أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
السبت , 18 أيار/مايو 2024


وقفة تأمل جادة
08-03-2012 09:12 AM
كل الاردن -

alt

حمادة فراعنة

 غدت مسيرة المصالحة باهتة مثلها مثل مسيرة المفاوضات بلا معنى مُؤثر، وبلا حدث مهم، وبلا مضمون جدي يمكن أن يفتح بوابات الأمل على إعادة الاعتبار لشعب باسل، علّم شعوب شقيقة وصديقة النضال والتضحيات وتعلم منها، مثلما علمها أهمية الوحدة الوطنية، وأهمية الائتلاف السياسي العريض في مواجهة العدو الواحد الوطني والقومي والإنساني، وأن التناقض الرئيس مع العدو وليس مع غيره من الخصوم أو من الأصدقاء المختلف معهم على عناوين أو على أولويات، وهي خلاصات الشرط الأول في تحقيق الانتصار على العدو، ويكون الشرط أكثر أهميةً حينما يكون العدو متفوقاً بامتياز كما هو الحال في الصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي.
 
 لم يعد لمسيرة المصالحة طعم ونكهة، مثلما لم تعد مسيرة المفاوضات الدائرة علناً أو سراً ذات جدوى، فكلاهما مضيعة للوقت، وتصريف أعمال، وإدارة أزمة، ومحاولات تضليل للخروج من المأزق، والمأزق يتمثل بعاملين:
 
 أولهما ـ تفوق العدو الإسرائيلي وتقدمه ونجاح برنامجه الاستيطاني التوسعي الاستعماري مدعوماً من قبل قوة الولايات المتحدة الأميركية وجبروتها، وفي ظل رضا أوروبي خجول، وفي ظل عجز عربي من البعض وفشل من البعض الآخر وتواطؤ واع من البعض الثالث، وهذا وفر للإسرائيليين الفرصة ليكونوا أصحاب المبادرة، في الهجوم، والاستيطان والبطش وإدارة المفاوضات، ووضع الأولويات وتحديد الأجندة، وأزمانها وتوقيتها.
 
 أما العامل الثاني ـ فهو الضعف الفلسطيني، فشعبنا مصاب بحالة استكانة، وردات فعل باردة، وحركته الوطنية بفصائلها وأحزابها وشخوصها ولا أستثني أحداً، تتوسل حماية الذات والحفاظ على المكاسب سواء في الضفة أو في القطاع، والفرق بينهما في انتقاء المفردات، والهروب من المواجهة مع العدو، إلى المواجهة مع الذات، مع الشقيق لأن هذا الخيار أيسر وأقل كلفة، أما التصادم مع العدو والتصدي لمستوطنيه وحصاره فهو الكلفة العالية التي لا ترغب الأغلبية الحزبية والتنظيمية والفصائلية في دفع ثمنها، سواء لدى فتح أو لدى حماس، لدى التيار اليساري أو القومي، فجميعهم في خندق واحد، خندق عدم المواجهة، وإضاعة الأولويات وتشتيتها. ثمة وقائع يجب استحضارها، ومعطيات يجب التركيز عليها، فحركة فتح لم تحظ بالموقع دون مقدمات وتضحيات ومبادرات، وحماس لم تحصل على الأغلبية والاستفراد بقطاع غزة، دون ثمن دفعته من خيرة قياداتها، فالانتفاضة الأولى ولّدت أوسلو والاعتراف الإسرائيلي الأميركي والانسحاب التدريجي وقيام السلطة كمقدمة لإقامة الدولة، وأما الانتفاضة الثانية فقد دفعت شارون كإجراء وقائي للانسحاب من قطاع غزة بعد إزالة المستوطنات وفكفكة مواقع الجيش الإسرائيلي، أي أن الأطراف الفلسطينية والفصائل كافة، منفردة ومجتمعة لم تصل إلى ما وصلت إليه من وظائف وسلطة وإمكانات ونفوذ ومكانة اعتبارية دون الانتفاضة الأولى، ودون الانتفاضة الثانية، ولم تجلس على طاولة المفاوضات ولم تستقبل في البيت الأبيض ولم تحظ بالرعاية من أي دولة إلا بسبب حضورها الوطني وسط شعبها وصعودها من بين مساماته وتضحياته وبرنامجه من أجل الحرية والمساواة والعودة. أما محطات التفاوض، بلا غطاء كفاحي، فقد فشلت في كامب ديفيد بين ياسر عرفات ويهود براك برعاية كلينتون، وفشلت في أنابوليس بين محمود عباس وأيهود أولمرت برعاية بوش، وفشلت ولا تزال بين نتنياهو وأبو مازن برعاية أوباما، لأن موازين القوى لمصلحة إسرائيل واستمرار احتلالها يشكل مكسباً صافياً لها وتوسعها وتهويدها للقدس وللغور وبقاؤها على صدر الفلسطينيين لا تدفع كلفته، فلماذا الانسحاب ؟ ولماذا التراجع ؟ ولماذا التعايش والسلام ؟ طالما أنها قادرة على فرض معايير التعايش والسلام والأمن كما تريد وتهوى وفق مصلحتها وتطلعاتها التوسعية الاستعمارية ؟؟ وبرنامج المقاومة من غزة قاومته حماس بقوة وتوصلت إلى اتفاق التهدئة مع الإسرائيليين بوساطة مصرية، أُسوةً بما يجري في الضفة، لأن الأولوية بالنسبة لها: البقاء في السلطة والحفاظ عليها واستمراريتها!!. الشعب الفلسطيني بحاجة لثلاثة عناوين، وحدة برنامجه، ووحدة مؤسسته، والاتفاق على أدواته الكفاحية، وإذا لم يفعل ذلك، وإذا لم يفلح في التوصل إلى ذلك سيبقى خارج دائرة الفعل والتأثير، وليس هذا وحسب بل ستتآكل إنجازاته التي صنعها بفعل الصمود والكفاح طوال الأربعين سنة الماضية من عمر ثورته المعاصرة.
 
 أصحاب القرار يتهربون من الاستحقاقات، والاستحقاق الأولي هو إجراء الانتخابات البلدية، والذي لا يستطيع إجراء الانتخابات البلدية، لا يملك القدرة على إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، ولذلك لتبدأ عجلة الحياة الكفاحية، وزرع مداميك الشرعية الموحدة في الضفة والقدس والقطاع، عبر الانتخابات البلدية على قاعدة قانون التمثيل النسبي لتكون نموذجاً ومعياراً ومقدمة لكل من يتبعها، بغير ذلك تغميس خارج الصحن
 
  h.faraneh@yahoo.com
 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
08-03-2012 12:39 PM

الاخ المحترم العزيز حماده فراعنه,بالرغم من عدم معرفتي بك شخصيا معرفة كافيه ولكن خبرت القليل عن كفاحك ونشاطك الوطني والسياسي أثناء فترة دراستي في عمان وأعرفك من خلال أُطروحاتك الوطنيه الغيوره في التلفزيون,مفاد مقدمتي أن أقول لك أنك على مستوى من الخبره والدرايه الكافيه قد لا تحتاج معها نصيحة رجلٍ ذو معرفه متواضعه مثلي,ولكن آثرت أن أُبدي لك رأي,مع كل ما تطرحه من آراء إلا أنه من المجدي أن تتبنى سياسة جمع وتوحيد أصحاب رؤوس الاموال الفلسطنيون الشرفاء وهم كثر في جميع أنحاء العالم للاستثمار باسلوب جديد يضمن استمالة إحدى القوى الاستراتيجيه العالميه المؤثره في المنطقه,لان المال يا عزيزي هو من يلعب الدور الاساسي في مواقف هذه القوى وهو من يلعب الدور الاساسي في توحيد الفصائل الفلسطنيه.

2) تعليق بواسطة :
08-03-2012 06:05 PM

وقفة تأمل جادة....."أصحاب القرار يتهربون من الاستحقاقات، والاستحقاق الأولي هو إجراء الانتخابات البلدية، والذي لا يستطيع إجراء الانتخابات البلدية، لا يملك القدرة على إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، ولذلك لتبدأ عجلة الحياة الكفاحية، وزرع مداميك الشرعية الموحدة في الضفة والقدس والقطاع، عبر الانتخابات البلدية على قاعدة قانون التمثيل النسبي لتكون نموذجاً ومعياراً ومقدمة لكل من يتبعها، بغير ذلك تغميس خارج الصحن "

الكاتب المحترم , تحية خالصة , احترم راي الاخ يوني بك ولكنني اعتب عليك فبعد ان قرات العنوان وتوقفت عنده توقعت بعد التامل ان ارى افكارا ثورية تعالج حجم الاخفاقات الهائل والتخبط وليس الحديث عن انتخابات لا تقدم ولا تؤخ اذا انطلقت من الثبات على افكارنا التي اوصلتنا الى ما نحن فيه .. لك نحياتي

3) تعليق بواسطة :
08-03-2012 07:24 PM

بطل التطبيع الاول على مستوى العالم العربي يتحدث عن الكفاح و النضال...

4) تعليق بواسطة :
09-03-2012 01:32 AM

المشكله في من نصًبوا أنفسهم على راي الشعب الفلسطيني ومصادرة خياراته وآخرها تعيين النواب """تعييناً"" في المجلس الوطني وحرمان الشعب من انتخاب نوابه .

5) تعليق بواسطة :
09-03-2012 04:47 AM

كلام إنشائي مكرر ، لا جديد فيه.. أما المعلقين الكرام ، حول الكاتب فيكفي الإشارة إلى ويكي لمعرفته

حمادة فراعنة هو كاتب أردني عرف اتجاهه مع حركة فتح، فاز بمقعد في انتخابات مجلس النواب الأردني لدوره واحدة عام 1997، ثارت ضده ردود فعل غاضبه في الشارع الأردني إذ اصطحب السفير الإسرائيلي في جولات على المدن الأردنية أدت به للطرد من أماكن سياحية كثيرة مع ضيفه السفير الإسرائيلي، وخسر مقعده في أول انتخابات تلت حل مجلس النواب عام 2003م ،ظل يكتب عامودا صحفيا في إحدى الصحف اليومية. وحسب ما نشر على أكثر من موقع الكتروني يوم 12/10/2008 فقد تم طرده من هذه الصحيفة اليومية لأسباب مهنية، وقد عاد إلى الضفة الغربية بتصريح إسرائيلي حتى يكون ممثلا لحركة فتح في الداخل. تعرض لحمة قوية خلا فترة نيابته بسبب زيارته للكيان الإسرائيلي بتهمة التطبيع مع العدو.

6) تعليق بواسطة :
09-03-2012 04:54 AM

أخي المحرر الكريم خالد المجالي " أبو أحمد الموقر " السلام عليكم وأرجو نشر الرد احتراما لحقوق المعلقين /

بصراحة فإن موقفكم في تكرار نشر مقالات هذا النفر تسبب لمبدئيتي في محاربة الصهينة العربية مغصا إنتمائيا ، وأعرف أنه لا حاجة لكم بي قارئا لديكم .. لكني أفعل على الأقل ما يمليه عليه ضميري ، إن كان هذا النفر سيظهر في صفحات كل الأردن كاتبا ، فإنني والله مقاطع لصحيفتكم ، ومبروك عليكم خيشة ..

يكفيكم التالي لتقفوا موقف الأصالة مع مثل هذا النفر :

" 13 تشرين الأول (أكتوبر) 2008 – اعلنت جريدة الغد الاردنية اليومية انها طردت المدعو حمادة فراعنة من صفحاتها ومنعته من مواصلة الكتابة بعد ان حول زاويته الى وسيلة تطبيع مع الصهاينة . "

7) تعليق بواسطة :
09-03-2012 11:05 AM

السيد الحياري , أرجو قبل ظلم الرجل معرفه أفكارة وأرجوا البحث على الأنترنت عن الخبر التالي

أجتمعت الحركه الوطنيه الفلسطينيه ممثله بالمناضل(عباس زكي) في بيت (السيد حماده الفراعنه)قبل 5سنوات وبحثوا موضوع الفلسطينيين بالاردن وعرض المناضل عباس زكي الحل التالي:

1.لا بد من أن يبدأ الاردن والسلطه الفلسطينيه بالعمل فورا على رجوع 350000 الاخوه الغزازوه الموجودين بالاردن الى غزه الصامده حيث أنها محرره ولا داعي لبقائهم لاجئين بالاردن

2.تصرف جوازات سفر فلسطينيه بدل الاردنيه لكل اللاجئين الفلسطينيين بالاردن,وعند اعلان الدوله المستقله يعود للضفه كل النازحين عام 1967 والذين رجعومن الكويت, ومن يرغب البقاء بالاردن يبقي كمقيم عربي له حق التملك والعمل كأي عربي اخر

3.لاجئيي 1948 لا يشكلون تهديدا للديموغرافيا الاردنيه لقلة عددهم نسبة للنازحيين 1967 ومن رجعو من الكويت 1990 ولاجئي غزه, وهم فلسطينيون تحل قضيتهم بما يتوافق عليه المجتمع الدولي

8) تعليق بواسطة :
09-03-2012 11:46 AM

لا يمكن ان تحب فلسطين وان تكره الفلسطينية في نفس الوقت فهم شئ واحد يا تقف معهم يا تقف ضدهم معا. اطروحة طرد الفلسطينيين من الاردن (سواء بالطرد الجسدي او المعنوي) غير مقبولة الا اذا كانت الى فلسطين والآن (يعني مش لما الله يفرجها). من يطالب بهذه الاطروحة يطالب فعليا بدمار الاردن فخليكوا خرسانين -سوري- احسن لكم. اذا لا قدر الله وبدأت هذه اللعبة فستتوقف بعد ان يصل عدد القتلى في الطرق الى بضع عشرات الالاف ثم نرجع الى ما كنا عليه، يعني الاف القتلى دون فائدة..ليفكر الواحد منكم برأسه وليس بط....ه خير لنا جميعا

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012