ألدكتور الفاضل حسين . دائما ما كان الغربيون ينتقدون طريقه تفكيرنا ونقدنا للأرادة الدوليه فيقولون أننا نبحث عن العداله, بينما الأرادة الدوليه هي محصله للتوازن الدولي وليس العدل وبأعتقادي أنهم محقين بشكل كبير . وأريد هنا للتوضيح العودةلمرحله هامه من التاريخ وهي مرحله وعد بلفور فالوعد أعطي لليهود على أسس براغماتيه فبريطانيا حينها الراغبه بشدة في الأسناد الأمريكي في الحرب الأولى لم تستطع اقناع أمريكا(الغير مهتمه بمشاكل العالم القديم وحروبه) بدون ألجهد الفاعل للوبي اليهودي في أمريكا والذي قايض هذة الجهد بوعد بلفور .
اليهود القوميون والعلمانيون ألذين أنشأوأ اسرائيل كانوا يبحثون عن وطن يقيهم الموقف العنصري الأوروبي المسيحي ضدهم, أما الأعتقاد الديني اليهودي وربطه بفلسطين فهو من ضمن المسوغات لتسهيل المشروع وتلك المسوغات تتغير بتغير الظروف ففي الحرب العالميه الثانيه وضهور النازيه أصبحت الهولوكوست مسوغاً لأستيطان فلسطين والتعاطف مع اليهود وفي مرحله لاحقه أصبح التحالف مع الأمبرياليه ضد مشاريع التحرر مسوغاً لدعم المشروع الصهيوني (الحليف)وعندما تتغير الظروف فستتغير الأستراتيجه الصهيونيه (لأيجاد مصلحه لطرف ما في دعم اسرائيل) .
أن هذا الكلام المعروف يفيدنا للوصول لنتائج مهمه كأناس تشكل فلسطين قضيتنا المركزيه , فلن يفيدنا التركيز على عداله القضيه الفلسطينيه فقط ولا بد من جهد منظم فلسطيني وعربي وأسلامي وعالمي للدعم ولأسناد ولا بد من أن يكون للأطراف البراغماتيه العالميه (عملياُ كل الأطراف) من مصلحه في دعم القضيه الفلسطينيه أكثر من المصلحه بدعم اسرائيل وهذة عمليه ليست معقدة بوجود 54 دوله اسلاميه تشكل ثلث العالم ولنا أن نتصور هل تفضل الصين التجارة مع هذة الكتله أم مع اسرائييل منفردة؟ ونفس التساؤل ينطبق على الأتحاد الأوروبي فهل تتفوق مصالحه مع هذة الكتله أم مع اسرائيل ؟؟
أن المتفحص للوضع لا يعدم الأوراق الكثيرة لدعم القضيه الفلسطينيه ولكن المتفحص كذلك يجد أن تلك الأوراق لم تستخدم والسبب واضح جداً ,فكما يقول الفرنسيون فتش عن المرأة , فهنا فتُش عن الديمقراطيه التي لأنعدامها لم نستطع أن نطور اقتصاداً عربياٌ ولا علاقات بينيه متزنه ولا دعم لقضايا قوميه واولها فلسطين .
ولكن هذة ليست نهايه القصه ,فالديمقراطيه في الدول العربيه حتميه تاريخيه , والتقارب والتكامل العربي حتميه تاريخيه ,ودعم القضيه الفلسطينيه حتميه تاريخيه ,وتغير التوازنات الدوليه وسقوط الأمبراطوريات المتجبرة حتميه تاريخيه ......ولا ندري هل بعد عقد او عقدين اوخمسه يصبح الوجود القلق للمهاجر اليهودي المولدافي والتشيكي وغيرهم في فلسطين وسط مئات ملايين العرب غير ذي جدوى فيبحث حينها عن حق العودة لأوروبا .
شكرا" دكتور حسين على هذا المقال وتركيزك على السؤال الذي يدور في خلد كل مثقف عربي و أجنبي وهو : من أعطى الحق لبريطانيا بمنح اليهود وعد بلفور المشؤوم الذي ينص على أن حكومة جلالة الملك ( أي ملك بريطانيا ) تنظر بعين العطف والاعتبار لاقامة وطن قومي لليهود في فلسطين .وكما تعلم يادكتور كان أول الموافقين على هذا الوعد المشؤوم أحد ملوك دولة عربية غنية بقوله لامانع لدي من أن يكون هناك وطن لليهود المساكين في فلسطين وختم موافقته بختمه الخاص لأنه كان أميا" لايقرأ ولايكتب , وكونك ادرى العارفين يادكتور فقد تمت مسرحية حرب ال48 بين الجيوش العربية الضعيفة العدد والعدة والتي كان عددها لايتجاوز ال26 الف جندي بينما كان جيش اليهود يزيد عدده عن ال100 الف جندي مدرب ومحترف ويملك من الخبرة العسكرية القتالية الكثير الكثير بعد مشاركتهم في الحرب العالمية الثانية التي انتصر بها الحلفاء على المانيا وبقية دول المحور , وكلنا نذكر عندما تقدم الجيش الاردني منتصرا" على الصهاينه واحتل اللد والرملة واصبح على مرمى العصا من البحر المتوسط ليأتي كلوب باشا وكبار الضباط الانجليز ليعطوا أوامرهم بانسحاب وتراجع الجيش العربي المنتصر الى القدس فورا" لأنهم خرقوا المعاهدة أو الاتفاق البريطاني العربي الصهيوني باحتلالهم أراض عربية فلسطينية لاتدخل في المعاهدة ضمن الاراضي التي ستحتلها الجيوش العربية , فهذه الاراضي أي اللد والرملة ستكون من نصيب الصهاينة في التقسيم الذي رسمه وفرضه الانجليز علينا .وهذا كان أحد الاسباب التي أجبرت القائد الاردني البطل اللواء عبد الله التل على اللجوء لمصر . يكفي لهذا الحد دكتور حسين فالحديث عن المؤاّمرات التي أوصلتنا لما نعانيه هذه الايام من انهزامية وشتات وتخلف بحاجة لمئات بل الاّف المجلدات لتغطيتها .والسلام على من اتبع الهدى .
الأخ عامر الحويطات الفاضل تحية التقدير والإحترام أشكرك أشد الشكر على هذا التعليق الذي ينم عن بعد في الرؤيا وعمق في المعرفة والواقع يا أخي أن هناك الكثير من الأسباب التي أدت الى وصول القضية الفلسطينية الى ما نحن عليه الآن بعضها يتعلق بالجانب العربي وبعضها يتعلق بالجانب الصهيوني والبعض الآخر يتعلق بالبعد الدولي. هناك محطات تميزت بها الحركة الصهيونية منذ المؤتمر الصهيوني الأول في بازل (بالي ) في سويسرا في نهاية القرن الثامن عشر تبعها مباشرة وثيقة كامبل البرطانية ثم تلاها كل من وعد بلفور واتفاقية سايكس بيكو . والسؤال مدار البحث هنا هل يحق لبريطانيا وهي دولة محتلة مستعمرة أن تمنح وطنا (فلسطين ) الى اليهود شتات العالم وتحرم أهل الوطن الأصليين في الإحتفاظ بوطنهم لاشك أن كل دول العالم في ذلك الوقت بما فيهم الولايات المتحدة قد تآمروا جميعا على العرب والمسلمين وقرروا العمل على تفتيت العالم العربي والإسلامي من شواطىء الخليج العربي حتى شواطىء المحيط الأطلسي ولعل زرع اسرائيل في قلب هذا العالم كان أحد الأسباب الرئيسة في تفتيت هذا العالم وزرع الفتنة ونظرية المؤامرة بين الدول العربية إن الحديث يطول ولكن المؤلم حقا أن نرقب ابتلاع الضفة الغربية ونرقب التهوديد لمدينة القدس العربية ونرقب إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي لا لحدود 4/6/1967 واستمرار السيطرة اليهودية على الحدود الفلسطينية العربية لا لتقسيم القدس ونعم للقدس الموحدة عاصمة اسرائيل الأبدية مع الإبقاء على الضفة الغربية منطقة منزوعة من السلاح باستثناء السلاح اليهودي لا وقف لبناءالمستعمرات والمستوطنات اليهودية لا للوحدة بين فتح وحماس ولا يعلم أحد متى ننتهي من فترة الثورات العربية الحديثة وقد دفعت الشعوب العربية ولا زالت تدفع ثمنا باهظا من الضحايا والشهداء والتمزيق والإستعانة بالمستعمر الأجنبي واستنزاف الجهد والثروات العربية والإمعان في زيادة التمزق والفرقة بين الدول العربية وهناك محاولة عالمية لتقريب العالم العربي الى إسرائيل وخلق عدو جديد يتمثل في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومن جديد أكرر شكري وتقديري لما ورد في كلماتك
الأستاذ الفاضل حسين . أنني أعتقد أن الربيع ألعربي (يرغم ضواهرة السلبيه وخروج ألحياة عن ألمألوف ) هو دليل ديناميكيه هذة الأمه ورغبتها في لحاق ألركب العالمي , واعتقد أن الربيع ألعربي بكونه( عملاً شعبياُ )يمثله قفزة كبيرة في الفكر الشعبي في التحول لأعلاء قيًم الديمقراطيه والحكم الرشيد فأتساع القاعدة الشعبيه المؤمنه بشرعيه القيم الديمقراطيه يجعلها طريقه لا بد أن تتبع في أدارة أمور البلاد والعباد ومع هذا لا أعتقد أننا ينبغي أن نغرق في جلد تاريخنا الحديث فالتطور هو صيرورة تاريخيه وكل الأحداث والتجارب الماضيه تساهم في صنع المستقبل .
في الموضوع الفلسطيني أعتقد أن الأحتلال الأسرائيلي لا يختلف عن حالات الأستعمار التي خبرتها ذاكرتنا وأنتهت ,فنحن ندرك ان الأستعمار الأستيطاني الفرنسي للجزائرأستمر ل 132 عاماَ مدعوماً بملايين المستوطنين الفرنسيين الذين ولدوا وولد أجدادهم في الجزائر والتي ضّمت عملياً لفرنسا , ومع هذا ففي مراحل تاريخيه لاحقه أصبح هذا الأحتلال مكلفاً للأمبراطوريه الفرنسيه وبقرار من ديغول أنتهى كل شيء , في جنوب أفريقيا عانى المواطن الأفريقي من الأبارتيد العنصري الأوروبي لمدة 450 سنه وفي دوله نوويه مرتبطه عرقياُ وعقائديا وتحالفاً مصلحياً مع الغرب ومع هذا فقد أنتهى ذلك أمام الأرادة الصلبه لمانيلا ورفاقه وأدارتهم الممتازة للصراع (وأحراجهم العالم بأخلاقيه قضيتهم) وهذا القضيه بالذات لديها كثير من عناصر التشابه مع القضيه الفلسطينيه وأعتقد شخصياُ أن الشعب الفلسطيني سيًصل لهذا المدخل بالذات للتعامل مع الوضع من حيث طرح (دوله جميع المواطنين عرباُ ويهودا) والمطالبه بحق العودة مما يشكل قوة ضغط أخلاقيه على العالم (الذي اصبحت أيضاُ شعوبه صانعاَ للقرار ومتعاطفه مع القضايا العادله) وهذا ما يسلتزم حتماً قيادات فلسطينيه كبيرة من وزن مانديلا .
في ألمحصله مأ أريد قوله أن القضيه الفلسطينيه هي قضيه عربيه وأسلاميه وتحتاج لتفعيل كافه الأوراق لأدارتها ولا يمكن حشد الجهود بدون تمكين الشعوب العربيه ديمقراطياً .
شكرا جزيلا للكاتب د. حسين عمر توقة لطرح هذا الموضوع، حيث أن أساس القضية المركزية للعرب والمسلمين في فلسطين هي الحقوق والوجود، وليست المعابر وقروض الدول المانحة المشروطة بالتنازل والمهانة، والحكم الذاتي هنا أو هناك.
تحياتي للطرح الوطني الاصيل للأخ عامر الحويطات، والذي أتفق معه تماما.