29-03-2012 08:33 AM
كل الاردن -
إياد حماد
قبل أيام خرج علينا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بتصريحات أبدى فيها خشيته من قيام نظام سني في سوريا بعد سقوط نظام الأسد حيث أظهر خوفه على مصير الأقليات في سوريا لا سيما النصرانية منها بالإضافة إلى الدروز والعلويين والأكراد
ومن المؤسف أنه لم يظهر أي خشية على الأكثرية الشعبية التي يتكون منها الشعب السوري والتي تقتل وتقصف يومياً من خلال الأسلحة روسية الصنع وفي الحقيقة أن هذه التصريحات من قبل الخارجية الروسية تنم عن جهل أو تغافل لتاريخ الدولة السورية
فسوريا بلغت المجد والحضارة في ظل حكم الأغلبية السنية والتي حكمت الدولة السورية لقرون عدة لم تعامل فيها هذه الأكثرية السنية بقية الطوائف إلا بكل احترام وتقدير ومعلوم بأن حكم السنة لسوريا هو القاعدة بينما حكم الأقليات هو الاستثناء والشذوذ فمنذ دخول الإسلام إلى سوريا وهي تحكم من الطائفة السنية حتى استولى على الحكم آل الأسد الذين ينتمون إلى الطائفة العلوية ليشكلوا الاستثناء
إن مخاوف سيرغي لافروف هذه تشكل مدى أكذوبة الإصلاح المزعوم في سوريا فالإصلاح السياسي الحقيقي في سوريا سيعيد سوريا إلى القاعدة وهي حكم الأكثرية كون أن لعبة الديمقراطية تجعل من المحال أن تسلم دفة الحكم في سوريا إلى نظام علوي أو درزي أو إلى أي أقلية أخرى
وسيرغي لافروف يغفل أن روسيا تدعم نظاماً شيعياً في إيران يقمع الأقليات لا سيما العربية منها والسنية فلماذا لا تخاف روسيا من نظام شيعي في المنطقة وتخاف في نفس الوقت من نظام سني ؟ ثم هل سوريا محظور عليها أن تحكم من قبل السنة بحيث يجب أن تبقى مختطفة من قبل حفنة من العلويين الذين حولوا سوريا الحضارة والتاريخ إلى مزرعة آل الأسد ؟
ثم أين سيرغي لافروف عن مجازر روسيا في الشيشان فهل راعت روسيا حقوق الأقليات أو البشر ؟ إن دولة المافيا روسيا لا يحق لها الحديث عن مستقبل الدولة السورية فهي مشاركة في قتل الشعب السوري كما أن على لافروف أن يقرأ تاريخ سوريا جيداً ليعلم كيف عاشت الأقليات في ظل حكم النظام السني لقرون قبل أن يتحول إلى ناطق إعلامي باسم الخارجية السورية ...
iyad197700@yahoo.com