أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


الأردن بين قوسين ثقيلين
24-03-2012 08:11 AM
كل الاردن -

alt 

عبدالله الصباحين

 
 مراكز قوى، حراك، جماعات ضغط، قهر وفقر، وفساد منظم، وأحزاب بلا قواعد شعبية، وشخصيات تظن أنها جامعة وهي مصابة بعقد شخصية تتراوح بين الانفصام والنرجسية، والمواطن بين فساد واستبداد جميع ما ذكر ، يتأمل واقعه مذهولاً متألماً ويشفق على من نصب نفسه وصياً و راشداً و مفكراً و موجهاً ،ينوب عن الشعب كله ، ويغضب ويصرخ لان الجماهير لا تتحرك خلفه وتتبنى نظرياته.
 الأردن سفينة تحركها الرياح كيفما شاءت وألف دوامة في عرض المحيط وكل طرف يقود الأردن إلى دوامة يظن أنها واحة الاستقرار بفعل السراب الذي صار منظاره وهو إما مستورد أو مفروض من جهة خارجية أو تفرضها مساحة مصالحه الخاصة.
 هذا هو الأردن ،فجوة بين صانع القرار والشعب وفجوة بين الحراكيين والشعب وفجوة بين الأحزاب والشعب ، والفجوات كثيرة وتتعدد.
 الحكومة غافلة عن البعض وتضيع قراراتها بين شد مراكز القوى وجماعات الضغط وبين إفلاس الخزينة، وشروط المانح، وتحاول بكل الطرق أن تقدم شيء ملموس للوطن والمواطن إلا أنها تتعثر وتسقط مراراً وخاصة مع تعاملها مع مجلس نيابي هو تركة ثقيلة من حكومة أمنية أنتجته بمواصفات خاصة، يسعى بكل جهده بنهاية عهده إلى تبرئة صورته إمام الناس فيشرع بفتح ملفات فساد لا يكمل التحقيق ببعضها ويحيل البعض الآخر إلى مكافحة الفساد ويأتي التصويت على ملفات أخرى بشكل مخزي، فيزداد الحرج والإرباك للحكومة.
 
 ويأتي الحراك ثقيلاً غير متناسق يمارس نشاطه بردة الفعل دون برنامج، تخافه الدوائر الرسمية وعلى رأسها الحكومة فهو هلامي بالمعنى المطلبي غير فاعل بالمعنى الحقيقي فلم يستطع بناء قواعد جماهيرية ولم يستطع صناعة حالة من الالتفاف الشعبي، ويذهب المتسلقون على أكتاف الحراك من أنصاف الوطنيين الذين يرون بأنفسهم الأوصياء نتيجة خبرتهم واطلاعهم كما يدعون وهم بالحقيقة جزء من فساد السلطة ويشكلون بحالتهم العامة أحد أشكال الاستبداد، ويعملون على إطلاق التهم بسبب وبدون سبب ويتحدون الجميع بادعائهم بامتلاك أدلة على حالات فساد ويأتي السؤال من شباب الحراك عن سبب امتناعهم عمن اللجوء للمحاكم والقضاء ولتكون معركة قضاء وإعلام ويرفضون لأنهم بحقيقة الأمر يفاوضون السلطة على مكاسب خاصة.
 وتلقي الثورة السورية بظلالها على الأردن فينقسم الحراك بين قيادات نصبت نفسها بالحجج الكاذبة تجملها بالمصطلحات الأجنبية وتدعمها بمقالات لكتاب مخمورين، خرجت مجموعة الأفاقين من الحراك ومعهم عدد لا بأس به من شباب الحراك الذين تعودوا على عبادة الأفراد وعدم التفكير والإيمان المطلق برؤية القائد المثقف،والحقيقة انه من أنصاف المثقفين والوطنيين بل من أشباه الرجال.
 
 
 
 
 الثورة السورية قامت بغربلة الحراك في الأردن وهي التي فصلت الصالح عن الخبيث فمن انحاز للثورة كان مع المجموع الطيب، وليس الجميع طبعاً،فالحركة الإسلامية في الأردن تغلب مصلحتها الذاتية داخليا ومصلحة حلفائها إقليمياً، ولا زلنا بحاجة إلى فصل إعادة تدوير المجموع الطيب بعد الفرز الأول، والفرز يأتي بالتمسك بمواجهة ثالوث عداء الأمة
 "الاستعمار بقيادة أمريكا،الصهيونية،الفارسية الصفوية"والمواجهة لم تكن شعاراً يوضع على يافطة بل هو سلوك يومي .
 وعودة للأردن بكيان الدولة، يواجه الأردن خطر ما قبل انتصار الثورة في سوريا ،فالنظام سيسعى إلى زعزعة امن المنطقة محاولاً الحفاظ على بقائه، وأنظمة الخليج تدفع النظام الرسمي الأردني إلى تحمل أعباء تفوق مقدرته في الشأن السوري .
 الأمر يطول والشرح يتشعب والحاجة ملحة اليوم إلى إسقاط مراكز القوى وجماعات الضغط واعتماد سياسة التأميم لإعادة مؤسسات الدولة ومحاكمة الفاسدين والمتآمرين أينما كانت مواقعهم ومسمياتهم وأياً كانت المعلومات التي يحتفظون بها.
 الفرصة الأخيرة لإعادة الأمور لنصابها، فاليوم الحراك الطيب يعيد إنتاج نفسه بهدوء فتصديه للبقية من خلال التمسك بمواجهة ثالوث عداء الأمة، سيحوله إلى قوة حقيقية ذات بعد شعبي.
 الوقت ما زال متاحاً لمؤتمر وطني حقيقي بعيدا عن مسميات الأفراد وعن استقدام الموتى أو من هم بغيبوبة، مؤتمر مواجهة ومصارحة ومكاشفة، دون خوف من معلومات يخفيها مركز قوى ما، فالشعب هو الذي يحمي.
 أن انتصار الثورة السورية وإنتاجها لحكم وطني ديمقراطي سيدفع الحراك الطيب باتجاه المطالبة بالوحدة ليسهم بصورة فاعلة بتأسيس حكم عربي ديمقراطي وطني برؤيا عروبية وحدوية.
 
 Etehad_jo@yahoo.com
 

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012