أضف إلى المفضلة
الأحد , 28 نيسان/أبريل 2024
الأحد , 28 نيسان/أبريل 2024


لا أحد يخوض حربك

بقلم : بلال حسن التل
23-01-2024 01:43 PM

دعوت في المقال السابق إلى أن يظل الأردن قوياً مستقراً متماسكاً، واستعرضت بعض الأسباب لهذه الدعوة، وفي هذا المقال اتناول سبباً آخر يؤكد ضرورة أن يظل الأردن قويا متماسكاً، ذلك أن من الحقائق البارزة التي أكدتها بوضوح معركة طوفان الأقصى وارتداداتها، أن لا أحداً يخوض حربك مهما كان قريباً منك. وأن أقصى ما يقدمه لك الأخوة والأصدقاء هو التضامن و التعاطف اللفظيين، وصولاً إلى الدعم اللوجستي في أحسن الأحوال هو دعم اقصد اللوجستي في مضمونه الإنساني قد لا يصلك، كما نراه يوميا يحدث بالنسبة لقطاع غزة، حيث يتكدس الدعم من الغذاء والدواء في الشاحنات حتى يفسد، ولا يصل إلى المحاصرين في غزة وخاصة الأطفال والنساء والشيوخ، لذلك فعليك بناء قوتك الذاتية للدفاع عن نفسك، ولدفع العدوان عن ذاتك ولاسترداد حقوقك.
وأول وأهم درجات الاعداد هو الأعداد العقدي والنفسي لأبناء وطنك، لأنه بدون هذا الاعداد لن تفيدك كل الاسلحة مهما توفرت بين يديك، واية مقارنة بسيطة بين الجندي الاسرائيلي المدجج بأحدث انواع الأسلحة الفتاكة، المحصن بالدبابات والمدرعات، والجدران، وبين المجاهد القسامي بسلاحه البسيط، وكيف ينهزم أمامه الجندي الإسرائيلي، توكد لنا أهمية الاعداد العقدي والنفسي لصمود المجتمعات و الأوطان، وهنا تبرز أهمية المناهج الدراسية، والموعظة الدينية، والخطاب الثقافي، والأداء الإعلامي، فيجب أن يكون ذلك كله موظفا في بناء قوة وطننا واستقراره وتماسكه.
بعد الاعداد العقدي والنفسي، لابد من تطهير المجتمع من المتخاذلين والعملاء، فهؤلاء أخطر على الوطن من عدوه لأنهم يطعنونه في ظهره، ومن حيث لايحتسب.وهنا تبرز أهمية ان ننتبه إلى خطر الإشاعات، وقول السوء اللذين تضج بهما وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها.مما يؤكد أهمية أن يكون لنا إعلام وطني اهم ميزاته ان يكون وطنيا مستقلا، فمن أبرز ما اكدته معركة طوفان الأقصى ان مواقف كل مؤسسة من مؤسسات الإعلام منها ارتبط بشكل كامل بموقف من يمولها، ومثلما يجب علينا أن نضمن أن يكون إعلامنا وطنيا مستقلا، علينا أن نضمن ان يكون مهنيا محترفا، لأن الإعلام ليس مجرد وظيفة يؤديها كل من هب، لكنها مهنة لها شروطها.
ثم لابد من الانتباه والحذر من العدو، بأن لا نأمن جانبه، فقد اثبت العدو الاسرائيلي انه لايؤمن جانبه، وانه لايحترم عهدا ولاميثاقا، ولذلك يجب أن لا نعطيه الفرصة ليضغط علينا بشيء، فقد رأيناه كيف منع الماء والغذاء والدواء والوقود عن أهلنا في غزة لتركيعهم، خاب فئله.وهاهو يهددنا تارة بالتعطيش وأخرى بالتهجير وثالثة بالحرب العسكرية. مما يفرض علينا أن نكون في غاية الحذر، وفي أعلى درجات الجهوزية.
كما قدمت معركة طوفان الأقصى برهانا جديدا شديد الوضوح، يؤكد ان اعتى الجيوش وأكثرها عدة وعتاد لا تستطيع الصمود أمام المقاومة الشعبية مهما قل عتادها، رأينا ذلك في الجزائر وفيتنام وأفغانستان والعراق، حيث انهزمت جيوش أميركا والاتحاد السوفيتي السابق وبريطانيا وفرنسا، أمام المقاومة الشعبية، وهاهي غزة تقدم الدليل الدامغ على هذه الحقيقة، مما يؤكد ضرورة عودة الجيش الشعبي الأردني.ليكون رديفا لقواتنا المسلحة واجهزتنا الأمنية، واحد مكونات قوة الأردن المنيع المتماسك.
ولأن أحداً لا يخوض حربك، وحتى لا يجوعك أحد، فعلينا أن نهتم ببناء امننا الغذائي، من خلال الاهتمام بالزراعة، واحداث ثورة زراعية في بلدنا، وكذلك الحال في مجال المياه، وكذلك الدواء ومن حسن الحظ أن لدينا صناعية دوائية يعتد بها، علينا أن نرعاها وندعمها، لنجدها عند الشدة، التي قد نخوض بها حربنا لوحدنا.

' الرأي '

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012