|
|
|
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024
رصاصة العادات ومسدس التقاليد
بقلم : فيصل سلايطة 02-09-2023 06:24 AM ومع كلّ روحٍ نفقدها وكل جسد يحكم عليه بالدفن تصفعنا تفاهة بعض العادات والتقاليد المجتمعية صفعة قوية على خدّ مجتمعنا, هذا المجتمع الذي يرى بعض افراده 'الطخطخه' على أنّها سلوكيات ترفع نسب ' الذكورة ' ليصبح من يقوم بها ' زلمة ابن زلمة '. وبعيدا عن الكلام المنمّق الفصيح في الحقيقة هكذا يرى البعض من يقوم بهذه الافعال, حتى من يقود السيارات بشكل هستيري يصبح معلّما و 'طرازان ' زمانه , فأي تفاهة هذه و أي غباء يقود هذه العقول البالية للقتل والتسبّب بالعاهات النفسية و الجسدية لضحايا ابرياء و جبال من الاحزان لذويهم ... شخصيا عندما أفكّر بهذه السلوكيات , تنتابني بشكل لا ارادي افكار بالمقارنة , فأقول في قرارة نفسي , كيف يرى البعض المهرجانات الغنائية ضربًا من الكفر و توصف بالحرام وفي ذات الوقت لا نرى اجماعاً على سلوكيات اخرى تضرب خاصرة المجتمع و السلم المجتمعي؟ فهذا الذي يقود سيارته بتهوّر و بلا مسؤولية كيف له أن يسبّ من يشارك بمهرجان جرش والذي يجلس بكل سلام يمتّع أُذنه باحترام ؟ هل في الحقيقة اختلت بوصلتنا ؟ هل أُعدِمَ ضميرنا , و صحة تفكيرنا ضربها السرطان ؟ سلوكيات عديدة في المجتمع إذا ما قورنت باحداث أخرى ينتقدها المجتمع ذاته سنتأكد بأنّ البعض قد أصيب بالفصام التفكيري , فهل يمكن أن نقارن حفل غنائي في مدينة العقبة ينشّط السياحة و يشغّل الفنادق و ينعش الاقتصاد في هذه المدينة بمعارك دامية تتم بعد كل مباراة رياضية ؟ هل تستوي المقارنة هنا؟ بالتأكيد لا أرواح كثيرة نفقدها كل عام جرّاء هذه الممارسات الخاطئة , لتذهب إلى السماء بعد أن تُذبح برصاصة العادات من مسدس التقاليد البالي , في حين إن فكّر مُطلق الرصاصة بالتبرّع مثلا لمركز الحسين للسرطان أو للعديد من المؤسسات الخيرية فكم من الأجر سيحصد و لأي مستوى من التحضّر سيصل . المصيبة و الطامّة الكبرى تكمن في أنّ معظم نهايات هذه العادات السيئة يحلُّ بفنجان قهوة أو صلح عشائري , أمّا من اليوم يجب أن تنتهي هذه النهايات المأساوية بعقوبة القتل , فمطلق الرصاص حتى لو قتل شخصا بغير قصد أو بلا تعمّد يجب أن يحاسب كالقاتل عن سبق اصرار و ترصّد ما دامه يطلق بعشوائية بين الناس , فلو كان يطلق الرصاص من الصحراء فعندها يمكن التفكير بأنّه سلوك غير متعمد . مجتمعنا بحاجة لثورة مجتمعية مدعّمة بثورة قانونية تجرّم حدّ المؤبد كل من يقوم بهذه الممارسات , فكم من الارواح سنفقد و كم من البيوت سنُحزن قبل أن نصل إلى برّ التفكير , برّ المنطق و السلوك المتحضّر الذي يحتمّ على الناس التحلّي بالعقل و التصرّف بصواب ؟؟ لأرواح شهداء هذه السلوكيات السلام ...و لذويهم الصبر و السلوان.
التعليقات
لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
الرد على تعليق