهم مجرد ليبراليين وليسوا وطنيين متشددين أو اصحاب رؤى تنموية وموقف اجتماعي, مما يكرهه الغربيون كما هو معروف.

لكن هذا الغموض في سياسة التيار الإخواني الإصلاحي ضعضعة في صفوف جماهير المحافظات الحساسة جدا إزاء الهوية الوطنية والقضية الاجتماعية. إن المواقف المترددة والطروحات الناقصة تخسر دائما. وإذا لم يتحرر هذا التيار من غموضه وتردده,فأنا أتوقع أن يتراجع أكثر فأكثر,ويفقد فرصه السياسية لدى ' الإخوان' ولدى الحركة الوطنية والشعبية معا.

مأساة إصلاحيي ' الإخوان' أنهم لا يتمتعون بالثقة الكافية بالنفس لكي يؤسسوا حزبهم الخاص, كما أن براجماتيتهم توهمهم بأنهم يستطيعون توظيف الحجم الإخواني كله, وعلاقات الإخوان' الإقليمية والدولية, في إنجاح مشروعهم السياسي وقيادة الحركة الوطنية الشعبية الأردنية. إلا أن الواقع السياسي الفعلي يُظهر أن هذه البراجماتية جوفاء; فلا التيارات الإخوانية الأخرى في وارد الإنضواء في برنامج وطني ديمقراطي أردني, ولا التحالف الغربي الخليجي, عنده, للأردن, سوى مشروع الوطن البديل, ولا الحجم الأردني لإصلاحييّ ' الإخوان' يمنحهم الموقع القيادي في الحركة الوطنية الأردنية. ولعلّ افضل ما يفعلونه الآن هو الإعلان عن برنامج سياسي وطني متماسك, وتأسيس حزب خاص, والاندراج , بالتواضع اللازم, في بناء الحركة الوطنية الجديدة.

ynoon1@yahoo.com

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
27-02-2012 11:48 AM

كثيرة هي الهواجز التي تسكنك وتبقيك في موقع تحب ان تثير الغريب من الامور غير الموجودة محاولة منك لتبقى في مركز الاعلام
ارجو ان تراجع انت بنفسك التعليقات التي تكتب على مقالاتك لتعلم مدى تراجع اعداد قراء مقالاتك لكثرة تغريبك وتشريقك بلا رابط فكري تنطلق منه

2) تعليق بواسطة :
27-02-2012 03:28 PM

مقال اكثر من رائع وتحليل دقيق .

3) تعليق بواسطة :
27-02-2012 06:13 PM

مو غلط

4) تعليق بواسطة :
27-02-2012 07:39 PM

يا سيد جبريل الكاتب صادق ويتكلم بلغة اغلب الاردنين

5) تعليق بواسطة :
27-02-2012 09:49 PM

تحيه لك ياناهض انت تتكلم عن حركة الاخوان المسلمين في الاردن وكأنك تعيش داخلهم .أن التيار الرابع الذي تتحدث عنه سبق ان أنشق عنه حزب الوسط الاسلامي بقيادة الدكتور بسام العموش ولم يلقى نجاحآ ولاشعبيه .ان نهوض الحركه الوطنيه الاردنيه من معلمين ومتقاعدين عسكريين والحراكات الشعبيه الممتده على مساحات الوطن قد يسحب البساط من الاحزاب المحافظه مثل الاخوان المسلمين فالزمن كفيل بذلك بعد ان تتوغل الاحزاب الوطنيه داخل المجتمع الاردني وتتشكل حكومات برلمانيه حزبيه مما يساعد في تطور الوعي السياسي الاردني عندها يفرز المواطن الاردني بوعيه لابعاطفته اين تكمن مصلحة الوطن

6) تعليق بواسطة :
27-02-2012 10:01 PM

ما تطرحه أستاذ ناهض يتم الحديث حوله كثيرا في مجالس الإخوان وتتلاقح الرؤى فعلا كما وصفت بين مدارس مختلفة المرجعيات ولكن ربما ما فات توصيفك أن تدخل البعد الفكري في طبيعة طرح الهواجس الوطنية التي تسكن أنفس مجموعات لم تتفق فيما بينها وإن كانت تشكل ظاهرة ، فالبعد الفكري نفسه مفقود من حيث البنية الثقافية لمفهوم الوطنية الإسلامية الذي يمكنه أن يرسخ دينيا معنى الوطنية الأردنية من ناحية وتطبيقاتها والأفكار والنظريات وحدودها تلك التي تنتج عن الرؤية الوطنية الإسلامية بشكل عام والتي يمكن عليها قياس البعد الخاص للرؤية الوطنية الأردنية وعلاقتها بالقضية الفلسطينية حيث تتشابك قضية فلسطين دينيا بضمير كل مسلم من حيث فرض الجهاد بأقصى المستطاع لتحريرها وحيث يقع تحت تحريرها المحافظة على ما تبقى منها أرضا وشعبا ودعمهم ، فهذه متلازمات لا يمكن للمثقف الإسلامي الوطني الأردني أن يتنازل عنها حتى بعد وعلى احتمال نشوء ورسوخ الرؤية الإسلامية للوطنية الأردنية التي هي أصل معتبر وله أدلة كثيرة في تاريخ التشريع فيما كان يسمى قديما بأهل الأمصار والثغور .. وليس ينكر الوطنية بحدودها التي تعارف عليها الناس إلا جاهل بالإسلام بل وبالقرآن الكريم.

أشكرك على إثارة هذه الأبعاد التي تمثل واقعا ولعل طرحك يفيد في إنشاء حركة إسلامية وطنية أردنية يكون من أعلى واجهاتها تثبيت الجنسية وتوضيح الموقف منها ومقاومة مؤامرات التجنيس الناعم ومراقبته لمحاربة مشروع الوطن البديل المعمول به ليل نهار من قبل كل الأطراف.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012