صافي الخصاونه

 في ظروف استثنائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى تنعقد القمة العربية في بغداد ...
 ورغم انني لا احب التشاؤم ولست متشائما بطبعي الا انني ارى خيوط الامل ضعيفة وواهنة في ان تحقق هذه القمة طموحات القادة والشعوب على حد سواء ...
 فالاجواء التي تحيط بالقمة ضبابية على الصعيد العربي كما هي غاية في الحساسية والتحسب على صعيد مكان انعقاد القمة ...
 فالاوضاع في الوطن العربي هشة ومظطربة , فمخلفات ما يسمونه بالربيع العربي ما زالت جاثمة على النفوس والصدور , فمعظم اقطار الوطن العربي تعاني من عدم الاستقرار مثلما تعاني من اضطرابات امنية كبيرة ناهيك عن حالة الارباك والارتباك التي تعاني منها القيادات العربية...
 وفي بغداد التي تستضيف القمة تحولت اجزاء كبيرة من عاصمة الرشيد الى ثكنة عسكرية ,فالمتاريس ونقاط التفتيش منتشرة في المدينة خاصة محيط مقر انعقاد القمة , وهذا ان دل على شيء فانما يدل على توجس القيادة العراقية وخيفتها من حدوث مالا تحمد عقباه من تفجيرات واغتيالات ان حصلت لاسمح الله فستشكل انتكاسة عربية جديدة تضاف الى الانتكاسات العربية المتلاحقة التي اصبحت سمة ملازمة للحالة العربية الراهنة .
 وقياسا على ما تقدم نستطيع ان نبني تصورا لنتائج القمة العربية , فالحالة العامة لزعماء القمة النفسية والمعنوية قد لا تسعفهم على التريث والاناة والصبر لدراسة الملفات الشائكة في الوضع العربي الراهن , هذه الحالة التي تفرضها الظروف التي تحيط بكل زعيم عربي داخل بلده اضافة الى عامل الرعب والخوف من مكان انعقاد المؤتمر والذي كما اشرنا اصبح اشبه ما يكون بساحة معركة يعج بالجند والمدرعات والدوريات المحمولة والراجلة ...
 فهل يعقل وازاء هذا الوضع الذي يدعو الى القلق ان ينصرف المجتمعون لمناقشة قضايا الامة ووضع الحلول لها ...
 اظن انه وفي مثل هذ الحالات فان المجتمعين على عجلة من امرهم يحسبون وقت القمة بالثواني وينتظرون بفارغ الصبر التوقيع على البيان الختامي للمؤتمر والذي لن يعدو كونه حبرا على الورق وانني على يقين ان الزعماء المجتمعين لن تسمح لهم تحسباتهم انتظار تلاوة البيان الختامي حيث سيغادر كل واحد منهم الى عرينه للاحتماء به من عاديات الزمن ...
 فحبذا لو تاجلت القمة الى وقت اخر
 وحبذا لو لم تنعقد القمة

 
safi_jam_khass@hotmail.com