أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


أ . د . عبدالله سرور الزعبي يكتب : الأردن يكسر الحصار على غزه

بقلم : الأستاذ الدكتور عبدالله سرور الزعبي
07-11-2023 07:33 AM

منذ اليوم الأول للأحداث الأخيرة والتي وقعت على الأراضي الفلسطينية تاريخ 2023/10/7، التي أصابت الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بجراح عميقة، كان الأردن بقيادة جلالة الملك أول من استشعر قوة الخطر على القضية الفلسطينية، ففاجأ العالم كأول زعيم يتخذ خطوات مباشرة لاحتواء الازمة ومنع إسرائيل من ان تتصرف بردة فعل جنونية، والعمل على تغيير الرأي العالمي ومحاولة التأثير في تحالف الدول الغربية، التي أعلنت وقوفها المباشر إلى جانب إسرائيل دون معرفة بالحقائق على أرض الواقع.

جاءت اتصالات جلالة الملك المباشرة مع الإدارة الأميركية وجولته الأوروبية، والتي كان لها الدور الرئيسي بمنع توسع الحرب، ومحاولة وقف حكومة إسرائيل المتطرفة من الاستمرار بعمليات الانتقام الوحشية والتي وصلت إلى أعمال الإبادة الجماعية.

تبعها خطاب الملك المباشر إلى قادة وشعوب العالم، والذي فاجأ العالم به أيضا بقوته وصراحته، مذكرا إياهم بعدالة القضية الفلسطينية، وطالبا إياهم بضرورة وقف الحرب فوراً، ورفع الحصار وتقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين والتزام إسرائيل بالقانون الدولي ووقف أعمال الإبادة الجماعية الهادفة إلى التهجير القسري للفلسطينيين من أرضهم التاريخية.
استمرت إسرائيل بأعمالها الهستيرية مستخدمة كل وسائل الدمار لديها، فقصفت دور العبادة الإسلامية منها والمسيحية والمدارس وغيرها من المراكز الدولية والمستشفيات لمنع تقديم الخدمات الطبية في غزه.
قامت إسرائيل بتوجيه رسائلها للأردن، والذي أحرجها موقفه القوي على الساحة الدولية، عن طريق قصف محيط المستشفى الميداني العسكري الأردني (أمر جلالة الملك بإنشائه عام 2009 والوحيد في الأراضي الفلسطينية الذي كامل طواقمه ومعداته وكافة مستلزماته من القوات المسلحة الأردنية، وأصبح ينظر إلية كجزء لا يتجزأ من الخدمات الطبية الفلسطينية في غزه) لإخراجه عن الخدمة، ظننا منها بان الأردن سيستجيب لذلك، فجاهم الرد الأردني بتوجيهات ملكية مباشرة باستمرار المستشفى بالعمل وبكامل طواقمه والاستمرار بتقديم الخدمة الإنسانية، تبعها اتصال هاتفي من سمو ولي العهد الأمير الحسين مع مدير المستشفى في غزة، للاطمئنان على الفريق الطبي الأردني ولرفع معنوياتهم، مؤكداً لهم على حمايتهم ودعمهم مهما كانت الظروف وسيتم تقديم الدعم اللازم لكي يتمكنوا من القيام بواجبهم الإنساني في هذه الظروف الصعبة على الفلسطينيين في غزه.
فأجأ الأردن العالم ايضاً باتخاذ قرار سياسي قوي ومدروس باستدعاء السفير الأردني، والطلب بعدم عودة السفير الإسرائيلي إلى عمان، مشترطا عودته بوقف الحرب ورفع الحصار عن الفلسطينيين والسماح بدخول المساعدات الإنسانية الفورية.
إلا أن المفاجأة الإقليمية الكبرى، والتي أعلن عنها جلالة الملك شخصياً فجر أمس 2023/10/6، هي قيام نشامى القوات المسلحة الباسلة ممثلة بصقور سلاح الجو الملكي الأردني بكسر الحصار المفروض على الفلسطينيين في غزة وتنفيذ عملية إنزال جوي ليلا لنقل المستلزمات الطبية والدوائية للمستشفى (ونحن نعلم جميعاً الوضع الطبي للمستشفيات الفلسطينية في غزة، من نفاد الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية) لكي يستمر بعمله الإنساني على اتم وجه. ان مثل هذه الخطوة، لم تقم بها أي دولة من دول العالم في مثل هذه الظروف الصعبة والبالغة الخطورة، إلا أن الأردن وبحنكة وحكمة جلالة الملك وبصوته المسموع لدى قيادات العالم كافة، استطاع ان ينفذ هذه العملية وتحت إشراف الملك الشخصي، وهو الذي يعيش القضية الفلسطينية ومعاناة أهلها كابرا عن كابر.
الأردن، صاحب الرسالة الإنسانية عبر التاريخ، يثبت للعالم بقوة موقفه، وهو القادر على الدوام من القيام بالمبادرات المتقدمة على الجميع مهما غلا الثمن. كما أن القوات المسلحة الباسلة برهنت للجميع وكعادتها دوما، بانها ليس فقط قادرة على حماية تراب الوطن وأمنه، بل قادرة أيضاً على المبادرة في تقديم العون والمساعدة لأبناء فلسطين (غير ابهة بردة فعل الأطراف الأخرى مهما كانت) والأمة العربية والدولية ان تطلب الأمر ذلك.
ان هذه الخطوة الجريئة وغير المسبوقة، والتي قام بها صقور سلاح الجو الأردني (وأنا شخصيا لي تجربة رائعة معهم، تعود لعام 2003، وهم من أبهر جميع فرق البحث بقدراتهم ومهاراتهم اثناء تنفيذ أعمال المسح الجوي المغناطيسي لوادي عربة)، تعتبر موقفاً مشرفاً لكل أردني وعربي وإسلامي، وهي تقطع الطريق على كل مشكك ومزاود على مواقف الأردن التاريخية تجاه القضية الفلسطينية، والتي قال عنها جلالة الملك بأنها ستبقى بوصلة الأردن على الدوام، حتى يتحقق الحلم الفلسطيني بدولة صاحبة سيادة كاملة على أرض فلسطين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية. الغد

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012