أضف إلى المفضلة
الخميس , 05 كانون الأول/ديسمبر 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 05 كانون الأول/ديسمبر 2024


وا فلسطيناه .. وا مرابع الطفولة

بقلم : أ. د. مجلي محيلان
19-05-2020 03:01 PM

ما زال طيف والدي يجلس يحدثنا متحلّقين حوله عن جمال مدرسته, مدرسة الجزار, في عكا, وما بها من ورود وأزهار وفاكهة وثمار, ثم يذهب بنا الى يافا, فيصف لنا بياراتها وعبق زهور برتقالها.

وما زالت مرابع طفولتي في فلسطين تملأ سمعي وبصري، وعبَق ثراها وهواها يوسّع الرئتين مني، وعذب مياهها يروي ظمئي وشوقي.
ما زالت وما زلنا وما زلت .... حتى يومي هذا أذكر ساحة روضة الأطفال (ست عبلة رحمها الله) التي احتضنتي في رام الله ... كما أذكر دوار المنارة والنوافير تضخ المياه من فم الأسود. لن أنسى مدرستي في البيرة, التي درست فيها الصف الأول الابتدائي ...

وفي الخليل، آه يا زمن الخليل !!! يا وجعا حاضرا وجرحا نازفا حتى الساعة !!! ما أعظم تجلياتك في هذه الأيام الرمضانية !!! كنا نذهب إلى الحرم الإبراهمي قبيل أذان المغرب؛ لنجمع المصاحف من المتعبدين في الحرم؛ لنضعها في الأماكن المخصصة لها, ثم قبيل الإفطار بدقائق نذهب لتكية سيدنا الخليل –عليه السلام- لأخذ قليل من الثريد المطبوخ على الحطب في قدر ضخم لنبدأ به الإفطار للبركة.

الزيارات المدرسية إلى القدس، للصلاة في الأقصى، ومسجد الصخرة المشرفة، ولكنيسة القيامة، وزيارات بيت لحم حيث كنيسة المهد ومكان ولادة السيد المسيح -عليه السلام-, ثم الذهاب إلى السينما لحضور تسجيل لمباراة كرة قدم عالمية أو فيلم تاريخي.

ورحلات الشتاء إلى أريحا؛ لزيارة قصر هشام وعين الديوك ودير قرنطل... ستبقى ماثلة أمامي ما دام هنالك دهر .

يعقوب وتوفيق وغيرهم من أصدقاء الطفولة, فسيسفاء الذاكرة ونقوشها الطيبة ما وجدت الحياة.

فسلام على تلك المرابع وقاطنيها ومن حلّوا بها أو ارتحلوا عنها ذات زمان مجيد.

ذكرياتٌ وحقائق ورَّثها الآباء للأبناء.

والأبناء سينقلونها إلى الأحفاد وأبناء الأحفاد ما دامت دماؤنا تضخ الحياة.

تاريخ وأن زُوِّر فلن يتغيّر.

وأرض وإن احتلت فلن تضيع.

وكتب سماوية حُفظت، وتليت آناء الليل وأطراف النهار، وتنبأت بأنّا قادمون مع فجر قريب.

لا ولم ولن يغيير ثوابت فلسيطيننا

• لا صفقة.

• ولا حملة انتخابية.

• ولا وباء.

• ولاضيق حال وقلة حيلة.

أخيرا......

فلسطين عربية وستبقى.

موحدة للديانات السماوية.

مهدا للحرية.

فكَلا وألفُ كلا,

• للعنصرية .

• والتهويد .

• وضمّ الأرض.

• وسرقة الهوية.

{وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا} صدق الله العظيم

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012