أضف إلى المفضلة
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024


تبعات تدهور القوى العقلية لبايدن

بقلم : داود عمر داود
09-02-2022 11:03 PM
المكالمة الهاتفية التي جرت، مؤخراً، بين الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، والرئيس الأمريكي، جو بايدن، حول الأزمة الروسية – الأُوكرانية المتصاعدة، قيل إنها لم تجرِ على ما يرام، حسبما قالت مصادر أوكرانية مطلعة. فيما نقلت وسائل إعلام أمريكية رواياتٍ متضاربة حول فحوى المكالمة تعارضت مع الرواية الرسمية الصادرة عن البيت الأبيض.

ويقال إن سبب تضارب الأنباء حول مضمون المحادثة مرده محاولات التغطية على تراجع القوى العقلية للرئيس بايدن، الذي قيل إنه لم يكن واعياً لما يجري، ساعة الاتصال، مما أدى إلى التشويش على حديث الرئيس الاوكراني، الذي كان يصر على أن تسعى واشنطن إلى خفض التوتر، بينما قالت الرواية الرسمية ان بايدن كان يصر على ان روسيا عازمة على احتلال أوكرانيا.

الرئيس الناعس
وقد أعاد هذا التناقض في الروايات إلى الواجهة مسألة الصحة العقلية للرئيس بايدن، الذي شارف على الثمانين من عمره، في وقت أصبحت فيه هذه المسألة محور نقاش عام، في أروقة السياسة والإعلام الأمريكية.

ويعتبر بايدن الأكبر سناً بين الرؤساء الأمريكيين. إذ أصبح رئيساً قبل سنة وعمره 78 عاماً. وكان التشكيك في قواه العقلية إحدى النقاط المهمة التي ركز عليها خصومه من الحزب الجمهوري، خلال الحملة الانتخابية. ولم يكن يؤخذ على محمل الجد وصف الرئيس الأسبق دونالد ترامب له بـ (الناعس) sleepy Joe. إذ يبلغ بايدن الآن من العمر 79 عاماً، وكان قد دخل عالم السياسة قبل نصف قرن، عام 1972، عندما كان عمره 29 عاماً، حين انتُخب عضواً في مجلس النواب الأمريكي.

تشكيك بصحة بايدن العقلية
ينقسم الرأي العام الأمريكي بشأن أهلية بايدن العقلية لمنصب الرئيس. فقد أظهر استطلاع للرأي، قبل عام، بأن 29% من الأمريكيين يرون بأنه (لا يتمتع بصحة عقلية جيدة). وقبل عدة أشهر، ارتفعت نسبة من يشككون في قدراته الذهنية إلى 50%. وهي نسبة تعكس الإنقسام الحاد الذي بدا واضحاً في نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة، حيث توزعت أصوات الناخبين مناصفة بين بايدن وترامب، مع فارق رجح كفة بايدن.

ويأتي هذا الهبوط في ثقة الناس بقدراته العقلية في مرحلة مبكرة من رئاسته، الأمر الذي لم يجرِ مع أي رئيس قبله. وكان لحملة التشكيك التي أدارها الجمهوريون، أثناء الحملة الانتخابية، نتائج أضرت ببايدن وحزبه من ناحية سياسية، وكشفت جانباً من وضعه الصحي، يحاول البيت الأبيض والديمقراطيون التستر عليه. وما زاد الطين بلة زلات بايدن الكثيرة التي شاهدها الأمريكيون بأُم أعينهم، على الهواء مباشرة، جعلت من الشك يقيناً في نظرهم.

زلات كثيرة:
تسببت كثرة زلات بايدن وتعثره 3 مرات أثناء صعوده درج الطائرة الرئاسية، أمام الكاميرات، في إثارة مخاوف وقلق حول صحته العقلية، من أُناس يعرفونه، أصبحوا يقولون الآن (هذا ليس جو بايدن الذي نعرفه). وجعلت زلاته الكثيرة من الصعب على البيت الأبيض محاولة التستر على حالته العقلية. ويرى الجمهوريون أن بايدن يعاني من الشيخوخة.

ففي ذات مرة، بدا بايدن، خلال مقابلة صحفية، مرتبكاً وغير قادر على إعطاء الإجابة. وأخذ يتحسس جيوبه للبحث عن ملاحظة تساعده في إعطاء جواب على السؤال. وبعد توقف للحظة تمكن من إعطاء إجابة متماسكة. وفي زيارة قام بها الى بريطانيا ارتكب زلة محرجة حين أشار إلى سلاح الجو البريطاني باسم RFA، بينما الصحيح هو RAF.

كما نسي بايدن مرة اسم وزير دفاعه، لويد أوستن، أثناء مناسبة في البيت الأبيض. والأبلغ أنه أخطأ في التعرف على الأشخاص، إذ ظن أن زوجته هي أخته، ووصف نائبته بالرئيس المنتخب. كما خلط بين رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ومارغريت ثاتشر. وغط في النوم أثناء استقباله رئيس وزراء إسرائيل.

وجهات نظر
ويتهم الديمقراطيون خصومهم الجمهوريين بالتشكيك بقدرات بايدن الذهنية ضمن حملة يديرها مؤيدو ترامب. ويقول الديمقراطيون إن بعض الناس تأثروا بـ (المعلومات المضللة التي ينشرها التيار اليميني). بينما يرد الجمهوريون على ذلك بالقول إن الناخبين يلتقطون حالة بايدن، كونه (يغيب للحظة، فهو ليس كما كان من قبل).

وقد وصف المشاركون في استطلاع الرأي بايدن بأنه ليس خطيباً مفوهاً مثل أوباما، وان مهارات الاتصال لديه متدنية، وأنه يفتقر إلى الحيوية والنشاط، وإنه ليس قائداً قوياً. بينما أعطى بايدن ردا هزيلاً على من يشككون في صحته العقلية حين قال (سأترككم جميعا تحكمون على مدى دقة ذلك)، داعياً مواطنيه للحكم بأنفسهم حول مدى قدراته الذهنية على الاستمرار في منصبه.

الخلاصة: حالات مشابهة
كان الرئيس الأسبق جيرالد فورد، الذي تولى الحكم بعد استقالة ريتشارد نيكسون، عام 1974، موضع تندر من قبل مواطنيه لأنه كان كثير السقوط خاصة عندما يصعد سُلم الطائرة الرئاسية، وكان يوصف بـكلمة clumsy وتعني (الأخرق أو الأبله). إلا أنه لم يشكك أحدٌ في قدراته العقلية، وكان في الستين من عمره.

وهناك حالة الرئيس الأسبق رونالد ريغان أشبه بحالة بايدن. ففي أواخر رئاسته، نهاية الثمانينيات، قال الأطباء انه كان يعاني من تدهور في مداركه العقلية بشكل كبير. وتم تشخيصه، بعد مغادرته البيت الأبيض في السابعة والسبعين من عمره، بأنه مُصاب بالزهايمر.

ما يختلف هنا أن الرئيس بايدن ليس في أواخر أيام رئاسته بل في بدايتها، وبقي أمامه 3 سنوات طوال. فكيف لرجل في مثل سنه، مشكوك في قدراته العقلية، أن يحكم الدولة الأولى في العالم وهو في وضع صحي واضح للعيان؟ ومن سيكون صاحب القرار في البيت الأبيض إذا ما زاد تدهور حالته الذهنية؟ وهل سيعترف هو بعدم قدرته على الحكم ويتنحى؟ وما تأثير حالته على الانتخابات النصفية هذا العام؟ وهل سيخسر الحزب الديمقراطي أغلبيته في الكونغرس؟ وهل ستكون الفرصة سانحة أمام الجمهوريين للعودة إلى البيت الأبيض عام 2024، وبذلك تنتقل أمريكا من حكم اليسار المتطرف إلى حكم اليمين المتطرف؟ تساؤلات تجيب عليها الأيام والشهور القادمة.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012