أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


أ . د . عبدالله سرور الزعبي يكتب : القيادات التنفيذية والقدرة على اتخاذ القرار 2 - 2

بقلم : الأستاذ الدكتور عبدالله سرور الزعبي
09-10-2023 01:19 AM

بعد اعتماد الخطة من قبل مجلس الأمناء، تم عرضها امام حوالي 80 شخصية من قيادات محافظة البلقاء في لقاء تشاركي وتشاوري وكان تحت رعاية معالي المرحوم مروان الحمود وبحضور معالي المرحوم علي الفزاع، وأصحاب المعالي عبدالإله الخطيب، رجائي المعشر، عوني البشير، ماهر أبو السمن، مصطفى شنيكات، ومازن الساكت، وغيرهم، وأعتذر منهم لعدم ذكر الأسماء، وكذلك اعيان ونواب المحافظة في ذلك الوقت، وبحضور رئيس مجلس الأمناء، التزمنا وزملائي من فريق العمل بإخراج الجامعة من ازمتها المالية ومعالجة ملف التأمين الصحي وهيكلة التعليم التقني والتطبيقي وتحسين البنية التحتية والتكنولوجية في الكليات المنتشرة في المحفظات وتجويد مخرجات التعلم والتعليم ونوعية البحث العلمي المنشور والترقيات الاكاديمية وإدخال الجامعة ضمن الألف الأولى على العالم والإصلاح الإداري والسير بمشروع الطاقة الشمسية لإخراجه الى حيز الوجود والتشبيك والتعاون الدولي للحصول على مختلف اشكال الدعم المادي والتكنولوجي (تم توثيق اللقاء بالفيديو للرجوع إليه لمتابعة مراحل الإنجاز والالتزام معهم وبشكل دوري). على الرغم من ان أحد الحضور، طلب ألا نحلم ونكون واقعيين (قد يكون من المستفيدين من بقاء الامر على ما هو عليه)، الا انني وفريقي حصلنا على الدعم المطلق من القيادات التي أكن لهم كل الاحترام والتقدير، وخاصة بعد مداخلة معالي ماهر أبو السمن قائلاً ان الرجل عرض عليكم خطته ولسان حاله يقول ارجو ألا يتدخل أحد في التنفيذ وهذه المدد الزمنية وحاسبوني على ذلك.

بكل ثقة كنا وفريقي (البعض منهم ومع كل اسف لم يقدم أي مساهمة، فلم يستمر معنا، والبعض تحملناه، لأسباب عدة، الا ان الأغلبية منهم كانت لها مساهمات متفاوتة، لإنجاح المهمة) نستعرض نتائج الخطة التي كانت أهدافها تتحقق الواحدة تلو الأخرى، فهيكلة التامين الصحي خفضت التكاليف بما يقارب 3 ملايين دينار خلال عام، وهيكلة التعليم التقني والتطبيقي زادت الإيرادات مما يقارب 3 ملايين دينار عام 2016 الى ما يقارب 20 مليونا في عام 2020، ودخلت الجامعة في قائمة الالف على العالم خلال 3 سنوات وحلت في المرتبة الثانية بين الجامعات الأردنية (تم الاحتفال بحضور قيادات البلقاء، وتحت رعاية معالي المرحوم مروان الحمود في نهاية العام 2019) وتقدمت الى الفئة 601-800 في العام 2021، كما وتم التوقيع على تنفيذ مشروع الطاقة الشمسية في عام 2019 والتشبيك الدولي الذي أدى للحصول على دعم مالي يقارب 20 مليون دينار (من كوريا وإيطاليا لوحدهما) وغيرها من نقل التكنولوجيا والبرامج الدولية التقنية والتطبيقية، مما أدى الى احداث نقلة نوعية في البنى التحتية في كافة كليات الجامعة تقريباً، وخرجت الجامعة من ازمتها المالية بوفر مالي سنوي اعتباراً من العام 2017 وبفائض مالي اجمالي في نهاية عام 2021 (عند عمل مقاصة مالية بين الذمم الدائنة والمدينة) وكلها موثقة بالفيديو او بالكتب الرسمية، وتوجت الهيكلة بإعداد المشروع الوطني للمسارات المهنية والتطور الوظيفي الذي عرض امام جلالة الملك في كلية العقبة بتاريخ 17/2/2020، وحصل على موافقة مبدئية من مجلس التعليم العالي في آب 2020، وترخيص اربع تخصصات منه في آب 2021. خلال تلك الفترة كنا نكافئ المجتهدين من الفريق وعلى النتائج ووفقاً لإحكام النظام.

في كل مسيرة عمل لا بد من وقوع أخطاء، إلا اننا وفريقي كنا مطمئنين الى ان الجهات الرقابية وخاصة هيئة النزاهة ومكافحة الفساد بأن لديها القدرة الكافية للتمييز بين الأخطاء الناجمة عن العمل المزدحم وبين اعمال الفساد، وهذا كان واضحاً من منظومة الشفافية والنزاهة والتي كانت تعمم من قبل هيئة النزاهة ومكافحة الفساد على المؤسسات.
هذا أحد الأمثلة، وهناك الكثير من التجارب الناجحة التي اعرفها لمؤسسات وطنية تميزت قياداتها بالكفاءة وتحملت النقد وتأثير قوى الشد العكسي، وكذلك هناك مؤسسات كانت تعتبر قصص نجاح وتراجعت بسبب اداراتها المترددة في القرار والمتلعثمة في الطرح (لا مجال لذكرها)، والباحثة عن القرارات التي تحقق الشعبية لها، دون الاخذ بمبدأ إدارة المخاطر المستقبلية على المؤسسة، وهي إدارات غير قادرة على ابسط انواع المواجهة. ان ما يعزز موقف هكذا نوع من الإدارات، غياب المسألة عن أسباب تراجع المؤسسة وتردي أوضاعها المختلفة والسماح لهم بالاختباء وراء الأمور الثانوية وتمرير التبريرات باستخدام شماعة ما لذلك.
إننا الآن في بداية المئوية الثانية للدولة الأردنية ولدينا ثلاثة برامج وطنية (السياسية والاقتصادية والإصلاح الإداري)، الامر الذي يتطلب نشر مؤشرات اداء كمية وسنوية لها، والاعتماد على قيادات ذات خبرة تراكمية وتجربة عميقة وقادرة على اتخاذ القرار بالوقت المناسب وتحمل نتائج ذلك دون خوف او تردد، وقادرة على الاقناع والمواجهة الإعلامية امام الرأي العام، وخاصة إذا ما وجد التضارب في التصريحات بين المسؤولين فيما بينهم في مختلف المراحل السابقة منها او اللاحقة لكشف الحقائق، مما سينعكس ايجاباً على تعزيز الثقة بالمؤسسة والمسؤول، وتودي حتماً للوصول الى الأهداف الرئيسية.
كما يجب علينا السعي المستمر لتحقيق اهداف الديمقراطية كوسيلة رئيسية للتغلب على مشاكلنا الاقتصادية والاجتماعية والنهوض بالقطاعات المؤثرة في مستقبل الدولة وخاصة التعليم منها، عن طريق اتخاذ القرارات السليمة دون خوف من الأجهزة الرقابية وخاصة ان ديوان المحاسبة بداء بتطوير ادواته الرقابية التي تتماشى مع أفضل المعايير العالمية في الدول المتقدمة، وحسب المنشور من لقاء رئيس الديوان والعرض المقدم منه امام جلالة الملك يوم 26/9/2023 لدعم مسارات التحديث في الدولة الأردنية.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012