أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
السبت , 18 أيار/مايو 2024


عند أول دولار باعوا ابن البلد

بقلم : ماهر ابو طير
27-05-2012 12:38 AM
تتباكى بعض المستشفيات الخاصة الان،من اوضاعها المالية الصعبة، جراء عدم دفع الليبيين لفواتير علاجهم، وهي ذات المستشفيات التي ردت ابناء شعبنا عند بوابات الطوارئ،وفي الاقسام المختلفة، لان لا اماكن للناس هنا،باعتبار ان الاولوية للشقيق الليبي. فجأة وعندما غابت الدولارات، لم يعد الليبي شقيقاً، وباتت المستشفيات تنوح بصوت مرتفع، وُتلوّح باغلاق محتمل، ومن الطبيعي ان لا تجد المستشفيات تعاطفاً من الناس، فقد خبروا ذكريات مؤلمة،حين كانت الاولوية لليبي على حساب الاردني.

لا توّسط في حياتنا، وقد قيل سابقاً ان على المستشفيات ان ُتحدد نسبة اشغال للمرضى العرب، مقابل نسبة اشغال اكبر للأردنيين، غير ان المستشفيات اعتبرتها فرصة تاريخية لجمع المال، والاستفادة من الموسم الليبي.

وفرّت بعض المستشفيات بهذه الطريقة مبالغ مالية مرتفعة عن شركات التأمين التي ُتؤّمن الاردنيين، لان الاردني لم يعد يدخل المستشفى، وبالتالي زادت ارباح شركات التأمين لدينا، لانها لم تعد تغطي علاج احد في المستشفيات المشغولة بنصرة الثوار الليبيين. بما ان بعض المستشفيات تعاملت مع القصة من منظور تجاري بحت، فان اغلاق اي مستشفى بسبب الافلاس امر عادي جداً، فالعمل كله خضع للمعيار التجاري، ولم يكن تحت شعار قومي او عروبي، وبالتالي لاعلاقة للناس ابداً بافلاس اي مشروع، او استمراره.

عاصفة الصحراء الليبية التي هبت علينا، لم تترك احداً، فلا الفندق حصل على امواله، ولا المستشفى حاز على ماله ايضاً، وهذا درس كبير يتوجب على الجميع ان يتذكروا ان الطمع يأخذنا الى خراب البيوت، وهو درس لم نتعلمه من قصص سابقة.

هكذا نحن، بعض المستشفيات حين اكتشفت في البداية انه يمكن ترتيب امورها بعيداً عن الدولة، ومباشرة مع الليبيين، انطلقت بخيلاء، وحين توقف الدفع، ناح الجميع واشتكوا وباتت الحكومة هي «الجابي والاب الحاني» الذي عليه واجب تحصيل الاموال!. ما دمنا هكذا انا انصح الاف الحالات من الاردنيين الذين تضرروا من اغلاق المستشفيات في وجوههم في فترة عاصفة الصحراء الليبية ان يطالبوا بتعويضات مالية وتشكيل لجنة لجمع هذه المطالبات من المستشفيات وشركات التأمين.

لا يشمت احد بأي مستشفى، لكنها المفارقة العجيبة، التي جعلت بعض المستشفيات تتطاول على المريض هنا، وترده مذموماً مدحوراً لان المهمة القومية في أوجها المالي، متناسية ألم الانسان بيننا، لكنها عادت لتتوجع اليوم، بعد اكتشاف الخديعة التي وقعوا فيها.

لا تعرف لماذا فعلوا ذلك،هذا على الرغم من ان المستشفيات تربح اساساً، ونسبة الاشغال مرتفعة جداً، بوجود المرضى الاردنيين، لكنها عقلية السوق، التي سمحت بنزع المريض الاردني من فراشه لصالح الشقيق الليبي ودولاراته؟!.

نستثني من ذلك كل مستشفى تصرف بانسانية وباحتراف وباحترام للناس ولوجود ذات المستشفى، وهناك مستشفيات بقيت خارج هذه القصة، ولا يمكن اخذها بجريرة مستشفيات اخرى، تعاملت مع كل الملف بعقلية تجارية.

سبحان الله. الاردني لا يحصل على حبة دواء الا اذا دفع مقدماً،فيما جاء «الجراد» لينزل على المزارع، دون دفع مسبق، لتتراكم الفواتير بعشرات الملايين، ولتهب العاصفة مجدداً على عمان، تحت وطأة المطالبات المالية.

على الحكومة ان لا تتدخل في هذه القصة، لانها تتعلق بممارسات القطاع الخاص، الذي عليه ان يخلع شوكه بيديه، مثلما ترك شوك المرضى الاردنيين في ايديهم في ساعة العسرة، ولان الحكومة ليست جابياً مالياً نيابة عمن اداروا عملهم بمعزل عن الدولة.

عند اول دولار بعتم ابن البلد، وحين غاب الدولار الثاني سألتم: اين فزعتكم يا ابناء البلد؟.

(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
27-05-2012 08:50 AM

صدقت يا صديقي والله على الوجع!!!!!!!!!!!!!!!!!
...........اكثر من عشر مستشفيات قال ما في مكان

2) تعليق بواسطة :
27-05-2012 10:05 AM

الاستثمار في قطاع الخدمات مرده دوما الربح السريع وهذا ما كسبناه من مرحلة الامركة التي يدفع ثمنها الاردن اليوم عجز في الموازنة ومديوينة هائلة وخسرنا اصول الدولة. الراسمال الخاص الذي سادت فلسفته عالميا ادخل اقتصاديا الدول الكبرى في ازمة انهيار وفي الاردن ازمة انكسار وربما تدمير ، المسألة ليست سلوك مستشفيات القضية وما فيها ان الراسمالية تفتقد لأي حس انساني لذا وجب انهائها لصالح نظام يحترم انسانية الانسان يعني حقوقه الاساسية وليس تلك التي تشير لنا بها مرتكز دولية تريد بنا الشر على طريقة ما حدث في ليبيا او اليمن او العراق او ما يحدث في سوريا فليسقط راس المال

3) تعليق بواسطة :
27-05-2012 11:08 AM

كتبت في مقال بتاريخ تشرين اول 2011

ستشفياتنا مغلّقه بوجوه مواطنينا


15-10-2011 04:30 PM
طباعة

جراسا نيوز -
أغرب نكته سمعتها هو ان جميع مستشفياتنا الخاصه واكرر الخاصه وليس العامه تم اقحامها من قبل الدوله بمرضى ليبيين تم جلبهم جاؤوا للاستجمام وطول الاقامه ,اما مواطنينا من حملة بطاقات التأمين ومرضى الكاش ممن يتعالجون من حر مالهم مرفوضون,,لماذا؟؟
ان كانت الدوله تريد مد يد العون للاشقاء في ليبيا ففي مستشفيات الدوله العامه لا ان تجبر مستشفيات القطاع الخاص على ذلك وعلى حساب صحة مواطنينا لخدمه قله قليله من الاطباء من المتنفعين والمنفعين,فهذا بحد ذاته خرق للدستور واعتداء صارخ على حق المواطن الاردني..
ليس مقبولا البته مثل هذه الاجراءات والتي تضعف من الانتماء الوطني لدى انساننا ومواطنينا ,فاين يذهب المواطن للاستشفاء ان اغلقت الابواب بوجهه الى سوريا مثلا ام الى دول الجوار,,,وزارة الصحه وعلى رأسها معالي الوزير مطالبين وضع حد لهذا التغول على صحة مواطنينا وحقوقهم وذلك باصدار تعاميم على ان لا تتجاوز نسب الاشغال للاشقاء الليبين عن ال40% ليس اكثر..نحن بانتظار حلول عاجله وسريعه قبل ان تستحدث مشكله جديده في مجتمعنا فأن بقيت الامور على ما هي عليه فلربما تحدث مضاعفات لا تحمد عقباها..ودمتم




الدكتور نصر البطاينه

4) تعليق بواسطة :
27-05-2012 10:06 PM

تحيه خالصه للدكتور نصر البطاينه الذي تعرفنا عليه من خلال مداد حبرة الذي حمل الهم الوطني في اكثر من موضوع هام . واعتقد انه بالأضافه لحرمان الشعب الأردني من الخدمه الطبيه فهناك ايضاً السمعه عن الجشع المالي الذي رافق قدوم الليبيين , وهذة ضاهرة بصراحه تعبر عن انعدام الأنتماء والسعي نحوالربح السريع على حساب سمعه البلد وعلى حساب رساله الطب النبيله .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012