سماح فوزي المسنات

العمل النقابي هو الرافعه الاساسية لمصلحة العامل واصحاب العمل ومنه الوطن والامة ،وهو المحرك الرئيسي لتقدم وتطور الأمة ، أن الرقي بالعمل النقابي ياتي ضمن اولوية عماليه في هذه المرحله من الثورية على الظلم في العالم العربي ، ومنه يتم النهوض بالصناعة والزراعه وغيرها ، اذ نتسائل لم يلبسنا ويطعمنا الغير ولما لا يقدر ترابنا على أنتاج القمح كالسابق ، ورغم وجود كل هذه الطاقات البشرية المعطلة و الموارد والثروات العربية المهدوره لم  ننجح بالوحده الأقتصادي لحماية أمتنا من التخلف وسلب الأراده ، ومرد ذلك فساد القائمين على العمل النقابي الذي قام بتدمير قيمة العمل وقدسيته والتنكيل بالعامل لصالح اصحاب العمل والقيام بتشريع قوانيين بمقاسات مختلفة تناسب أهواء المتنفذين .
ومن هنا قامت فكرة النقابات المستقلة عندما وجد العامل ان القائم على النقابة يرعى ويتوافق لمصالحه الشخصية ،فقرر مجموعة من الشباب المتطوعين تشكيل نقابات مستقله هدفها حماية وتطوير العامل ، فقام شباب الفوسفات قبل اشهر بتشكيل نقابه مستقلة  ثم الكهرباء وبالأمس كنت بمحاضرة عن اهمية وحرية التشكيل النقابي بالدستور الاردني والمواثيق الدولية المصادق عليها من ترتيب العاملين بالنقل الجوي واللجنه التحضيريه للنقابات المستقلة  ،ونذكر هنا ان عدد العاملين بالنقل الجوي والسياحة عشرون ألف عامل .
كان من الحضور الاشخاص القائمين على النقابات ومندوبين من الاتحاد العام ورئيسه الذي لا يزال على راس عمله منذ عشرات السنوات رغم أثبات حالة الفساد في الاتحاد العام وقام بدفع المبلغ المنهوب كما يقال و تابع عمله كالسابق وهذه حاله فريده بدون ان يبعد عن المنصب وهي ضمن  منطق الأستخفاف  بأرادة العمال و الحركه العماليه ،لا بل الأدهى  الحضور الممتاز للبلطجية و الشبيحة التابعين لمصالح اشخاص واستعملوا كل الوسائل الرخيصة والسوقية للتشويش على المتحدثين الذي اشهد لهم بالحكمى والحلم في التعامل مع هاؤلاء المرتزقة ، وخلال الندوى شعرت بضرورة أعادة  النظر بمناهج التربية و التعليم  لحماية الانسانية ومعانيها وقيمها السامية قبل فوات الأوان .
وهل يعقل ان عدد نقابات اصحاب العمل اربع وثمانون وعدد نقابات العمال فقط سبعة عشر تدافع عن مصالح مليوني عامل ، وينتخبون بالتزكية ويبقون لسنوات بدون التنازل عن مكتسباتهم ، لا بد من تأسيس نقابات مستقلة تدافع عن حقوق العمال من فوضى سوق العمل التي لا تخدم المنافسة الشريفة للعامل الاردني وكذلك لتمثل العامل امام الضمان الاجتماعي وامام وزارة الصناعة والتجارة التي اخر همها مصالح العامل  ام وزارة العمل وهنا الطامه الكبرى والبوصلة المكسورة لأستراتيجية عملها ، فمذ ايام اعلن وزير العمل في ورشة بعنوان العمل اللأئق عن عدم قدرت الوزارة  عن فعل اي شي يصب في مصلحة العامل وان الوزاره ليس لديها الأمكانات لحماية العامل ومنها عمالة الاطفال المنتشرة .
وأخيرأ أرى ان تغول اصحاب العمل واعوانهم (النقابات ورئيس الاتحاد وضعف السلطة التشريعية وغياب الروئ والأرادة للسلطة للتنفيذية )على الوطن والمواطن اصبح في اعلى مراحله فحين حرق بوعزيزي نفسه وقامت الثوره التونسية بقيادة العمال المظلومين  لأسترجاع كرامتهم ووقف الذل بلقمة الخبز كان السبب وزارة الشغل وأعوانها ، حمى الله الاردن بسواعد عمالها الأوفياء . 

 samahmasannat@hotmail.com