أضف إلى المفضلة
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024


قانون المكتبة الوطنية : يحميها ولا يحمي الوطن

20-05-2012 01:45 PM
كل الاردن -


د. بكر خازر المجالي : هذه جريمة مزدوجة يرتكبها قانون المكتبة الوطنية وتعليماتها بحق الوطن ، فعندما تراجع للحصول على رقم إيداع فتحصل عليه بكل يسر وسهولة مع عبارة L المكتبة الوطنية غير مسؤلة عن محتويات الكتاب ويتحمل صاحبها مسؤلية المحتوى وليس بالضرورة ان تعبر المحتويات عن وجهة الدائرة وتاليا النص كما يصدر عنها : ( يتحمل المؤلف كامل المسؤولية القانونية عن محتوى مصنفه ولا يعبر هذا المصنف عن رأي دائرة المكتبة الوطنية أو جهة حكومية أخرى ) .
في السابق كان الإجراء ان توافق دائرة المطبوعات والنشر على المادة وإجازة المحتوى قبل اخذ رقم الإيداع والتصنيف ، ولكن مراعاة ومجاملة لأولئك العابثون بالتاريخ والمنطلقون نحو حرية الرأي والفكر الأسود والكاتبون بلغة السم والأفاعي فقد تقرر إلغاء مراقبة وموافقة دائرة المطبوعات والنشر على المحتوى ، وأن يذهب المؤلف فورا إلى دائرة المكتبة الوطنية ليحصل على رقم الإيداع فورا موسوما بهذه العبارة التي تحمي المكتبة الوطنية من مسؤلية المحتوى لكن هل هذا الإجراء وهذه الكليشيه تحمي الوطن ؟؟
هل يمكن لهذه العبارة ان تمنع سريان عبارات ومعلومات مجرمة بحق الوطن وشخصياته واتهامات باطلة لتاريخه ؟
هل تمنع هذه العبارة التطاول على الهيبة والسيادة الوطنية ؟
وهنا أرجو إلغاء عبارة (الوطنية ) من مسمى هذه الدائرة لتصبح ( دائرة المكتبة العامة فقط )
لا اعتقد ان كتابا في الأسواق قد صدر حديثا في الأردن ومطبوع سابقا لمرتين خارج الأردن وموسوم بعبارة المكتبة الوطنية أعلاه ويحمل رقم الإيداع والتصنيف منها الآن يرى ان وصفي التل هو جلاد الشعب الفلسطيني ، وان الملك عبدالله قد أسهم في تقسيم فلسطين وغير ذلك ، لا اعتقد ان هذا الكتاب نصنفه بكتاب وطني ولا أظن انه يتفق مع حرية الرأي المسؤلة ، في المقابل إذا أراد شخص ان يكتب عن الملك عبدالله الأول وعن تاريخ الهاشميين فيتم إحالة الكتاب إلى لجنة مختصة من خارج المكتبة الوطنية (وهذه اللجنة وكأنها البديل عن دائرة المطبوعات والنشر في هذا الجانب فقط ومدفوعة الأجر شهريا ) لتدقق في اسم الكاتب وتقييم المحتوى؟؟؟؟ ولكن لا نعرف إذا كانت هذه اللجنة قد وصلها هذا الكتاب المنشور حديثا ويحمل هذه الإساءات لقيادات الوطن ؟؟ وهذا بحد ذاته يحمل ويفرز أكثر من تساؤل في كل اتجاه ؟؟؟
يمكنك ان تحصل فورا على رخصة النشر لأي كتاب طالما لا يذكر مطلقا الهاشميين بأي عبارة كانت ، ولكن يأخذ الأمر شهرا أو أكثر حتى ينتهي الكتاب من رحلته عبر ثلاثة أشخاص ليقرروا نيابة عن الديوان الملكي وعن المؤرخين في الدولة وعن دائرة المطبوعات والنشر صلاحية هذا الكتاب أو لا ، مع التذرع بسخافة المحتوى حينا وبساطته حينا آخر ،دون مراعاة للكتّاب المبتدئين الذي يجتهدون في الكتابة عن الأسرة الهاشمية بإخلاص فيُقمعون ومن ثم يُكرهون للإقلاع عن الكتابة في هذا الاتجاه ،ولكن تلك الكتابات التي تخرج من رحم الحقد الأسود فإنها تمر وتجد طريقها للنشر بسهولة.
لا ننكر ان من كان وراء هذا القرار ( المجرم بحق تاريخ الوطن ) في نقل مسؤلية الكتب التي تتناول التاريخ الهاشمي إلى جهة دائرة المكتبة ووزارة الثقافة قد كان مسؤلا في دائرة عليا ، ولا نعتقد ان الأمر قد فات للتصحيح وأن يمارس كل واجباته حسب تخصصه ، والأمر قائم أيضا لفتح مثل هذه الملفات عن التوثيق والتأليف ولجان التاريخ ومؤسسات التوثيق ومتاحف الوطن لنجد أنفسنا في دوامة عاتية ؟؟؟
أقول أنها جريمة مزدوجة :
الأولى : ان أي كتاب يمر بسهولة طالما انه لا يذكر شيئا عن التاريخ الهاشمي ،ويمكن مثلا لكتاب عن حرب عام 1948 ان يأخذ رقم الإيداع بسهولة إذا تجنب صاحبه ذكر الملك عبدالله الأول القائد العام للجيوش العربية حينها ودور الهاشميين ، أو ان تكتب عن القدس بلا ذكر للهاشميين
والثانية : هو ان قانون المكتبة الوطنية وتعليماتها قد اتجهت نحو حماية المؤسسة نفسها ولم تفكر في حماية الوطن مطلقا ، فهي غير مسؤلة عن محتويات أي مصنف ، وهذا تناقض غريب يثير تساؤلا غريبا : هو من المسؤل عن الحماية الثقافية والفكرية التي تمنع ما يسئ إلى التاريخ والهوية والشعور القومي ، وهل تنحصر مهمة المكتبة الوطنية بالحماية الفكرية المادية المتعلقة بحقوق النشر ؟؟
اعتقد ان حرية الرأي والفكر والانفتاح لا تسمح بالمس بأساسيات الدولة وقيم المواطنة وثوابت وحقائق التاريخ ، واعتقد ان التعديلات والتغييرات في قانون المطبوعات والمكتبة الوطنية قد كان استجابة لمن يريد استباحة الوطن وهتك قيمه وثوابته لأغراض مكشوفة ولكن نقوم نحن بتجميلها ومحاباة أصحابها ، إذا كان جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم يقول في آخر لقاء له مع الأعيان ' لا يوجد عندي أي تخوف من التعامل مع جميع التحديات .. ) ' فلماذا هذا الخوف من دعاة حرية الصحافة الذين لا سماء ولا غطاء ولا قيمة لهم إلا بمقدار تحليق الغراب ...؟؟؟


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
20-05-2012 03:25 PM

والله يا حج بكر انت بواد وثلاث ارباع الاردن بالوادي الاخر .انت تطالب يالحريه الفكريه وحرية راي وتاريخ وجفرافيا والناس تركض وراء الرغيف .والرغيف منحوس دائري مثل العجل قد ما يركض الواحد مش قادر يلحق .مع حبي وتقديري لشخصك العزيز .

2) تعليق بواسطة :
20-05-2012 03:41 PM

الشكر الوافر للكاتب المحترم ابن الاردن البار ولكن لي عندك رجاءٌ وأملي أن تلبه اليوم قبل الغد.
نظرا لخطورة مثل هذا الموضوع ونظرا لتمكن أشباه الرجال من احتلال دائرة صنع القرار ووضعهم حاجزا إحترازيا يحول دون وصول أصحاب الهمة والعزة والوطنية والشرف فاني أتمنى عليك أن

تبعث ببرقية عاجله الى الملك لتخطره بالموضوع علّهُ يخرج من عنده شئ اذا ما وصلت برقيتك وآمل حين إذٍ أن يكون جلالته في الاردن وأن يكون للاردن من زياراته نصيب

3) تعليق بواسطة :
20-05-2012 04:27 PM

نعم لقد تناولت موضوعا مهما نحن في مسيس الحاجة للحديث فيه لتبيان اين تقع المسؤلية خشية ان تترك الامور هكذا على عواهلها ونقع فيما تخشى عواقبه وتصبح الامور مستباحة لأولئك العابثين بالتاريخ والمنطلقين نحو حرية الرأي والفكر الأسود والكاتبين بلغة السم والأفاعي لتحقيق ما يصبون اليه من المارب

4) تعليق بواسطة :
20-05-2012 05:20 PM

حقا ان الموضوع مهم جدا ويبرز دور المكتبة بشكل افضل اقصد المكتبة الوطنية ولكن يا حبذا ان يتم اختيار المختصين والمؤرخين بطريقة مسؤلة خشيت ان تضع شخصا سبق له ان اساء الى تاريخ الامة ككلمن خلال تناوله لبعض الرموز الدينية اوالتاريخية

5) تعليق بواسطة :
21-05-2012 01:08 AM

لماذا لا يكون لدينا مرجعية ثقافية وطنية واحدة بدلا من هذا التشتت ، ولماذا تحولت مراكز التوثيق الى دكاكبن خاصة تدر المال على عدد محدود جدا والتوثيق يكون في واد اخر

6) تعليق بواسطة :
21-05-2012 08:51 AM

افهم من المفال ان تاريخنا شوربة وفي ايدي غير امينة

7) تعليق بواسطة :
21-05-2012 08:56 AM

كلامك مزبوط وهناك تخبط في قانون السمعيات والمطبوعات والمرئيات وكل ما يتعلق بذلك لا يوجد حماية ولا يوجد رعاية شكرا لك على ذلك

8) تعليق بواسطة :
21-05-2012 10:56 AM

1- التاريخ الاردني لم يسجل ابداً بل غيبت اغلب حقائقه ووقائعه وزورت على يد النظام وكتبته
2- القضية ليست قضية التسجيل في المكتبة او غيرها فنحن نعرف ان مواضيع الكتب لم تكن تدقق ما دامت تمدح النظام و تزور و تحور التاريخ , بل القضية هي ان العلم المجرد البعيد عن الاستقطاب و التدقيق العلمي و البحث الحثيث الصحيح قد غيب اصلا فماتت لدى الناس القدرة او حتى النية في البحث عن التاريخ الاردني الذي غيب و زور و كذا اغلب القضايا الاخرى العلمية و الانسانية فنرى ان اغلب الكتاب الاردنيين وعدد لا باس به من الاكادميين لجأوا في السابق الى بيروت من اجل اصدار كتبهم التي منعت في الاردن .
3- هنالك قاعدة جديدة قديمة في الاردن وصلت حتى الى وسائل الاعلام ومن قبلها المصنفات و الكتب التي تطرح وجهة نظر تنتظر الاستماع فقط قبل الاقتناع , هذه القاعدة تقول (ابلش بالحكومة و تحت ... فوق لا تقرب !!!)

9) تعليق بواسطة :
21-05-2012 03:27 PM

ولكن مراعاة ومجاملة لأولئك العابثون بالتاريخ والمنطلقون نحو حرية الرأي والفكر الأسود والكاتبون بلغة السم والأفاعي فقد تقرر إلغاء مراقبة وموافقة دائرة المطبوعات والنشر على المحتوى اكتفي بهذه العبارة الجوهرية

10) تعليق بواسطة :
21-05-2012 10:11 PM

يجب اعادة دور دائرة المطبوعات والنشر الرقابي الصارم علىا النصوص ، وايضا الغاء هذه اللجنة المؤلفة من ثلاثة اشخاص ولا تمثل جهة رسمية

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012