أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


ما موقف الوزير الدحيات مع التوجه لمحاصرة المواقع الالكترونية
24-03-2012 08:31 AM
كل الاردن -

alt

يونس نهار بني يونس
مدريد  إسبانيا

بالامس القريب كان الاردن كنظام يحارب الاحزاب والعمل الحزبي بالوقت الذي قطع العالم شوطا طويلا في الحياة الحزبيه وإستطاعت تلك الدول في العالم المتقدم أن تنهض بدولها وتبني إقتصادأ قويا وتؤسس لحريات وديموقراطيات تنعم الان شعوبها بحياة آمنه وبسلام دافئ لا تهدد أمنهم الازمات الاقتصادية الجارفه التي تجتاح بلدانهم,ولا يحتاجون الى ثورات وحراكات قد تؤدي بحياة أبنائهم وسيلا من الدماء لكي يصل صوتهم للحاكم,فكل ما عليهم أن ينظموا مسيرة إحتاججيه سلميه ضد أي نهج خاطئ أو قانون غير منصف بحق فئه أو مجموعه,وتتبنى أحزاب المعارضه هذه المواقف حين تكون على درجة من الاهميه وتطرح للنقاش والتحاور في البرلمان وليس بالغريب أن يؤدي خطأ معين من الحكومه او أحد أعضائها بطرح الثقه بهذه الحكومه وتسير الامور في بلدانهم بكل شفافية وسلاسه وذلك نتيجة لجهود الرجالات الوطنيه منذ زمن بعيد في هذه البلدان حيث سارت وحققت الاصلاحات.
والان فطنت  أنظمتنا العربيه أو على سبيل التخصيص نظامنا الاردني أن يتبنى طريقا للاصلاح السياسي والاقتصادي وأطلق الملك أوامره وتوجيهاته مكرها ومجبرا لنداءات الشارع الاردني ولتحاشي أحداث داميه كما جرى في البلدان العربية الاخرى التي كانت على الدوام تمارس ما يمارسه النظام في الاردن أيضا من إنتهاك للحريات وتعطيل الديموقراطيه وتفويض السلطه لمجموعه من الفئات غلب عليها الادعاء بالولاء للملك والوطن وهم من هذا براء فالولاء للملك هو النصيحة الصادقه والولاء للوطن هو النهوض به وبناؤه والحفاظ على مقدراته وهذا ما لم يحدث,والان عهد الملك للدكتور القاضي عون الخصاونه منذ فترة بالحكومه وجاء دولته بحكومةٍ كانت أبعد ما يكون عن المهمه المنوطه بها وأبعد ما تكون عن طموح الشارع الاردني,وليكن فما زلنا على العهد القديم وهذا إختيار الملك وما زال الدستور في الاردن والظاهر أنه سيبقى كذلك تُشكل الحكومات بأمر من الملك وتُحلُ بأمر منه,وهو مسؤول عن كُلِ شئ في البلد ما عدا الفساد وتدمير البنى التحتيه وضياع مقدرات الوطن فهذا الحكومات هي الوحيدة المسؤوله عنه وعلى الشعب أن يحارب الفساد ويحاسب الفاسدين من خلال قانون ودستور لا ولم ولن يستطيع أن يتنفذ أو يُنفذ لاسباب يعلمها الشعب الاردني تماما,والان ما يراه الاردنيون من هذه الحكومه ضربة صحيحه وعشرة خطأ,فمرة تحارب الفساد ومرات تُغطي وتحمي رموز الفساد,ومرة تأتي بقانون يُقدمنا خطوة ومرات تأتي بقوانين تعيدنا الى الوراء خطى.
والان يلوح بالافق مشروع قانون تنظيم المواقع الالكترونيه كما يدّعون ولكنه في الحقيقة وكما ورد النص فيه محاصرة لكل شئ ولكل طريق عبر الانترنت للتعبير عن رأي الناس بل وتعدى هذا الى عملية مخططه لقمع الحريات الشخصيه حيث أن القانون يتدخل من خلاله النظام في الموقع الشخصي لاي مواطن وحتى البريد الالكتروني لاي شخص (الايميل) هو أيضا سيخضع للرقابه والترخيص وهذا كله بحجج واهيه من قِبل الحكومه بان ثمة مسيئين يتعدو حدود العمل الصحفي والاعلامي الصحيح,علما بأن هذه التعديات أغلبها تصدر عن مواقع مرعية من النظام وتتعدى الحدود بتوجيهٍ من النظام ليجدوا حُجةً بدورهم كحوكمه وذريعه لاقفال ومحاصرة أصحاب المواقع الاعلاميه الحرة والتي كان لها دورً بارز في كشف الفساد للناس ولها الدور البارز الان في تثقيف المواطن الاردني سياسيا ووضعه في الصورة الصحيحه والطريق السليم الذي يكفل به معرفة وثقافه تتيح له ممارسة الحياة السياسيه والحزبيه على الشكل المطلوب,حيث أن الانظمه العربيه تعودوا أن جهل المواطن بالسياسة والاخبار والاحداث يتيح لهم ممارسة ما يريدون من تنفيذ المخططات التي تخدم طموحات وتوجهات النظام فقط والتي تبينت الان انها مشاريع فساد وتدمير لمُقدّرات البلد والانسان.
وأنا أتوجه للسيد الوزير عيد دحيات وزير التربيه والتعليم وأقول له الى متى سوف تبقى هذه الابتسامه المرسومه على وجهك يا سيادة الوزير,لقد أتلفت عقلي في التفكير والتحليل في هذه الابتسامه والتي ترهق عالما نفسيا لو أراد تفسيرها فلا هي تدل على فرح حيث لا شئ في تصريفات الحكومه التي تنتمي اليها مفرحا ولا هي تدل على إعجاب بشئ من ما يدور حولك فلا شئ يثير الاعجاب,ولا هي إبتسامة سخرية فهذا ما لا يتوافق مع خُلقكم فأنتم من أهل الخُلق كما تبدو سيرتكم,فقل لي يا سيدي ماذا ستفعل مع مليون وسبع مائة الف طالب على مقاعد الدراسة وكيف ستبرر لهم كبت الحريات وقمع الاعلام وسد الافواه وإعدام الكلمه,ماذ ستُعلمهم في المدرسه وكيف ستكون خطة الوزارة في التنمية السياسيه للجيل القادم,هل تناسب المرحلة القادمه والمسيرة التي من المفروض أن تُنمي الاصلاح,هذه القوانين التي تشرع الحكومة وأمام عينيك بإصدارها أوليس من الواجب عليك كوزير مسؤول عن هذه الاجيال القادمه الى عالم الحريات والمعرفه أن تدافع عنهم وعن مستقبل عقولهم,أم يروق لك أن يكبروا في أجسادأ وعقولا لا يعرفون من الوطنية والحياة الحزبية والسياسيه الا الاغاني الوطنية الرديئه التي يريد النظام لكل المواقع والصحف أن تنتهجها لنبقى كما نحن بعيدون عن العالم وعن الحضارات وعن التقدم أوليس هذا واجبً عليك يا سيادة الوزير فكيف تسمح وتؤيد وتوافق هذا التوجه الغير رشيد لحكومةٍ ظّلّت طريق الرشاد.


yyounes68@yahoo.de

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
24-03-2012 12:04 PM

كلام جميل ويعبر عن هم وطني كبير بحاجة الى ثقات لمعالجة الوضع المزري الذ نعيشه حتى الان

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012