أضف إلى المفضلة
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024


البشكار !
14-03-2012 08:32 AM
كل الاردن -

alt

علي الحراسيس

البشكار ، كلمة يستخدمها ابناء مجلس التعاون الخليجي وتطلق على كبير الخدم  لدى العائلات والأعيان الكبار والأغنياء ، فهو الذي يتولى رعاية المنزل والعائلة وتلبية طلبات الأسرة بالنيابة عن رب العائلة المنشغل بعمله وسفره وتنزهاته ، وغالبا ما يكون هذا البشكار من مواطني الهند أو الباكستان ، ويبدو أن التسمية جاءت من هنا ، وكثيرا ما يتورط هذا البشكار في تغطية عيوب سيد البيت وينوب عنه في الدفاع عن مغامراته والتغطية عليها ، واحيانا اخرى يتحمل امام الأسرة مسؤولية قرار اتخذه بإيعاز من السيد ، وحين تحتدم الأمور ويرفض افراد العائلة القرار يتوجه السيد محملا المسئولية للبشكار  ،  وهو أصلا لايملك إلا تنفيذ الأمر ، وقد يؤدي الى طرده إرضاءا لعائلته التي تعتقد أن البشكار وراء كل قصة !
أسوق هذه المقدمة ،  لأقول أن هذه  "البشكارية "  باتت تمارس على مستوى سياسي وعسكري لدى قادة مجلس التعاون الخليجي ، إذ سبق للرئيس صدام حسين أن لعب دور  "البشكاري " في حرب خاضها ضد إيران ليس دفاعا عن أرضه ، فهو قادر على حماية وطنه ، ولكنه خاضها بالنيابة عن تلك الدول التي حرضته على الحرب وحيدا خشية أن تدخل تعاليم الثورة الإيرانية الى بلادهم ، فتورط  العراق بحرب كبرى استمرت أكثر من تسعة أعوام  ،  كلفته مئات الألأف من الشهداء والجرحى ، ودمرت معها  المشروع النهضوي العراقي ،  وخسر العرب معها قوة عسكرية لايستهان بها  ، وحين توقفت الحرب ، توقفت معها إمدادات المال والدعم عن العراق ، لا بل أن العراق وجه اتهامات لدولة مجاورة  "بشفط "  النفط من الاراضي العراقية وإغراق السوق العالمي أبان إنشغاله بالحرب ،  للحد الذي بلغ فيه سعر برميل النفط 7 دولارات في أدنى مستوى له ، مما زاد من أعباء العراق وزاد من مديونيتها والتزاماتها ، ورفضت تلك الدول " المحرضة " على دعم العراق ومساندته بعيد الحرب ، فكان الرد هو الدخول الى الكويت واحتلالها ، والمتابع يعرف بقية القصة ..
القادة في الخليج يبحثون الأن عن  " بشكاري " جديد ، يساهم وبالنيابة عن تلك الدول بحرب وتدخل عسكري وأمني ضد سوريا ،ومن هنا بدأت تلك الدول بممارسة ضغط على الأردن و " استفزازه " للقيام بذلك الدور  ، مستغلين بلا خجل ولا مروءة أوضاع بلادنا الأقتصادية مقابل حفنة من المليارات ُتمنح له مقابل توريطه بالتدخل ، والتي قد لاتغطي نفقة ذلك التدخل والخسائر التي قد تلحق بالاردن وأمنه واقتصاده إن ردت سوريا بشكل مباشر على التدخل الأردني ، ولكن ، وبعد ان يقف التدخل  وتضع  "الحرب "  أوزارها سواء اكان  بتغيير النظام في سوريا أو بعملية إصلاح وتسوية سياسية ، فإن الاردن سيبقى يعاني جراء ذلك التدخل لسنوات عديدة دون أن تتحمل تلك الدول أعباء ونتائج التدخل الأردني حتى لو تحقق ما ارادوه ، وسيُترك الأردن في العراء وحيدا كما هي حال العراق ، يعاني ما يعانيه ، إضافة الى ما يعانيه أصلا من أزمات اقتصادية واجتماعية كبيرة سيدفع ثمنها المواطن والفقير خاصة دون الساسة كماهي العادة .
التدخل في الشأن السوري لن يكون نزهة بكل تأكيد ، فسوريا ليست ليبيا ،  والدولة التي تمتلك مئات الطائرات والآف الدبابات  والآف منصات الصواريخ العابرة والمدمرة تستطيع الصمود وإرهاق الخصم في حالة المعركة ، أما في حالة دعم وتسليح مايسمى بالجيش الحر " غير الحر " فإن المعركة ستطول ، وستعمل سوريا على ضرب مراكز التزويد والدعم التي تمد " الجيش الحر "  بالاسلحة والمعدات اينما كان موقعها في اسطنبول او عمان  ،ولن تنجر الولايات المتحدة واوروبا الى حرب مع سوريا في ظل انشغال زعماء تلك الدول بالانتخابات والأزمات المالية ورفض إرسال الجنود الى الخارج ، ولعدم وجود تركة بترولية تستولي عليها ، وقد يعاني الأردن جراء تدخله تبعات اقتصادية واجتماعية خطيرة جدا تساهم بتفجير الاوضاع بشكل لا يمكن معرفة نتائجه ، حتى لو اضطرت الدولة الأردنية لإعلان حالة الطوارىء وإعلان الحرب والحشد ضد سوريا ، فأنه ما من مواطن قانع أن الحرب مع سوريا والتدخل بشؤونها كان مطلبا شعبيا ، بإستثناء بعض الحركات الإسلامية العابرة للمصالح  ، ولأننا نرفض التدخل بشؤوننا ونحترم معاهدات وميثاق الجامعة العربية ونحرص على عدم التدخل في الشأن العربي اينما كان ، فأن توريطنا بالعداء المباشر والصريح مع سوريا قد تكلفنا ثمنا غاليا ، لاقبل لنا ولا للنظام نفسه في مواجهته وتحمله  ،  خاصة وان  العرب تعرف تاريخ وسيرة تلك الدول عريق في مجال التنكر وإدارة الظهر للصديق ، ولا أدل على ذلك من رفضهم حتى مناقشة إنظمام الاردن لمجلس تعاون تلك الدويلات ،لأنها على حد تعبير مسؤول كويتي لن تتحمل ستة ملايين فقير إضافي داخل المجلس !!


 aliharasees@yahoo.com

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
14-03-2012 08:40 AM

نحن ضد الذي يجري في سوريا ومع نهاية للنظام ، لكننا لن نتحمل تدخل في الحرب والتورط مقابل بضع دولارات . لمن ستذهب تلك المليارات ؟ الى الكرك والطفيله والمفرق والرمثا لتنميتها !!!!! معروفف اين ستذهب ، الله يحمي الاردن من كل فاسد ومغامر .

2) تعليق بواسطة :
14-03-2012 08:43 AM

لماذا لا يشارك درع الجزيرة الذي كلف الخليج 140 مليار في الحرب على سوريا ، شكله احنا لم نتعض من تجربة العراق . دفعوه للحرب مع ايران ، خذلوه ، سرقوا نفطه ، تآمروا عليه ، وهاهم يبكون عليه ، لا بدنا ملياراتهمولا نفطهم ، ولابدنا حكوماتنا تدخل وبدنا نجل أزماتنا وبكفينا ازمات .

3) تعليق بواسطة :
14-03-2012 08:46 AM

يعني بشار الاسد يقتل ويدمر سوريا واحنا بنتفرج والله هذا كلام مرفوض ونتمنى ان نساهم بالتخفيف عن الشعب السوريلو بالحرب ، لانه حرام ما يجري معهم على يد الشيعه

4) تعليق بواسطة :
14-03-2012 09:02 AM

الى الهندي ..
يعني دخلك ادمر بلدي واقتصادي عشان عيونك ، اذهب انت ومن معك وحاربوا الاسد ، ولا عندك اجندة خارج مصالح البلد . الكاتب يدافع عن وطنه ، وانت اصمت ولا تتكلم ،

5) تعليق بواسطة :
14-03-2012 09:04 AM

البلد اكتوت من نار الازمات والفساد ومو ناقصها ازمة كبيره ، نحن مع الشعب السوري ، لكن امكاناتنا وقدراتنا لا تسمح بالمواجهة ، قنبلة واحده في فندق او باص بتخرب البلد ، ومن يتحمل دم الناس ، ليش نغامر ،

6) تعليق بواسطة :
14-03-2012 12:40 PM

ألم يكن الرئيس البطل صدام عبرة ودرس لمن يعتبر في معاملة الخليج للعرب ، قطر تتآمر على السعودية والبحرين ـ وعُمان لاتعترف بالامارات وتعتبرها جزءا من ارضها ، والسعودية تخطط للاطاحة بامير قطر ، والبحرين تساهم بالمؤامرة لأنها تعتبر جزءا من السعودية وبحمايتها ، وعُمان غير راضية عن كل ما يجري وتوجهها اصلا ايراني مخفي . فكيف لنا ان نثق بهم وبأسهم بينهم شديد ...

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012