أضف إلى المفضلة
الإثنين , 20 أيار/مايو 2024
الإثنين , 20 أيار/مايو 2024


هل تكون تصفية حماس، تصفية للقضية؟

بقلم : حسام الحياري
29-10-2023 03:30 PM

بالرغم من أن إسرائيل حددت هدفها بعد أحداث السابع من تشرين الأول (أكتوبر) في إنهاء وجود حماس، إلا أن الأخطر أنها وجدت فرصة تاريخية لإنهاء القضية الفلسطينية وكل ما يتفرع عنها من قضايا اللاجئين والمستوطنات وغيرها.

فالمنظومة الدولية بمؤسساتها المختلفة عاجزة عن فرض أي قرارات على إسرائيل، المدعومة بقوة من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، بالإضافة للغطاء الممنوح لها لما تقوم به من مجازر بحق المدنيين في قطاع غزة بذريعة حقها في الدفاع عن النفس.

كما أن واقع السلطة الفلسطينية والتي أصبحت بلا حول ولا قوة، ليس لديها القدرة على المناورة والرفض لأي قرار أو واقع تفرضه إسرائيل بعد تحقيق هدفها، خاصة وأن البعد العربي الداعم للقضية قد أصبح في غاية الضعف، فالعلاقات العربية الإسرائيلية أصبحت تُبنى دون ربطها بالقضية الفلسطينية .

الدبلوماسي الأمريكي دنيس روس في مقاله في نيويورك تايمز (27/10/2023) كشف أيضاً عن تأييد عدد من المسؤولين العرب، في حديثه معهم، لإنهاء حماس من الوجود، نظراً لما يمثله وجودها ونصرها من إضفاء الشرعية على 'أيديولوجية الرفض' التي تتبناها الجماعة، وإعطاء النفوذ والزخم لإيران والمتعاونين معها.

في ضوء كل ذلك أصبحت القضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين والمقدسات الإسلامية والمسيحية على المحك، وهذا ما يفسر الموقف الأردني المشرف في التصدي لرد الفعل الإسرائيلي تجاه أحداث السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، فالأردن أكثر دولة تأثراً وتأثيراً في القضية الفلسطينية، وأي تصفية لها يهدد مصالح الأردن الاستراتيجية .

إسرائيل لغاية الآن تكتفي بالقصف الجوي وقتل المدنيين وتدمير البنية التحتية للقطاع، وهي تدرك أن ذلك لن يحقق لها هدفها بالقضاء على حماس، فالتدخل البري هو سبيلها الوحيد لتحقيق هذا الهدف، وكل تأخير للعملية البرية يزيد الضغط عليها وعلى الدول الداعمة لها، فمشاهد القتلى من الأطفال و النساء في القطاع أوجدت رأياً عاماً في الكثير من الدول رافضاً ومُديناً لإسرائيل وداعميها، ورغم أن البعض يرى أن الرأي العام لا يصنع القرارات إلا أنه يبقى ورقة ضغط على صانعيها.

عامل الزمن ليس في صالح إسرائيل، فالدعم الدولي لها بدأ يتصدع وإن كان بدرجة قليلة، والاستقرار النسبي في الجبهة الشمالية غير مؤكد، وطول أمد الحرب يعطي المجال للعديد من الدول الفاعلة مثل الصين وروسيا وغيرها من الدول للتحرك أو لتغيير موقفها.

ومن المفارقات أن الزمن يقف لصالح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإطالة أمد الحرب يطيل عمره السياسي، ويعطيه المجال للمناورة وإيجاد طريق للخروج بصورة الزعيم المنتصر، ولعل هذا سبب الرفض الإسرائيلي لأي وقف لإطلاق النار وإن كان مؤقتاً.

تواجه إسرائيل التحدي الأكثر تعقيدا في تاريخها، وقد أعلنت هدفها من العمليات وهو القضاء على حماس، وما يقف عائقاً أمام تحقيق هذا الهدف هو الثمن الذي ستدفعه، في المقابل فإن بقاء حماس يعني انتصارها وفرض واقع جديد يخدم الحق الفلسطيني والمصالح الأردنية .



التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012