العميد المتقاعد حسن فهد ابوزيد

بسم الله الرحمن الرحيم
 ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون
 صدق الله العظيم
 
 سنتحدث في هذه الحلقة الخاصة، وبمناسبة الذكرى الرابعة والأربعين لمعركة الكرامة الخالدة معركة الشرف والبطولة عن كوكبة من شهداء الوطن الذين سطروا بدمائهم الزكية الطاهرة أروع صور البطولة والفداء لقد قدمت قواتنا المسلحة الباسلة في هذه المعركة ما لا يقل عن تسعة ثمانون شهيدا صاغوا تسعة وثمانون قصة استشهاد بطولية جبلت فيها دمائهم الزكية الطاهرة بثرى الوطن لتشكل بمجملها مرحلة مفصلية هامة و محطة مضيئة في تاريخ الاردن بشكل خاص والتاريخ العربي بشكل عام ونحن نحتفل في هذه الذكرى العطرة ونعيش نشوة النصر وفرحة ما تحقق فلا بد وبكل فخر وإجلال وإكبار ان نستذكر بعضا" من هؤلاء النشامى شهداء معركة الكرامة الذين ضربوا نموذجا" حيا" في كيف يكون الإيثار والتضحية من اجل الدفاع عن ثرى الاردن الطهور فهم من صنعوا تاريخ أمتهم وكتبوه بأحرف من نور بدمائهم الزكية وتميزوا بتضحياتهم وإيثارهم كباقي زملاءهم الذين قدموا الغالي والنفيس من اجل نصرة الوطن نستذكر من هؤلاء: الشهيد البطل المرشح عارف محمود الشخشير قائد الفئة الثالثة من سرية الدبابات الثالثة الذي قاتل بشراسة هو وزملاءه حيث تصدى الشهيد عارف الشخشير مع زملاءه للعدو وقاموا بإعاقة تقدمه والاشتباك معه وكبدوه خسائر كبيرة في المعدات والأرواح بعد ان أجبرت قوات العدو على التراجع من حيث أتت ومن ثم استطاع العدو التقدم مرة اخرى قليلا إلي الأمام والاشتباك مع فئة الشهيد البطل إلي ان استشهد هو وعدد من رفاقه وموقعة أخرى خاضها الملازم أول خضر شكري يعقوب الذي كان يقود مجموعة ملاحظة أمامية على محور جسر الأمير محمد حيث شاغل ارتال العدو المتقدمة فكانت رمايته للمدفعية دقيقة ومؤثرة وكبدته خسائر فادحة وعندما علم العدو بموقعه عمل على تطويقه عندها تحدث الملازم الشهيد خضر شكري يعقوب على الجهاز بالحرف الواحد قا ئلا" : (( طوق العدو موقعي ارموا موقعي حالا لقد تحققت الشهادة في سبيل الله والله اكبر ) ) ها هو الجندي الأردني يقبل بالموت ولا يقبل بالمذلة وهي بهذا يكون حقق الحسنيين النصر والشهادة ويضيف الشهيد المرشح سالم محمد الخصاونة الذي تولى قيادة فئة من الدبابات صورة اخرى من الكفاح حيث قام هو وزملاءه بهجوم معاكس على قوات العدو من بلدة الكرامة فاجئوا العدو بقوة منقطعة النظير بعد ان اشتبكوا معه في ملحمة بطولية حامية الوطيس إلي ان استشهد رحمه الله هو وعدد من رفاقه وكما قدم الشهيد الملازم محمد هويمل الزبن قصة أخرى في الإيثار والتضحية وهو قائد سرية مشاركة في المعركة صدرت إليه الأوامر بالاستعداد لتنفيذ المهمة فاستعد على أكمل وجه واجتمع بقسم آمره وافهمهم الواجب المطلوب منهم وبعد أخذه موقعا متقدما تحدث مع أفراد سريته حاثهم على القتال حتى أخر رمق في حياتهم قائلا :( اللي ما يموت اليوم ماهو اخوي) يقصد بذلك إثارة الحماس والتصميم ع القتال والحسم السريع فقاتل هو وزملاءه قتال الإبطال حتى لفظ أنفاسه الأخيرة في سبيل ذلك بعد ان أصيبت دبابته في المعركة . ولا ننسى الشهيد البطل الرائد منصور كريشان الذي تصدى للعدو من خلال رمايته لمكثفة من رشاشه باتجاه طائرات العدو التي كانت حيث كان يقوم برماية غزيرة ومكثفة من رشاشه المقاوم للطائرات وإربك العدو بصموده وثباته ورباطة جأشه إلي ان أصيب إصابة مباشرة أدت إلي استشهاده وتحدث عن هؤلاء النشامى المغفور له جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه متحدثا عن معاني الشهادة والاستشهاد في خطاب لجلالته بمناسبة تخريج دورة المرشحين التاسعة في 29/ 10/ 1969 ذاكرا" ساحات الوغى في المعارك التي خاضها الجيش العربي الأردني الباسل في معركة حققت النصر للعرب ومما جاء في خطابه حيث قال: (( أيها الشجعان: غدا تفتح ابواب الميادين الرحبة في جيشكم الصامد المظفر فمنكم من سيقود دبابة الشهيد محمد سليم الطراونة آو دبابة الشهيد عارف محمود الشخشير ومنكم من سيتخذ موقع ملاحظة المدفعية الذي استشهد فيه خضر شكري يعقوب ومنكم من سيصبح في كتيبة الشهيد منصور كريشان )) هكذا هم الشهداء في نظر قائدهم يفخر بهم وطنهم وتحتفل بهم الملائكة وقبل كل شيء أكرمهم الله فيمن عنده وجعلهم من اكرم بني البشر فكان لكل شهيد منهم قصة وحكاية ورواية تظهر في ثناياها الدور البطولي لهؤلاء النشامى الأبطال الذين جعلوا من الكرامة أسطورة تاريخية وملحمة بطولية قل نظيرها في التاريخ العربي المعاصر وفي احدي خطب جلالة الملك الحسين رحمه الله بعد المعركة قال : ((قولوا للإنسان العربي ان في الاردن شعبا نذر نفسه من اجل أمته وقضيتها وجيشا يلقى أبناءه الموت بصدورهم وجباههم وحسينا عاهد الله والوطن ان يعيش للأمة والقضية وان يموت في سبيل أخر ذرة من حقنا المقدس واصغر حبة تراب من ثرانا الطهور ........)) نعم انه الحسين البطل قائد المعركة وإنهم الجنود الأوفياء لقائدهم المخلصين لوطنهم كان شعارهم المنية ولا الدنية رحم الله الحسين بطل الكرامة ورحم الله شهداء الكرامة الذين أعادوا للأمة كرامتها وحققوا أول نصر على العدو منذ ان كان الصراع العربي الإسرائيلي
 
 
 Hassan_abo_zaid@yahoo.com