أضف إلى المفضلة
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
الدفاع المدني للأردنيين: أغلقوا نوافذ مركباتكم الخصاونة: تهجير الفلسطينيين انتهاك لاتفاقية السلام وهو خط أحمر الهيئة العامة لشركة البوتاس العربية تصادق على توزيع حوالي (108) مليون دينار كأرباح نقدية على المساهمين الضريبة: الثلاثاء اخر موعد لتقديم إقرارات دخل 2023 استقرار الذهب لليوم السادس على التوالي في السوق المحلي انخفاض النفط والذهب عالميا الجرائم الإلكترونية تحذر من سرقة الصفحات الصحة العالمية: 31 ألف أردني مصابون بمرض الزهايمر الثقافة ترشح ملف "الزيتون المعمّر- المهراس" لقائمة التراث العالمي تدهور شاحنة في منطقة الحرانة .. والأمن يحذر استمرار الأجواء غير المستقرة في اغلب المناطق اليوم وسط هطول مطري بمختلف المناطق وفيات الاثنين 29-4-2024 السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة على مدرجه لأول مرة منذ 2011 .. وزير الخارجية البحريني يزور دمشق خبير عسكري : الهندسة العكسية إستراتيجية المقاومة لاستخدام ذخيرة الاحتلال
بحث
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024


لماذا الجنوب ...؟
14-03-2012 08:17 AM
كل الاردن -

 alt
 رئيس بلدية الكرك الأسبق

 

 ورد في مقالات بعض الكتاب في الصحف اليومية بتاريخ 8\9\2011 إن الملك تساءل في لقاءه الأخير مع الكتاب لماذا يتصدر الجنوب حركة الاحتجاجات الشعبية.
 ما ورد في المقالات آثار شجون كثيرة لدي كما لدى الكثيرين من أبناء الوطن ، لقد حاولت مرات ومرات توصيف حالة الجنوب وما تعانية الكرك بالتحديد للملك وللمسؤولين التي سوف اعتبرها مثالاً لباقي مشاكل الجنوب وهموم أبناء الجنوب وقلقهم ولكن لم استطع توصيل معاناة الجنوب لان الابواب مغلقه والبطانه التي حول الملك فاسده ، تلهث وراء مصالحها الشخصيه ، وبكل اسف نقول بأن من وضع الملك ثقته بهم لم يكونوا أهل لهذه الثقه ، واتفق مبدئياً مع الرأي القائل بأن " الجنوب ليس ظاهرة فريده ومشاكل ابنائه هي مزيج من هموم كل الاردنيين لكنها تتكثف على نحو استثنائي حيث تتشابك الظروف والمعطيات لتخلق وضعًا يشعر معه سكان المحافظات الجنوبية بالحرمان والتهميش" .
 ومن الممكن القول بأن ما ينطبق على الكرك ينطبق على الجنوب وكافة محافظات المملكة عدا التجمعات السكانية القريبة من عمان لسبب اقتصادي بحت ، وليس له علاقة بالمنابت والاصول كما يروج له اصحاب الصالونات المخملية في عمان ، وقبل الدخول في وجهة نظري المتواضعة حول السؤال المثار اعلاه لماذا الجنوب ؟ استطيع ان اوكد بأن الاردنيين جميعهم همهم فلسطين اولاً قبل ان يهتموا بلقمة عيشهم ، ما عدا النخبة الانتهازية الاقتصادية والسياسية والاعلامية فهي متفقة على مصالحها واعمالها وتشارك بعضها البعض بغض النظر عن المنابت والاصول ، ولكنها تحاول خلق اشكالية لباقي فئات المجتمع حول الهوية الاردنية وجعلها فزاعة تستخدمها متى شاءت ، لاننا على قناعة بأن الاردنيين من اصل فلسطيني حريصين على الاردن هوية عربية في مواجهة الكيان الصهيوني حرصهم على هويتهم الفلسطينية ، وان الأردنيين حريصين على فلسطين هوية عربية مناضلة في مواجهة الكيان الصهيوني حرصهم على هويتهم الاردنية ، وما نسمع من مهاترات من بعض الكتاب حول الهوية الاردنيه لايصب الا في مصلحة الكيان الصهيوني لان من يكتبونه يشربون من اناء العمالة للعدو الصهيوني .
 الكرك كما هي المدن الاردنيه وفيه لقيادتها على مر التاريخ ، ما دامت القيادة قريبة منها ، وشعور الناس بأن القيادة تسمع شكواهم وحالة التواصل موجودة ، والبطانة صالحه طاهرة عفيفة توضح الصورة كاملة للقيادة وللمواطنين ، وأكاد ان اعمم بأن شعور الاردنيين هو شعور اهل الكرك ، وذلك لان الاردن هو الكرك قبل عام 1916، فحدود امارة الكرك الايوبية ومملكة الكرك ايام المماليك ومتصرفية الكرك في عهد الاتراك تقريباً هي حدود الاردن اليوم .
 وسوف أنقل ثلاث امثلة من امثلة كثيرة على وفاء الكرك وأهلها لقيادتهم
 أولها : عندما سقط حكم الايوبين في مصر وبقيت الامارة الوحيدة لهم في الكرك ، حاصرها الظاهر بيبرس سنة 1262 وكان حاكمها الملك المغيث عمر الايوبي ووقف ابناء الكرك حصناً منيعاً في وجه الظاهر بيبرس ، الا ان دخلها الظاهر بيبرس صلحاً مع الامير الايوبي واجتمع مع وجهاء الكرك واعيانهم في اليوم الثالث من فتح المدينة ، ووقف فيهم خطيباً وقال لهم بأنه معجب بوفاء أهل الكرك لاميرهم ، وهم يعلمون بأن الجوله اصبحت للمماليك ، ألا انهم قرروا الدفاع عن أميرهم لان بينهم عهد ووفاء ، وقرر أن يضاعف لهم العطاء ، مع العلم بأنه ذَكًّرهم بأنهم طردوه قبل عدة سنوات عندما نفاه المماليك المُعزِيه هو ومجموعة من الامراء الى الكرك .
 
 
 
 الحالة الثانيه
 في عام (1388م) عندما نجح بعض الامراء المماليك في الإطاحه بالسلطان الظاهر برقوق وهو أول ملوك المماليك الجراكسة بعد المماليك البحريه ، فأختار الكرك مكاناً لإقامته لمعرفته السابقه بأهلها ، وكان كريماً مع أهلها عندما حكم مصر .
 وعندما سارت قافلته بإتجاه الكرك طلب من حراسه ان يخبروه عندما يقترب من الكرك ، وعندما وصل مشارف الكرك رفع رأسه وقال " آن لي الآن ان أرفع رأسي " وذلك لشعوره بالآمان او خوفه ان يروه أبناء الكرك في حالة مزريه ، وراحت هذه الجملة مثلا " أرفع رأسك أنت في الكرك " ، وبعد سنة جهز ابناء الكرك جيشاً عديداً للسلطان وأعادوه لحكم مصر .
 الحالة الثالثة
 عندما أنحاز ابناء الاردن من شتى الاصول والمنابت في عام 1970 الى القياده الشرعية ، وكان للكرك فضل القياده العسكريه والمواجهه الصريحة مع المغامرين الذين قادوا الثوره الفلسطنيه بغير إتجاهها ، عندما حاولوا الاستحواذ على السلطة ، ورأييً الشخصي بأنها كانت صراع على السلطه بين سلطة شرعيه ومغامرين لا يعرفون اين هدفهم الحقيقي ، وما حصل من صراع هو نفس الصراع الذي حدث بين فتح وحماس على السلطه ، والصراع لم يكن بين شعبين بل بين سلطة شرعية وقوة أوهمتها احلامها والمغامرين فيها ، بأنهم قادرين على سلب السلطة فكان انحياز ابناء الكرك للقيادة الهاشمية الشرعية واضح وليس بحاجة الى اي دليل .
 قد يقول قائل وما علاقة من يسكن الكرك بماضي الايام ، والاجابة بأن بنو عقبة ما زالت أقدامهم في طرقات الكرك وحاراتها لغاية الان ، ومن محاسن الصدف ان اتناول طعام الغداء يوم الجمعة الموافق 9/9/2011 في مضارب بني عقبة ، وبنو عقبة أحضرهم صلاح الدين الايوبي من الجزيرة واسكنهم الكرك ، ليكونوا شوكة في وجه الصليبين ، وتكريماً للكرك اقام صلاح الدين مصطبة الكرك في حرم الاقصى لعلمه بأن الكرك يعول عليها في تحرير الاقصى ، والكرك لم تخلف ظنه فجهزت جيشاً عام ( 1239 م ) بقيادة الملك الناصر داوود لتحرير الاقصى بعد ان أعاد الصليبين احتلاله للمره الثانيه .
 
 ما ذكرت من حالات سابقة كانت عندما تنسجم القيادة مع شعبها ويشعر الناس بأن القيادة قريبة منهم ويسهل الوصول إليها ، وأبوابها مفتوحة لاصحاب الحاجات والمظلومين ، وبطانة الحاكم يسهل الوصول إليها لحل مشاكل الناس والاطلاع على هموهم وما يقلقهم .
 ولكن ماذا يحدث في الكرك عند شعورهم بالاحتقان والغضب والظلم والاستبداد ، اعود واذكر بأن الكرك كانت تمثل كل الأردن بحدودها الحالية .
 الحالة الأولى غضب المؤابيين في مواجهة حالة الغطرسة والعدوانية لبني اسرائيل حيث انتصرت الكرك عليهم بقيادة الملك المؤابي ميشع .
 الحالة الثانية عندما انحازت العشائر العربية المسيحية للجيش العربي الاسلامي في غزوة مؤتة عام
 ( 629م ) لشعورهم بظلم الرومان واستبدادهم.
 الحالة الثالثة عندما قام ابناء الكرك بثورتهم الكبيرة عام 1910 ضد الظلم والطغيان التركي .
 الحالة الرابعة عندما شاركوا في هبة نيسان المجيدة 1989 ، وهبة ايلول 1996 وذلك لشعورهم بالظلم والتهميش والاهمال .
 ذكرت هذه الوقائع في حالة الشعور بالوفاء والعهد والاطمئنان ، وحالة الشعور بالغضب والاحتقان حتى لا اترك المجال لمستشاري الملك من اصحاب المصالح الخاصة من الصلعان ، الذين ورد ذكرهم في التورآه بأن ملوك بني اسرائيل سوف يرسلون للمالك المجاورة حليقي الرؤوس ليعيثوا فيها فساداً ، حتى لا يفتي هؤلاء المستشارين بأن من يحرك المسيرات والمظاهرات في الجنوب او غيره المندسين واصحاب الاجنده الخاصة .
 لننطلق من بديهية تقول بأن المسيرات والمظاهرات لها عنوان واحد هو حالة الغضب والاحتقان والتهميش والاهمال والظلم وفقدان الكرامة والفقر والبطالة التي يشعر بها كل اردني ، ولنستعير كلمة الكاتب المصري فؤاد زكريا الموجهة لمحمد حسنين هيكل ولماذا الغضب ؟ لنقول :
 ما اقوله ليس تحليلاً علمياً بل تحليلاً بسيطاً كما عشته وشاهدته لحظه بلحظه وساعه بساعه منذ أن كنت رئيساً لبلدية أدر( عام 1989 -1994 ) مروراً برئاسة بلدية الكرك ( 2002 – 2007 ) وبعدد من المواقع في العمل العام والعمل التطوعي وسوف افصل الحديث حسب المجالات التاليه :
 الفقر والبطالة : تزامن تردي القطاع الزراعي في محافظة الكرك منذ أواسط التسعينات لاسباب مختلفة سوف أذكرها لأحقاً ، مع بداية نهج الخصخصه في الدوله ، أدى ذلك الى تقليص فرص العمل امام ابناء المحافظه سواء في القطاع الزراعي او في مجال التوظيف او الانضمام للقوات المسلحه بكافة فروعها ، مع عدم وجود أي مشاريع استثماريه في المحافظه لاستيعاب الأيدي العاملة وخاصة من الشباب والفتيات، بمعنى انه لا يوجد أي مشروع للقطاع الخاص يمكن العمل فيه ، كانت آمال المواطنين معقودة على المدينة الصناعية في بداية عام 2001 م ، ولكن تبخرت الآمال مع فشل المدينة الصناعية في استيعاب أعداد العاملين ، ولعدم جذب المدينة الصناعية لآية استثمارات جديدة عدا مصنع واحد ، ومرد ذلك إلى عقلية رجل الأعمال الذي استحوذ على السلطة ، والذي يهمه بالدرجة الأساس مصلحته أولاً ، وغير معني بمفهوم التنمية في الأطراف ،ولا يعترف ولا يفهم معنى المسوؤلية الاجتماعية والإنسانية ,كذلك لم ينشئ أي من المسؤولين من أبناء الكرك الذين وصلوا باسم الكرك إلى أعلى المراتب والمواقع الحكومية والمالية أي مشروع استثماري ضمن المحافظة ، ولو على سبيل التخفيف من البطالة وليس بالضرورة جني الأرباح الهائلة ، رجالات الدولة للأسف لا يعرفون بأنه لولا وجود جامعة مؤتة وشركة البوتاس العربية سوف يهاجر أعداد كبيره من أبناء الكرك الى عمان للعثور على مصدر رزق لهم ولابناءهم ، ومنذ سنوات شركة البوتاس وجامعة مؤتة توقفتا عن التوظيف ، لذلك كله ليس من المستغرب تفشي الفقر والبطالة بين أبناء الكرك ، وأصبح لديهم شعور ملموس بأن من يذهب إلى عمان سوف يحسن وضعه المادي خلال سنوات معدودة .
 1- المياه والزراعة : يعلم الجميع بأن محافظة الكرك اغلب اهلها يعيشون من الاستثمار في الزراعة سواء زراعة الحبوب في الاراضي المرتفعة او الخضار والفواكة في الاغوار او تربية الماشية ، ومنذ عام 1995 والمحافظة تعيش حالة جفاف شبه سنوية مما انعكس على المحاصيل الحقليه وتربية الماشية فعجز المزارع عن تحصيل اي مردود من ارضه اولاً لينفق منها على معيشته وثانياً لتسديد ما عليه من التزامات للاقراض الزراعي او البنوك ، وفي المقابل ارتفعت اسعار الاعلاف بطريقة جنونية ، لم يتلقى المزارع امام هذه الظروف اي دعم لزراعة القمح والشعير او دعم اسعار الاعلاف بل عاش تحت هاجس الخوف من ارتفاع اسعار العلف باستمرار ، اضافة لذلك فإن بعض الامراض التي تصيب القمح استوطنت في المحافظة منذ عام 1997 ولغاية الان تأكل الاخضر واليابس دون تعويض من الحكومة او اتخاذ اجراءات وقائية وعلاجية واضحة تقضي على هذه الافة ، في المقابل نرى عند حدوث اي طارئ لمزارع الاغوار الشمالية التي تعود ملكيتها للمسئولين في عمان تنتفض الحكومة في ساعات معدودة للدعم والتعويض على المزارعين .
 وايضاً في هذا المجال انتظر ابناء المحافظة عشرات السنين لتنفيذ سدود المياه التي وعدت الحكومة بها لخدمة الزراعة واصحاب المواشي في المناطق الشرقية من المحافظة ، ولكن لغاية ألان لم ينفذ الا سد الموجب خدمة لمياه الشرب في عمان ولإنتاج البوتاس فقط .
 مع العلم بأن المحافظة تشهد ازمة مياه شديدة في الصيف واهل المحافظة يعلمون بان مياه اللجون تنقل الى عمان للترفيه عن كبار المسؤولين من خلال برك السباحة الموجودة في منازلهم .
 3 - الصناعة:
 أ‌- البوتاس – وهو أحد أهم الروافد الاقتصادية في الاردن و يستوعب عدد كبير من ابناء الكرك ، الا انه وبعد خصخصته أصبح أبناء الكرك محرومين من التوظيف فيه ، وأصبح مفتوح لكل الناس الا ابناء الكرك واصبح دوره التنموي في المحافظة معدوماً ، و نسمع بأن جميع الدعم المخصص للمجتمع المحلي يذهب لمؤسسة نهر الاردن والصندوق الأردني الهاشمي ، علماً بأن ابناء الكرك لا ينسوا الروائح الكريهه التي انبعثت قبل عدة اعوام من البوتاس عندما انهار أحد السدود ، وأثر تلك المواد على الصحه العامه لابناء المنطقة .
 ب‌- على هامش صناعة البوتاس قام عدد من المصانع ( الملح ، المنغنيز وغيرها ) ولكن الفساد والفاسدين أكلوها قبل ان يرى ابناء الكرك اي من خيراتها ، والغريب انه لم يقدم أحد من الفاسدين للمحاكم بل إنهم يكافؤا في مناصب الدولة من موقع الى آخر .
 ح‌- مصانع الاسمنت - عدد من المصانع أنشئت في الكرك أتت بكل طواقمها من خارج المحافظة ، وأبناء المحافظة لا يسمح لهم بالعمل الا حراساً أو مراسلين والمنتفذين من أبناء الكرك والذين يمثلون المحافظة في لقاءات الملك اكتفوا بالاعطيات وعضوية مجالس الادارة ، او تعيين زوجاتهم وبناتهم وابناءهم في مكاتب الادارة في عمان ، وما حدث من اعتصامات في القطرانة خير دليل على ذلك
 د‌- الفوسفات - ما يستثمر منه في حدود المحافظة ينطبق عليه ما ينطبق على البوتاس ، فلا يشعر المجتمع المحلي بأي دور لهذه الصناعة الموجودة على ارضه والغريب أن ما يتقاضيه رئيس مجلس الإداره وأعضاء مجلس الإدارة والمدير العام في السنه الواحده قادر على احداث تنميه في الجنوب بكامل مواقعه .
 هـ - المدينة الصناعية – شهدت المدينة الصناعية في بداية انشائها عدد من المصانع واستطاعت ان تخفف من البطالة الموجودة وبالذات بين الفتيات ، ولكن للأسف لعدم قدرة الادارة في هذه المؤسسة على حل مشاكل المصانع الموجودة او توفير مزيد من التسهيلات لهذه المصانع ، لم يتبقى في هذه المدينة الا مصنع واحد لم يعد يعمل بكامل طاقته المعهودة سابقاً ، وما تبقى من المصانع هي قارمات موجودة فقط لأخذ القروض من البنوك .
 و‌- غالبية ابناء الجنوب يعلمون ان بعض القروض التي حصلت عليها الدولة لغايات البوتاس والفوسفات تشترط فيها الدول المانحه لهذه القروض توزيع قيمة فوائد القروض لتنمية المجتمع المحلي ، اي تنمية المناطق الجنوبية المتضررة من البوتاس والفوسفات وقد استفادت البلديات والاندية الشبابية والجمعيات الخيرية من هذه الاموال عن طريق بنك الإنماء الصناعي إلى أن جاء طيب الذكر الى وزارة التخطيط وحول هذه الاموال الى جهات لا نعرفها على طريقته البهلوانية الخاصة .
 ز- يتساءل أبناء الكرك لماذا تبقى إدارة الشركات المستغله لثروات الجنوب في عمان ؟ بعد هبة نيسان المجيدة
 عام 1989 أثير التساؤل لماذا تبقى الشركات التي تستغل ثروات الجنوب موجودة في عمان ، وكانت الإجابة بحجة سهولة المراسلات والاتصالات في عمان ، وان بعض خدمات الاتصالات والنقل غير متوفرة في الجنوب ، واقتنع أبناء الكرك بذلك .
 لكن بعد عشرين عام من إثارة هذا الطلب ، ماذا تبقَى لإدارة هذه الشركات من اعذار لعدم التواجد في الكرك ، فنحن الآن في اي منطقة في الاردن نستطيع التواصل مع كل بقاع الدنيا نتيجة ثورة الاتصالات والتكنولوجيا ، فالمراسلات والاتصالات والتسويق اصبح من خلال الشبكة العنكبوتية والخلوي ، أن نقل إدارة كامل الشركات التي تقوم استثمارتها على خيرات الجنوب أصبح ضرورة وطنية وليس ترفاً مطلبياً ، فهي البداية الحقيقيه لخلق هجره معاكسه من عمان الى الجنوب ، وخلق فرص عمل اضافية لابناء الجنوب وفتح مجالات اخرى للاستثمار في الجنوب .
 إن بداية تنمية الجنوب تبدأ بأخذ قرار شجاع بضرورة نقل إدارة شركات ثروات الجنوب الى الجنوب .
 4- الطرق
 يتندر ابناء الكرك على طريق الكرك – القطرانة الذي بدأ العمل به عام 1993 ولم ينتهي الا في عام 2007 ، اي مكث العمل في هذا الطريق 14 عام ، في اي دولة في العالم يمكن لطريق طوله 20 كم ان يبقى 14 عام حتى ينتهي ، هذا الأمر يفرح أم يغضب ، لو كان هناك نواباً للكرك ، انتخبهم ابناء الكرك ، هل يمكث هذا الطريق 14 عام ؟
 وباقي الطرق في المحافظة سيئة لم نشهد تحسن في مجال الطرق التي تنفذها وزارة الاشغال العامة الا منذ سنوات معدودة .
 5 ـ البلديات
 بلديات الكرك من أفقر البلديات في المملكة ومرد ذلك لكلفة الاستملاك العالية التي تكبدتها هذه البلديات ، ولطبيعتها الطبوغرافية ، حيث انشاء البنية التحتية مكلف جداً ، والبلديات اصبحت بيتاً للتوظيف حيث حاجة الناس شديده ، اضافه لذلك فأن المسؤولين لا يعلمون بأن كلفة الخدمات في المناطق البعيدة عن عمان تكلف اضعاف ما تكلفه نفس الخدمات في عمان .
 فمثلاً تصليح الية يكلف بلدية الكرك ضعف نفس العطل لالية في عمان ، عدا عن كلفة المحروقات ومياومات الموظفين ، ذلك لان اغلب مستلزمات الخدمات لا تتوفر في الكرك ويجب الحصول عليها من عمان .
 ومثال على مشاكل الكرك التي لم يتبناها اي نائب منذ عام 1999 وهي مشكلة المرور داخل المدينة ، وعدم توفر اية مواقف للسيارات ، فنحن نرى الغضب في عيون ابناء الكرك يومياً من ازمة السير التي يعانون منها يومياً ، ولا احد يستجيب لطلبهم ، لقد حذرت عندما كنت رئيساً لبلدية الكرك بأن تنفيذ اي مشروع داخل مدينة الكرك بدون اقامة مجمع استثماري ( مجمع الشهيد هزاع ) ومن ضمنه مواقف للسيارات ، سوف يكون كارثة تصيب المدينة ، لم يرد باسم عوض الله عندما كان وزيراً للتخطيط على مطالبات البلديه بل كان مشغولاً بلقاءات السفارة الامريكية وتوزيع اموال التخاصية على كل الجهات الا الكرك ، فكانت محرومة من هذه الاموال ما عدا محاسيبه ونوابه الذين يصفقون له ، اخذوا مئات الالاف من الدنانير وصروفوها على مشاريع وهمية غير موجودة .
 لقد أطلعت على عدد من المشاريع في البلديات التي من الممكن ان توفر فرص عمل للشباب ولكن للأسف هذه المشاريع لم تنفذ ، لان البهلوان تتطلب مقابلته واقتناعه أمور لا نستطيع تقديمها ، كذلك فأن لقاءات الملك مع المواطنين دائماً كانت تتم في عمان ويقابله فيها كركية عمان ، الذين لا يعرفون من الكرك سوى الانتفاع بأسمها ، ومن الغريب أن يسمح لقائد الجيش في الحديث أمام الملك في أحدى اللقاءات ، ولا يسمح لاي من ابناء الكرك المحليين بالحديث أمام الملك .
 6- التعليم
 أ‌- التعليم الجامعي : نعلم أن جامعة مؤته اصبحت طارده لهيئتها التدريسيه منذ مطلع الألفيه الجديده ، و كانت قبل ذلك الجامعه الوحيده التي تقدم البرامج المسائيه والموازية مما جعلها قبله لكل الطلبه الاردنين من كافة المحافظات وبعد عام 2003 إنحسر اعداد الطلبه مما انعكس على المردود المادي للجامعه وعلى الهيئه التدريسيه فيها ، فأصبحت الجامعه منهكه مادياً بسبب الوظائف التي حصل عليها نواب الكرك ، و قبول اعداد غفيره من الطلبه على قائمة الديوان بدون مقابل ، ودفع فرق تكلفة التلاميذ العسكريين للقوات المسلحة فالتلميذ العسكري يكلف الجامعه أكثر مما تأخذ الجامعه من اتفاقيتها مع القوات المسلحه ، وهذا العجز المادي انعكس على دور الجامعه التعليمي ودورها التنموي في المحافظه ، وبقيت الجامعة في حالة احتضار لغاية الآن ، فهي غير قادرة على استقطاب هيئة تدريسيه قادرة على أرجاع ألألق لجامعة مؤتة ، وغير قادرة على تجديد وتحديث أدواتها ومختبراتها بما يلائم العصر ومستجدات العلم الحديث . واصبح المواطنين ينظرون إلى خريج جامعة مؤته بأنه اقل من مستوى الخريجين في الجامعات الاخرى ، وزاد في الأمر سوءاً بأن جامعة مؤته اصبحت بؤره للمشاجرات العشائريه اليوميه ، بدل ان تؤدي دورها ورسالتها في تطور المجتمع المحلي اصبحت مصدر قلق أمني وعشائري يومي لأهالي المحافظه ولادارتها ، يبقى سؤال الناس الدائم لجامعة مؤته لماذا ابناء فلان المقتدر مالياً يدرس على حساب الديوان وأبني او أبنتي لا يحظى بمثل هذه الفرصه ، ماذا قدم أبوه للوطن لم اقدمه أنا ؟ .
 ب‌- التعليم المدرسي
 لا أريد أن اخوض في مجال التعليم المدرسي من حيث مناهج التعليم والأبنية المدرسية وكفاءة المعلمين فهذا الامر معروف لكافة الاردنين ولكن قال لي أحد ابناء الكرك ما فائدة ارسال ابناءنا الى مدارس الحكومة للدراسة ، والحكومة ممثله بوزارة الخارجيه تعلن في اعلاناتها لتوظيف الدبلوماسين ، بأن المتقدمين عليهم ان يكونوا من متحدثي اللغة الانجليزية والفرنسية ، فأعطوني خريج مدرسة في الكرك يتحدث اللغة الانجليزية .
 كذلك اصبحت من اساسيات الوظيفة في الهيئات المستقله التي فصلها المسوولين لابناءهم ان يكون طالب الوظيفة بلبل انجليزي ، فأين هي المراكز في الجنوب التي تعلم اللغه الانجليزيه والفرنسيه حتى نضمن لابناءنا فرصة المنافسة على وظيفة في وزارة الخارجيه والهيئات المستقله .
 7- قطاع الصحه
 شفى الله النائب السابق عيسى مدانات وأمد في عمره لولا جهده الشخصي عام 1990 ، مع الحزب الشيوعي الايطالي المشارك في حكومة ايطاليا تلك السنة ، لم يرى هذا المستشفى النور ، فلتاريخ أقول بأن هذا المستشفى منحه ايطاليه منذ عام 1984 ، وبقي حبيس الأدراج في ايطاليا ، لان المسؤولين في بلدنا مشغولين ليل نهار في تحمل مسوولياتهم ، وليس لديهم الوقت الكافي للتواصل مع الطليان في أمر تافه مثل منحة لإقامة مستشفى ، قيض الله انتخابات عام 1989 لينجح فيها عيسى المدانات وأخبرناه عن المنحة فحركها وتم أنشاءالمستشفى من قبل الطليان ( كثر الله خيرهم ) ، وبقي المستشفى على وضعة منذ عام 1990 ، مع العلم بأننا نشاهد توسعة منذ عام 2007 ولغاية الآن لم تنجز، نتمنى ان تنجز بعد عشر سنوات ، ليس من الغريب القول بأن الوضع الصحي في الكرك من اهم ما يقلق الناس ويثير غضبهم ، فاغلب الاحيان يطلب منهم مراجعة عمان لاسباب بسيطة جداً لعدم توفر الاجهزه والمعدات والأخصائيين في الكرك ، أذكر في عام (2006) بأن مشكلة كبيره حدثت مع وزارة الصحة شاركت فيها أنذاك بخصوص توفير جهاز الرنين المغناطيسي للمستشفى ، وطالبنا بالجهاز حتى لو تطلب الامر لبناء غرفة خاصة به على حساب بلدية الكرك لان وزير الصحه أنذاك حاول ان يبقيه في احد المستشفيات في عمان ، بحجة عدم وجود غرفة مخصصه للجهاز في مستشفى الكرك مع كل مشاكلنا في قطاع الصحة لم يستطع نوابنا الكرام وعلى مدى (20 عاماً ) ان يضيفوا بصمة واحده زيادة على مستشفى الكرك الحكومي .
 ومن الامور المثيره للاهتمام بأن هناك شكوى دائمه من عدم توفر الادويه البسيطه للناس ، ومعظمهم يتندر بأنها ذهبت الى افغانستان والبوسنة وهاييتي وغيرها من الدول .
 ويعلم الكثير بأن معظم الأطباء عند بداية تعيينهم يتم تعيينهم في الجنوب وبعد حصولهم على التدريب المناسب يتم نقلهم إلى عمان.
 8- قطاع الشباب :
 سوف يستغرب الجميع عندما أقول بأن الملك في أول زياره له للكرك بعد توليه المسؤوليه وفي لقاء عام بأهل الكرك في جامعة مؤته بارك لهم بإنشاء المدينه الرياضيه في عام (2000) ، ولغاية الآن نطالب المسؤولين بتنفيذ الرغبة الملكية التي وعد بها الملك قبل عشر سنوات ، وللآن لم تنفذ . ألا يثير هذا الامر الغضب ؟؟ .
 إرادة الملك لا تنفذ فمن نصدق اذن ؟ الصلعان !
 من المعلوم ان الفراغ والشباب مفسدة واي مفسده كما قال الشاعر ، فقر وبطالة وفراغ قاتل للشباب ، فالانديه بدأت تنشى مقار لها منذ سنتين فقط ( مثل نادي الكرك ) . للأسف لا يوجد خطة واضحة لدى المجلس الأعلى للشباب ولا لوزارة التربية للاستفادة من طاقة الشباب في العطل الصيفية ولا إثناء الدراسة ، فلا يوجد رعاية للمواهب ولا يوجد رعاية للمبدعين ، فمحافظة الكرك محرومة من ملعب رياضي جيد ومحرومة من بركة سباحه للترفيه عن الشباب ، ولا يقام فيها مخيمات للشباب إثناء العطل الصيفية لاستغلال طاقاتهم ومواهبهم .
 
 9- الحياه الاجتماعيه :
 أضافه الى مساهمة قانون الانتخاب في فساد الحياه الاجتماعيه في الكرك كما سيوضح لاحقاً ، فان أهالي المحافظه ونتيجة عدم توفر الفرص لهم في المحافظة لتحسين ظروف المعيشة ، اصبحوا يهاجرون الى عمان والمدن الاخرى لعدد من الاسباب :
 أ‌- إمكانية العثور على فرصة عمل اضافية لرب الأسره ، والعثور على فرصة عمل لاولاده في الشركات المتناثره في عمان .
 ويرجح بأن عدد العائلات التي تهاجر الكرك شهرياً تبلغ (20) عائله شهرياً .
 ب‌- سهولة الوصول الى اصحاب القرار في عمان من ابناء الكرك وغيرهم لقضاء مصلحة لدى الدوائر الحكوميه وغيرها . ويقدر من يذهب من الكرك الى عمان يومياً لمراجعة اصحاب القرار ( تجهيز واسطة ) ستون شخصاً ، وانظر ما هي المصاريف التي يتكبدونها .
 ج- أصبح ابناء الكرك على قناعة بأن السكن في عمان أوفر من السكن في الكرك ، وذلك عند حساب ما يدفعونه شهرياً لالتزامات إجتماعيه ( زياره افراح ، زيارة اتراح ، زيارات مرضى ، زيارات نجاح ، زيارات سكن جديد ، زيارات حج وعمره ، زيارات اعياد ، مشاركات في العزاء ، ضيافة لمن يأتي من خارج الكرك ) هذا جميعه يؤكد لهم بأن السكن في عمان أوفر من السكن داخل الكرك ، مع التأكيد بأن الكركي ساكن عمان معفى من جميع هذه الالتزامات وعندما يأتي الى الكرك يأتي ضيف والكل يقوم على أحترامه . وأصبح يوم الجمعة لابناء الكرك ليس يوم عطلة وراحة واستجمام يقضيه المواطن بين أفراد أسرته بل هو يوم عمل شاق يبدأ بالتزام الحضور مآدب الغداء في الافراح ، وبعد صلاة العصر حضور الجاهات للخطوبة او صلحة عشائريه ، وذلك على مدار السنه .
 د – أصبح ابناء الكرك على قناعه بأنه اذا كان لاي فرد في الكرك من طموح ليصبح نائباً او غير ذلك على سبيل المثال فيجب عليه الذهاب الى عمان ، فهناك سوف يعثر على من يقدمه الى البطانه الفاسده حول الملك او المخابرات ( امثال البطيخي والذهبي ) ليقوم بتعيينه في مجلس النواب او يسلمه احدى المزارع ( الدوائر الحكوميه ) وليس غريباً ان اقول بأن كل النواب منذ عام 1993 ولغاية عام 2007 باستثناء الاغوار ، قامت الحكومات المتعاقبه بتعيينهم من خارج الكرك ما عدا واحد او اثنان فقط .
 هـ- من خلال اطلاعي على اللقاءات التي تمت مع الملك لمناقشة قضايا الكرك سواء في عمان او الكرك ، لم يكن من ضمن هذه اللقاءات من هو مقيم في الكرك او يعرف مشاكلها او هموم ابناءها ، ولا يأتي الكرك الا زائراً ، ويقول ابناء الكرك تندراً لو ان الملك اخذهم في رحله الى الكرك وعند وصولهم الى القطرانه سألهم الان اين الطريق الى الكرك ؟ لما عرف احدهم اين يسير ؟ واذكر انه في زياره الملك عام 2010 ، قابل ما سمي بممثلي الكرك في لقاء تنموي ، وسالنا الناس ماذا دار في اللقاء ، لم نجد احد من الذين قابلهم الملك لنسأله ماذا وعد الملك ، لان جميعهم ركب سيارته ووصل عمان قبل ان يصلها الملك ، فما هو شعور الناس حول زياره ينتظرونها منذ زمن من ولي الامر .
 و- أصبحت ظاهره موجوده في الكرك بأن معظم اصحاب السوابق الذين ذهبوا الى عمان لعدد من السنوات رجعوا اليها اغنياء ، واخذوا يزاحمون الناس في تمثيلها سواء في الانتخابات او غيرها ، والغريب في الامر ان ابواب الديوان والحكومه وكافة الاجهزه تفتح لهم بطريقة تثير الشك ، فما هي صلة هؤلاء بهولاء .
 ز- يدور نقاش كبير في اغلب الاحيان عن رجالات الكرك السابقين ، بأن الرجال أمثال " حابس ، هزاع ، عبدالوهاب الطراونه ، احمد الطراونه ، عمران المعايطه ، عطالله السحيمات ، ممدوح الصرايره ، عبدالوهاب المجالي ، ابراهيم الحباشنه ، سابا العكشه ،غالب القسوس ، فلاح المدادحة ، عبد المهدي الشمايلة ، الهلسا " الذين رفعوا اسم الكرك عالياً في نزاهتهم وعفتهم ورجولتهم وتقديمهم المصلحة العامة على مصالحهم الشخصية ، أين هؤلاء رحمهم الله من أشباه الرجال الذين نراهم اليوم وتطاردهم الشبهات وقصص الفساد والمحسوبية الم يكن أحد من رجالات الكرك قادر على سؤال من هو هذا الفتى الذي يدعى الذهبي حتى يهدد ويتوعد ويتلاعب في الانتخابات ويقيل حكومات ويشكل حكومات ، الم يكن احد من رجالات الكرك ونوابها وكل صفقات الفساد و تزوير الانتخابات النيابيه والبلديه تمت عبر مجلس النواب ، الم يكن أحدهم قادراً عن السؤال من هو هذا الفتى البهلوان الذي اصبح يتحكم في مصير الاردن .
 اسئلة ترفع السكري وترفع الضغط والدواء غير متوفر في مستشفيات الكرك، الم يسمعوا كيف تصدى فلاح المدادحه لتسليم كلوب باشا كتاب الاستغناء عن خدماته . عندما كان النقاش في مجلس الوزراء ليس حول إقالة كلوب باشا بل من يستطيع ان يقول لكلوب باشا بأنه تم الاستغناء عن خدماتك .
 
 10 ــ الخدمات الأخرى
 ان اوضاع الخدمات المختلفة في الكرك يكاد ان يكون من أسوأ الأوضاع في المملكة ، وما يزيده سواءاً هو الوعود الحكومية المتكررة في الحل وبلا طائل ومن هذه الخدمات .
 
 أ ـ النقل العام :
 منذ سنوات والحكومة وعدت الحكومة بإنشاء مجمع للسفريات تحديداًً منذ عام 2003 ولغاية الآن لم يقم هذا المجمع الذي يعني ببساطة توفير مصلى مناسب، و دورة مياه مناسبة ومكان للاستراحة.
 ب ــ ظهرت العديد من الخدمات في العصر الحديث ومنها الاهتمام برعاية الاطفال ولا يوجد في الكرك مرفق جيد للترفيه عن الاطفال مما يجعل الأسر ذات الدخل المتوسط تذهب إلى عمان أكثر من مره في الشهر الواحد ليكلفها ذلك (100) دينار شهرياً .
 جـ ـ الحدائق :
 عدم توفر الحدائق المناسبة للترفيه عن الناس .
 د ــ الصرف الصحي:
 نتيجة قرار خاطئ تم اختيار اجمل موقع زراعي في الكرك لإقامة محطة تنقية وبالتالي تدمير المكان الذي كان ابناء الكرك يقضون فيه اجمل اوقاتهم ، ولغاية الآن كل المحافظة لا يوجد فيها صرف صحي عدا المدينة وقسم من ضاحية المرج .
 تخيلوا الاحياء الراقية التي يقع فيها المستشفى العسكري والمستشفى الحكومي بدون صرف صحي ، والروائح الكريهة التي تنبعث يومياً من هذه الامكنة رغم المطالبات والمناشدات اليومية بتصويب الوضع والوعود التي نسمعها دائماً بدون نتيجة منذ عام 1999 .
 هـ ـ بعض عدم تقديم الخدمه او تطويرها مرتبط بوجود عدد من المدراء في دوائرهم منذ عام 1995 ، لم يقدموا للمحافظه اية خدمه ، بل ان وجودهم فقط لقضاء حوائج المتنفذين في عمان وابتزاز المواطنين في الانتخابات .
 و- تعيش مدينة الكرك أزمة مرور خانقه وذلك لعدم وجود مواقف للسيارات واذكر بأن البلديه قدمت مشروع متكامل لحل ازمة المرور وإيجاد مواقف للسيارات منذ عام 2003 ولكن للاسف ، فالجواب الكلمه المشهورة في الكرك بأن الذي يجلس على الكرسي لا يسمع ، وتكلمت الكرك مع اكثر من مسؤول ولكن لا حياه لمن تنادي ، جميعهم يصرف وعود ، ومن يحظى بمقابلة الملك في لقاء شعبي او تنموي لا يعرف عن مشاكل الكرك او همومها ، والبطانه الفاسده لا يمكن لاحد ان يصل اليها ، فأن تصل الى بوش في واشنطن أسهل من الوصول الى رئيس الديوان أو رئيس الحكومه ، ومقابلة الملك حلم لا يمكن تحقيقه .
 ما تم ذكره سابقاً من واقع سيء للبنيه التحتية وضحالة ما قدمته الحكومات من خدمات الى محافظة الكرك ليس العامل الأساسي في غضب أبناء الكرك واحتقانهم ، بل إن العامل المهم سوف اذكره في عدد من النقاط ، وقبل الدخول في أسباب الاحتقان والغضب ، لابد أن نذكر بأن أهل الكرك لديهم عزة النفس والكرامة والتقدير الذاتي والاحترام المتبادل أهم من لقمة العيش ، وهذه الحالة موجودة ويعرفها كل من يتعامل مع أبناء الكرك ، علماً بأن هذه الظاهرة تخالف هرم ماسلو للحاجات الإنسانية حيث أن ماسلو يقول : " بأن الجوع هو أهم الحاجات الانسانيه وبعدها الأمن ومن ثم التقدير الذاتي " ولكن في الكرك يأتي التقدير الذاتي والاحترام المتبادل وعزة النفس في المقدمة ، لذلك درج المثل الشعبي في الكرك " لاقيني ولا تغديني " والمثل العربي الذي يقول " تموت الحرة ولا تأكل بثدييها " . ومن المتعارف عليه بأن الغني صاحب سطوه على الفقير في دول العالم ، ما عدا الكرك فانك ترى بأن الفقير لا يخاف صاحب المال .
 
 
 
 
 بعد هذا التقديم البسيط والمختصر عن الكرك نعود لذكر الأسباب الرئيسية للغضب والمسيرات والمظاهرات والاحتقان في محافظات الجنوب والكرك بالذات :
 
 1 ـ الوضع العربي العام
 لقد ارتاح أبناء الكرك لموقف الحكومة الأردنية عام 1990 بعدم المشاركة في حلف حفر الباطن المشئوم ، وشعروا بأنهم مع حكومتهم في خندق واحد ، رغم معرفتهم بأن هذا الموقف سوف يخلق للأردن وللشعب مصاعب كبيرة ، ولكن إن تقف موقف عز وكبرياء بعيداً عن المصالح القطرية الصغيرة والضيقة هي التي تجعل الإنسان ينسجم مع ذاته حتى لو خسر مادياً . والشعب الأردني معروف بحسه القومي ومساندته لكل القضايا العربية .
 بدأ الشعور بالاحتقان منذ اتفاقية وادي عربة 1994 التي شعر فيها أبناء الكرك بأن الأردن خان القضية العربية وان هناك تفريط بالحقوق ، وأن ما قيل عن المعاهدة وما روج لها بأنها سوف تدر سمناً وعسلاً لم تجلب للأردن غير المياه النتنة في ذات صيف لعمان ، لم يحقق الأردن أي نفعاً من هذه المعاهدة حتى حكاية الوطن البديل التي قيل لنا بأنها دفنت ، تبين إن هذا الكلام للاستهلاك المحلي ولتجميل المعاهدة .
 وكان بالإمكان أن تدار المفاوضات ويحصل الأردن على شروط أفضل من التي حصل عليها لو كان هناك مسئولين يعرفون عن إدارة المفاوضات ، فخلال المفاوضات طلبت من أحد المسئولين أن تكف الحكومة عن تنظيم المهرجانات والندوات والخطابات والمسيرات التي تطالب بالسلام مع الكيان الصهيوني إثناء فترة المفاوضات ، وذلك لان كل هذه المظاهر تضعف الوفد الأردني المفاوض بل يجب تنظيم مهرجانات ضد المفاوضات للحصول على أفضل الشروط من المفاوضات وتحسين موقف الوفد المفاوض ، خاصة بأن تلك الفترة لم تشهد أي مسيرات معارضة للسلام مع الكيان الصهيوني.
 واعتقد شخصياً بأن المواطنين وخاصة في الكرك اقتنعوا بما طرحه الأمير حسن في تلك الفترة عن مؤتمر مدريد عندما صارحهم وقال لهم بأننا لم نذهب مع إخواننا العرب بإرادتنا ولكن ذهبنا بطريقة الجلب .
 
 لقد تفهم أبناء الكرك ذلك لان المواطن المنتمي لوطنه عندما تصارحه بالموقف والظروف يبحث عن العذر للمسؤول .
 ويلاحظ بأنه في النصف الثاني من التسعينات ومنذ عام 1996 بدأت الحكومات الأردنية تنسيقات أمنية مع المخابرات الأمريكية ضد بعض الأقطار العربية وبالذات العراق الشقيق مما زاد شعور الناس بالاحتقان والإحباط ، وكانت هذه التنسيقات إحدى الدوافع الرئيسية لهبة الخبز في أيلول عام 1996، ونتيجة الصدمات المتلاحقة التي أخذت تضرب المنطقة العربية وأصبحت ترفع من حدة الاحتقان لدى المواطن الكركي والعربي بشكل عام من هجمات أيلول عام 2001 وضرب أفغانستان ، احتلال العراق عام 2003 والمذابح التي نشهدها في بغداد والقلاقل في جنوب السودان والاعتداءات الصهيونية اليومية على أهلنا في فلسطين ولبنان .
 هذه الأحداث جميعها زادت من حدة الغضب لدى الناس وما يرفع من حدة الغضب هو رداءة السياسية الخارجية الأردنية ، والإعلام الأردني الذي ساوى في فترة من الفترات بين الشهيد من شعبنا الفلسطيني والقتيل من العدو الصهيوني ، ووجود حجم كبير من الغضب والسخط والكبت دون وجود حرية للتعبير عن هذا الغضب والسخط .
 إن حجم ما يشاهده المواطن العربي على شاشات الفضائيات من المصائب التي تلحق بالأمة وحجم الاعتداءات على كرامتها وأرضها دون أي رد فعل من جانب القادة العرب ، بل إن اجتماعات القمم العربية الدورية وغير الدورية ترفع من حجم الاحتقان والغضب العربي على القادة العرب ، بل إن المواطن العربي وأبناء الكرك بالخصوص لحسهم القومي المرهف يرتفع الغضب لديهم عندما يشاهدون بعض القادة العرب يرتادون المواخير العالمية للعب القمار وخساراتهم تقدر بالملايين ويشاهدون زوجات القادة يتسابقن على محلات الأزياء العالمية وعلى شركات الدعاية العالمية من اجل تحسين صورتهن لدى الغرب وليس لدى الشعوب العربية .
 
 2ـ الوضع الأردني:
 حتى يكون هذا الحديث مضمونه الصراحة والوضوح وبدون مجاملات ووضع النقاط على الحروف لابد أن نبدأ في مناقشة الوضع الأردني منذ عام 1974 وهي البداية الحقيقية لتغيير منظومة القيم الأردنية واختلاط المفاهيم على المواطنين بين الخير والشر ، والأمانة والخيانة ، والأخلاق والانتماء للوطن أم الإخلاص والانتماء للأشخاص ، وعام 1974 شهد اولاً بداية الطفرة النفطية وانعكاسها على منطقة الشرق الأوسط بشكل عام ومساهمة زيادة الدخل للمواطن الأردني في تغيير منظومة القيم للمجتمع الأردني ، ثانياً شهد عام ( 1976 ) استلام مضر بدران لرئاسة الوزراء ومنذ استلام مضر بدران لرئاسة الوزراء وبحكم خلفيته الأمنية ، بدأنا نرى تمدد الذراع الأمنية للامساك بزمام الأمور في جميع مفاصل الدولة الأردنية ، وذلك عن طريق استلام بعض الأشخاص المواقع الإدارية المتقدمة في الدولة الأردنية ميزتهم الوحيدة أنهم مرشحين من قبل الأجهزة الأمنية ، بغض النظر عن كفاءتهم وأمانتهم الوظيفية ومنذ تلك اللحظة بدأنا نرى حالة الاستقواء على المال العام لان هؤلاء الأشخاص يعرفون بأن ظهورهم محمية من الأجهزة الأمنية ، وبدأنا نشهد حالة الفساد الإداري والمالي بشكل كبير لم نعهد له وجود بهذه الكثافة حتى وصل الأمر بأن آخر أربعة مدراء للجهاز الأمني تحوم حولهم شبهات الفساد . هذا الجهاز الذي يمنحه الاردنين كل الثقة في الحفاظ على الأمن ومحاربة الفساد ولكنهم ذهلوا لحجم الفساد الذي يدور بين الناس وكثير من الناس يتساءل بأن كافة الأشخاص الذين استلموا مواقع متقدمة في الدولة الأردنية وكانوا من المنتمين للأحزاب الأردنية المعارضة ( شيوعية وبعثية وأخوان المسلمين ) لم تطاردهم أية شبهات بالفساد ، على العكس من ذلك فجميع الذين تطاردهم شبهات الفساد هم من خريجين المؤسسات الوطنية ، مما أعطى انطباع للناس بأن المؤسسات الأردنية الوطنية هي مدارس للفساد ( لا سمح الله ) .
 
 ومن الممكن إعطاء لمحة بسيطة عن أسباب الاحتقان والغضب الناتج عن الوضع في الأردن وهي:
 
 1-الديوان : لقد استبشر الأردنيون وفرحوا عندما كانت أول خطوة للملك الشاب بسحب تراخيص السيارات الصادرة عن الديوان الملكي ، ووقف عملية الإهداء ، فقد رأوا في هذه الخطوة بداية الإصلاح وتحقيق المساواة بين الناس ، ولكن فرحتهم لم تستمر طويلاً لأن البطانة الفاسدة أشارت على الملك بعد فتره قصيرة بتوزيع مبالغ نقدية على وجهاء وشيوخ العشائر ، كانت هذه الخطوة بداية خيبة أمل الناس ، لان الأردنيين شعروا بأن هذه الخطوة تنتقص من كرامتهم فالولاء للوطن والقيادة مبذول من قبلهم بدون ثمن ، وخاصة عندما عرفوا بأن بعض من قبض المكرمات لا يستحقها ، ولو أن الملك طلب السيرة الذاتية للذين أخذوا هذه المكرمات سوف يقوم بطرد كل من أشار عليه بهذه الخطوة . الكثير من الناس معجب بأداء الملك في كثير من المحافل الدولية، ولكن يستغربون من الملك كيف يختار الرجال الذين حوله فهو لم يوفق لهذه اللحظة بأي رجل من الذين اختارهم سواء في الديوان الملكي أو الحكومة.
 جميع روساء الحكومات الذين استلموا في عهد الملك عبدا لله الثاني يرى الناس بأنهم لا يستحقوا هذا الموقع ، وخاصة بأن خلفية الملك عسكرية ومعظم أبناء الأردن قريبين من الحياة العسكرية ويقولون بأن القوات المسلحة تدقق كثيراً في تعيين قائد كتيبة وتدرس إمكانياته القيادية وتراجع سيرته الذاتية هل يصلح أم لا ؟ ،، وعلى العكس من ذلك نشاهد بأن اغلب رؤساء الوزارات والوزراء وكبار المسؤولين لم يدقق كثيراً في تعيينهم ، حتى أصبح الناس يتساءلون ما مدى علاقة فلان الوزير بالسفارة الامريكيه وما مدى علاقة فلان الوزير بمكتب الملكة ، لان الناس شاهدوا حالات كثيرة لتعيينات تمت لاشخاص يعمل من يزكيهم في مكتب الملكة ، أو هم أنفسهم عملوا في مكتب الملكة . واستاء الناس أكثر عندما يتم منح لقب معالي لاشخاص لم يقدموا أية خدمة للوطن ، وأصبحنا نسمع إشاعات عن تسجيل الملك والملكة وبعض الأشخاص لأراضي الدولة بأسمائهم . كذلك يسمع الناس بأن بعض المؤسسات العسكرية تعمل لصالح الملك في ألتجاره ( كادبي ) وان سلاح الجو يخدم بعض شركات الأمراء ، ويسمع الناس صفقات تجارية للأمراء وعائلة الملكة وتدخلهم في إعطاء التسهيلات لمعارفهم وأصدقائهم .
 شعر أبناء الكرك بالتهميش لان اغلب زيارات الملك للكرك لم يتحقق فيها تنفيذ أية وعود ، وبأن الملك يقابل عدداً من رجالات الكرك ليس لهم أي اتصال مع أبناء الكرك ، ولا يعرفون مشاكلها واغلبهم في عمان .
 
 منذ عام 1993 والديوان والمخابرات هم من يعين نواب الكرك بتدخل مباشر إما بتهيئة العشائر لانتخابهم أو بتزوير الانتخابات وجميع المعينين من النواب ليس لهم علاقة بالكرك ، تركوها منذ عشرات السنين وليس لديهم أية اتصالات مع أهلها ، أما التعيينات الأخرى في مجلس الأعيان والوزراء والمدراء فأبناء الكرك لا يعرفون أي منهم ويتساءلون عند تعيينهم هل هذا الشخص من الكرك أم مجرد تشابه أسماء ( هذا الكلام ليس خيال بل حقيقي وأبناء الكرك يعرفون ذلك ) ، كثرة أسفار الملك والملكة خارج البلاد وانتشار الفساد الإداري والمالي في البلد أثار غضب الناس ، بأن الملك غير معني في معاناة الناس .
 أصبح هناك شعور لدى الناس بأن مراسل في الديوان يحقق مصالح ومنافع أكثر من عشرة نواب فهو يحقق عطايا مالية ومنح للطلاب تصرف للأغنياء والمتنفذين .
 أصبح الديوان في نظر الناس بؤرة للفساد كما ذكرها احد أبناء الكرك في احد اللقاءات وأصبح أي موظف في الديوان قادر على منح المواقع المتقدمة في الدولة لأي من أصدقاءه ومحاسيبة .
 إن توسع الديوان في موضوع المكارم والمبادرات أصبح يشكل حالة قلق لدى الناس. أنا شخصياً أقول بأن طريقة طرح العطاءات من خلال الديوان غير قانونية وتشوبها رائحة الفساد ، كثير من المبادرات الملكية في غير محلها وغير مدروسة والكثير من المواطنين يرى بأنها شراء شعبيه لا لزوم لها .
 ويؤمن الكثير من الناس بأن الديوان ليس من مصلحته الخوض في مسألة الخدمات والعطايا والمكرمات والهبات والمعالجات والمنح الدارسة والأفضل أن ينأ الديوان عن هذه المواضيع ، وخاصة بأن الجميع يعرف بأن كل ما يصرف منها هو على حساب الخزينة الأردنية ومن أموال دافع الضريبة .
 
 
 2- دولة الأشخاص وليس دولة القانون.
 منذ عقدين من الزمن أصبحت الأردن دولة الأشخاص أي دولة للواسطات والمحسوبية وغاب القانون نهائياً مع العلم بأن القانون يريح الجميع ، يريح المسؤول ويريح المواطن فمثلاً لو اقتنع المواطنين بأن كل الاردنين متساوين أمام القانون وان ديوان الخدمة المدنية سوف يقوم بالتوظيف حسب الاقدمية والكفاءة ، سنرى المواطن مرتاح من المراجعات اليومية للمسؤولين وكذلك سوف يرتاحون من المطالبات اليومية ، ويذهب القلق الموجود عند الأهالي عن مصير أبناءهم ، ولكن ما يحدث الآن عكس ذلك ، فالمواطنون أصبح لديهم القناعة بأنه بمقدار ما تطالب وتزعج المسؤول سوف تحصل على ما تريد ، إضافة لذلك أصبحنا نشاهد بأن مؤسسات كبيره تنشأ على مقاس أبناء المسؤولين ويتنعموا فيها وكأنها مزارع ورثوها عن ابآءهم .
 3- القوات المسلحة
 في الأيام الخوالي كان الجيش غير الجيش والباشا غير الباشا وكنا نردد مع سلوى " تخسى يا كوبان ما أنت ولف لي ، ولفي شاري الموت لابس عسكري " .
 للأسف هذه الصورة الجميلة التي كنا نحملها لكل قواتنا المسلحة أساء إليها بعض قادة الجيش، بالأمور التالية :
 أ‌- نفتخر ونزهو عندما نرى قواتنا المسلحة في حالات الحاجة لها تقدم الواجب مثل ( الفيضانات ، الحرائق الكبيرة ، الثلوج ، الإسعاف ) ولكن أن نشرك القوات المسلحة في مهمة يمكن أن تجلب الإساءة لها فهذا الأمر مرفوض . ومثال على ذلك إشراك القوات المسلحة في تعداد المواشي في عام 2007 او عام 2008 ، وحذرنا من هذا الأمر بأن القوات المسلحة يجب إبعادها عن هذا الأمر ومن الممكن أن يزور التعداد ، فنجلب الصورة السيئة لجيشنا الذي نفتخر ونعتز به وحزنت كثيراً عندما رأيت أبناء القوات المسلحة بزيهم العسكري يقفون أمام حظائر الأغنام يركضون هنا وهناك ، وقلت حدث ما نخشاه ، وتم إعادة التعداد عن طريق وزارة الزراعة .
 ب‌- أتيحت لي الفرصة أن أناقش مع التشريفات الملكية ترتيبات زيارة الملك عام 2006 لمحافظة الكرك واعترضت على عدم وجود كلمة للأهالي أو للبلديات ، لان الملك يجب أن يسمع من الأهالي وممن يقيم في المحافظة ، وكانت الصدمة لي أن يوافق على أن يتكلم قائد الجيش أمام الملك بصفته الكركبة وببزته العسكرية ، فقلت لشباب التشريفات ما هو شعوركم عندما يشاهد العالم احد أفراد الجيش يتكلم أمام قائده ، ونقول لهم بان هذه الزيارة شعبية ، توقعت بعد الزيارة أن يقوم الملك بإقالة خالد الصرايرة وكل من رتب لهذه الزيارة ، ولكن دعيت في تلك اللحظة أن يحفظ الله هذا البلد ويجعله آمنا ويرزق أهله من الثمرات ، وسؤالي كيف يقبل قائد الجيش العربي لكل الأردن أن يكون كركياً في زيارة الملك وما هي الرسالة والغاية من ذلك ؟
 ج‌- جرح كبير عاشته الكرك بسبب القوات المسلحة وتدخلها عام 2007 في الانتخابات النيابية والبلدية فهذا الجيش نعتبره لكل الأردنيين ولكن أراد البعض للأسف أن يجعله لبعض الأردنيين .
 د - احزن كثيراً كما هم أبناء الكرك عندما نشاهد التلفزيون الأردني أو نسمع إحدى الإذاعات
 الأردنية وكل الأغاني فيها تشعرك بالتنافس بين قطاعات القوات المسلحة والأجهزة
 الأمنية المختلفة على تصوير الأغاني والإشادة بهذه القوات كل صباح ومساء ،
 وهذه القوات لها في القلوب مواضع لا تغيرها أغنية أو قصيدة .
 
 هـ - إدخال القوات المسلحة في مشاريع وشركات وهمية وسمعتها سيئة وعلى رأسها
 مؤسسة موارد على سبيل المثال وليس الحصر.
 
 2- قانون الانتخابات:
 
 لقد كانت الكرك قبل عام 1993 تمتاز بلحمتها الاجتماعية وقرب الناس من بعضهم البعض ومشاركتهم لبعضهم في كافة المناسبات واحترامهم لوجهائهم ولقادتهم ، وتعظيم من يعمل في العمل الوطني والسياسي واستطاع شباب الكرك إيصال احد الشباب الوطنيين إلى قبة البرلمان في عام 1984 ، حيث ناصره أبناء المحافظة من كل حدب وصوب ، إلا أن قانون 1993 الانتخابي ساهم في فساد الحياة الاجتماعية في الكرك ، ونرى إفرازاته بمجموعة المخاتير الذين تعينهم الحكومات المتعاقبة نواباً عن الكرك في عمان ، بل انعكس على العلاقات بين أبناء العشيرة الواحدة والعلاقات مع العشائر الأخرى فمعظم من تختارهم الاجهزه لتمثيل الكرك من أبناء العشائر لا يقطنون المحافظة ، ولا يعرفون مشاكلها أو ليس لهم علاقة من قريب أو بعيد بأبناء الكرك ، تعرفهم الكرك فقط عند الانتخابات وبعدها لا ترى لهم صوره إلا إذا جاء الملك في زيارة وتم اختيارهم ليكونوا ممثلي الكرك في هذا اللقاء واغلبهم يصل عمان بعد اللقاء ، قبل وصول الملك عائداً إلى عمان .
 لقد أصبحت الكرك تمثل العصبية العشائرية السيئة وتبلورت تلك العصبية في مشاجرات لم نكن نراها سابقاً ، وذلك بنزاعات بين طلبة المدارس وطلبة جامعة مؤتة ، و في المدن والقرى يتصرف الناس في هذه المشاجرات بالحرق والتدمير لكل ما تطوله أيديهم ، واعتقادي بأن أكثر من ساهم بإيقاد العصبية العشائرية هو القانون اللعين الذي جاءت به الحكومة ، مما سهل على أجهزة الديوان والمخابرات تعيين من تراه مناسباً من محاسيبها في مجلس النواب ، وذلك بطرق شتى من جمع العشيرة كخطوه أولى إلى دفع المال إلى التزوير في الانتخابات .
 
 5- البطالة والفقر
 اتسعت دائرة الفقر والبطالة في الأردن ووصلت إلى مستويات عالية وفي الوقت الذي فيه الأردني ذكر أو أنثى يحمل شهادة جامعية ويصل إلى عمر الثلاثين ولا يجد وظيفة نرى بأن أبناء المسؤولين في نفس أعمارهم يتسلمون الوزارات والمناصب العليا علماً بأن أبناء الحراثين الذين لا يجدون وظيفة لديهم الخبرة والكفاءة أفضل من الذين يتسلمون المناصب العليا ، وبالنسبة للكرك فالبطالة والفقر أوسع بكثير من عمان ، وذلك لعدم وجود القطاع الخاص الذي من الممكن أن يوفر بعض الوظائف .
 
 4- الفساد المالي والإداري
 أصبح التطاول على المال العام في الأردن عادة يومية للمسؤولين لأنه ليس هناك رادع لذلك ، ولم يحاسب أي من الذين ارتكبوا جريمة التطاول على المال العام ، بل على العكس نرى بأنهم يكافؤا من منصب إلى منصب آخر ، ومن موقع إلى موقع آخر ، فقضايا الفساد المالي كثيرة ويصعب حصرها
 وامتدت الإشاعات بأن الفساد له رعاية عليا ، ومن أهم قضايا الفساد التي نعرفها قضية أمنية وبيع مؤسسات الوطن ( البوتاس ، الفوسفات ، الاتصالات ) ، تسجيل الأراضي بأسماء المسؤولين وبرنامج التخاصية ، برنامج تعزيز الإنتاجية ، وبرنامج حزمة الأمان الاجتماعي ، قضية المصفاة " قضية خالد شاهين " الملكية الأردنية ، برقش و موارد و الفساد المالي لأربعة مدراء للمخابرات .
 
 وأما الفساد الإداري فأنه لا حصر له يبدأ من الموظف الصغير ويصل إلى أعلى المراتب ، وأكثر من مأسس للفساد الإداري المجالس النيابية منذ عام 1993 ، وسياسة الترضية التي نهجتها الحكومات المتعاقبة حتى أصبحت الوظيفة العامة ، بلا ضوابط ، واختلت مجموعة القيم التي كانت تحكمها ، ومن الممكن أن تتخيل أي شيء فحامل الدكتوراه في الكيمياء أصبح محافظ ، وممكن أن يصبح قاضي للقضاة ، ومن أشكال الفساد الإداري الجمع بين الاماره والتجارة ، وهناك مسؤولين أحالوا عطاءات على شركاتهم الخاصة ، وأصبحت لا تفرق بين عمل المسؤولين العام والخاص وأصبح تعيين الوزير والمدير أيسر من تعيين مراسل ، وأصبح المراسل في الديوان الملكي يعين الوزير ويمنح الهبات والعطايا.
 يستذكر أبناء الكرك قول سيدنا علي بن أبي طالب لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب عندما استقبل المسلمين خزائن كسرى ، يا أمير المؤمنين : لقد عففت فعفوا ، ولو رتعت لرتعوا .
 
 6- توزيع مكاسب التنمية
 أن غياب البرامج الوطنية التنموية أضرت بالوطن والمواطن فأصبحت عمان مركز لكل شيء ، والأطراف وخاصة الجنوب محرومة من كل مكاسب التنمية فمساحة دونم من الأرض في عمان أصبحت مليون دينار بينما في الجنوب لا تتجاوز القيمة عشرين ألف دينار في أحسن الأحوال .
 فأين المسؤولين وأية خطط التنمية التي يجب أن تعالج هذه التشوهات .
 
 أبن الجنوب لا يجد فرصة عمل خارج الوظيفة الحكومية أو الجيش، وأبن عمان يستطيع أن يعمل بوظيفتين في آنٍ واحد . طارق مصاروه يقول في جريده الرأي تاريخ 30/10/2011 تحت عنوان " وقل اعملوا " لماذا أبناء الجنوب لا يفلحون الأرض ويزرعونها وأقول للأخ طارق لا مانع لدى أبناء الجنوب من استصلاح الأراضي أذا كان هناك قروض ميسره لاستصلاح هذه الأراضي وهناك تسويق لمنتجات هذه الأراضي ، وأن تكون كلفة الإنتاج معقولة ، يوجد سدان في الجنوب للمياه ، تذهب مياههما لشركة البوتاس وحوض الكرك المائي في القطرانة محظور حفر الآبار الارتوازية فيه لأنه يعتبر حوض عمان المائي ومحجوز لمياه شرب عمان .
 فأي تنمية زراعية تراها يا أخ طارق عندما يسمح لابن عمان بحفر الآبار كيفما يشاء ويحظر على ابن الكرك حفر الآبار لان مياه هذه الآبار تدخرها حكوماتنا الرشيدة لبرك السباحة في عمان .
 
 
 maaitah7@yahoo.com

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
14-03-2012 10:03 AM

تحليل جيد

2) تعليق بواسطة :
14-03-2012 02:09 PM

الاخ ابا ظافر اشكرك على هذا المقال المعبر والذي يفتح الافاق لمن اراد العبرة من التاريخ وارجو من كل من يقراه الوقوف عنده من باب السرد التاريخي للمنطقة واستخلاص الدروس والعبر من شرذمة تاريخنا من قبل اعداءنا وبمساعدة منا حيث اصبحنا ادوات طيعة لغايات تنفيذ اهداف معادية صهيونية استعمارية .

كنت قبل قراءة المقال اطلعت في موقع اخر على مقال يتحدث عن رجل من رجالات الاردن وهو سعد جمعة - رئيس وزراءاردني سابق - وعن كتاب له بعنوان " مجتمع الكراهية - يبين فيه اننا وصلنا الى حد كراهية الكل للكل . القائد للقائد والحزبي للحزبي والمواطن العربي للمواطن العربي . وقرات ايضا خبرا عن حراك في حي الطفايلة في عمان يطالب بالاصلاح ويقابله حراك اخر كاره له ومضاد من باب الموالاة ومن باب تقسيم المقسم .
دفعني المقال الى البحث في النت عن تاريخ الكرك وحدودها فوجدت انها حصن عربي اسلامي تلتقي عنده وبه احداث تاريخية عظيمة مشرفة للامتين العربية والاسلامية وجدت ان الكرك كانت - فزعة - لمصر وللشام وحتى للحرمين الشريفين وبالطبع لفلسطين وللقدس بالذات , ووجدت انها ايضا كانت من يفزع لها مصر والجزيرة والشام والعراق وحتى المغرب العربي . وجدت ان الكرك كانت فعلا عاصمة الجنوب فهي المركز في احداث عصفت بالمنطقة من الشوبك وايلات - ام الرشراش- ووادي عربه وضفاف البحر الميت . وجدت ان هذا الجنوب هو مفتاح الوصل بين بلاد الشام ومصر وادركت اهمية عزلها تاريخيا وجغرافيا عن باقي الوطن العربي لتحقيق اهم هدف من اهداف اقامة الكيان الصهيوني وهو عزل مصر عن بلاد الشام الكتلة المركزية للامة العربية .

بحثت ايضا عن تاريخ بني عقبة الاهل والجيران ووجدت الترابط بين القبائل العربية تاريخيا وجغرافيا يتبع

3) تعليق بواسطة :
14-03-2012 02:30 PM

... تابع وادركت مدى خطورة مبدأ فرق تسد الذي طبقته بريطانيا وورثه اصدقاء ومنتجات بريطانيا لتفتيت الامة العربية , وبتنا نسمع اليوم الجنوب والشمال والوسط وشتى المنابت والاصول وكانها كيانات منفصلة لا يربطها تاريخ ولا جغرافيا

ذكرني هذا المقال ايضا بحوران ذلك السهل التوام لشيحان وما يجري فيه من احداث كشفت عورة الانظمة العربية وعرت الزعماء العرب جميعا دون استثناء وعرت التيارات الفكرية والحزبية التي لا تقل خطورة عن الانظمة وهي تمعن في تفتيت الامة بالتصنيفات التي ما انزل الله بها من سلطان , لنجد انفسنا في مجتمع الكراهية والتناقض .
بقدر ما يثير هذا المقال من شجون لابد وان يثير في نفوسنا الحنين الي الماضي المجيد حيث كانت الارض العربية مفتوحة للعرب جميعا فكان الشمال يفزع للجنوب والكرك تفزع للقدس وللحرمين ويتحرك بنو عقبة من الحجاز الى البلقاء الى عكا وحيفا ويافا دونما قيود,وكانت حطين وجهة العرب والمسلمين من كل الارض العربية , ونعترف باننا الان في ارذل الاحوال واخسها ومن اجل عائلات او افراد نفرط بتاريخنا وكرامتنا ونتلاعب بمصير اجيالنا القادمةونجذر الكراهية بيننا خدمة لاعدائنا ودمتم

4) تعليق بواسطة :
14-03-2012 06:25 PM

اخي الكاتب
كلام جميل جدا و لكن اود التنويه انه ليس حاله فريده للكرك.. باستثناء العاصمه عمان جميع المحافظات مهمشه لدرجه ان ابتاء المحافظات يشعرون انهم مواطنون من الدرجه الثانيه.. لا اعتقد ان هنالك فرق بين الكرك, عجلون, معان, او الطفيله و مادبا... الجميع لديه نفس الشعور تجاه العاصمه و التهميش,,

5) تعليق بواسطة :
15-03-2012 07:09 AM

أهم ما أعجبني بهذه المقالة أنها تملك رؤية واعية. وأتمنى أن يكون منتخبونا على هذه الشاكلة: وعي بالتاريخ، وعي بالهوية، وعي بالحاضر. الكرك أم الرجال وأحيي رجال الهية من إربد وصفي.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012