أضف إلى المفضلة
الأحد , 28 نيسان/أبريل 2024
الأحد , 28 نيسان/أبريل 2024


المخاطر المحدقة بالأردن

بقلم : د . بسام العموش
14-02-2024 07:04 AM

الوطنية ليست مجرد علم واحتفال ولا خطاب هنا أو هناك بل هي وعي وإدراك وتخطيط وعمل . وعي بالمخاطر المحيطة بالوطن وإدارك تام لمهددي الوطن ومن ثم التخطيط لإحباط مخططاتهم بالعمل الجاد بعيدا' عن الصراخ والعواطف.

الأردن اليوم في جزيرة تحيط به المخاطر من كل مكان ومن الممكن أن تتداعى عليه جهات عدة .

فالخطر الصهيوني يرى أن حل مشكلاته يجب أن يكون على حساب الأردن ولطالما ردد صهاينة منهم نتن أن الأردن هو ' إسرائيل الشرقية ' وربما هذا الأمر يستهوي بعض الطامحين للسلطة كما حصل عام ١٩٧٠ حيث تحولت البنادق إلى عمان والتي صارت في نظر المناضلين ' هانوي العرب ' على حد تعبيرهم . وأولئك الذين كانوا قبل خمسين سنة يوجد بيننا من هو على استعداد ليكرر المحاولة باتفاق مع الصهاينة ومن وراء الصهاينة .

ولعل الأزمة في سوريا و التي مضى عليها بضعة عشر عاما' يجد البعض الفرصة في تصدير الأزمة ليخفف الحمل وليس ذلك ببعيد مع وجود قوات احتلال متعددة على الأرض السورية وبخاصة أن الحدود بين الأردن وسوريا لم تهدأ من سنوات عدة تحت اسم التهريب والحقيقة أنه تهريب سياسي تقوده ايران التوسعية والتي لم تكتف باحتلال أربع عواصم عربية كما قال محمد صادق الحسيني المقرب من الحرس الثوري الإيراني . ولم تمل إيران ولم تكل من محاولات دخول الأردن مرة لإنشاء تنظيم مسلح بترتيب من سفير ايراني أسبق غادر بعد أن تم ابلاغ إيران ' أنه غير مرغوب فيه ' ، ومرة باسم السياحة الدينية ، ومرة باسم مياه الديسي ورابعة باسم المعارض التجارية وخامسة بشراء بعض الذمم بالملايين !!.

ولم تكتف إيران بالمحاولة من الأرض السورية فها هي تستخدم الأرض العراقية وحاولت الدخول باسم الرغبة في نجدة عزة الجريحة حيث مكن الأمريكان عبر بريمر ودستوره من غرس خنجر الطائفية الذي جعل السلطة في العراق بيد رئيس الوزراء وهو مقعد محجوز للطائفة .

وما يعنينا ليس الشأن المحلي العراقي فهذا شأنهم لكن انعكاسه علينا هو المهم . وان التغييرات الجذرية التي تشهدها المنطقة وتسارع التغير الثقافي والخلافات التي تكون احيانا' تحت الطاولة قد تعصف بنا وبخاصة أن السياسة تقوم على المصلحة وليس على الاخوة العربية والنخوة والشهامة فهذه مصطلحات نجدها في بيوت الشعر وعند كرام الأفراد أما الدول فلا تتعامل بهذا المنطق وكلنا يتذكر كيف تخلى الغرب عن حلفاء الأمس لأنه وجد مصلحته مع جهة أخرى.

ولعل الخطر الداخلي لا يقل عن الخارجي وعنوانه الفساد وبخصوص المال العام وغياب التخطيط وإسناد الأمر لغير أهله والشللية والفساد الانتخابي وانتشار الفقر والبطالة وبروز ظاهرة النفاق وغياب كلمة الحق بل عدم الرغبة في الاستماع إليها مجرد استماع!! .

بلدنا في خطر وعلينا أن نعترف بذلك ثم نبحث عن خطة التحصين والتحسين لمواجهة تلك المخاطر وبخاصة أن الدلائل تشير إلى عودة ترمب الذي سيكون إلى جانب الصهاينة مائة بالمائة . يجب أن تكون لدينا حكومة قوية وليس حكومة موظفين ، ويجب أن يكون لدينا برلمان منتخب انتخابا' حقيقيا' لأن الأردني كل أردني في نهاية المطاف هو مع بلده وأمنه واستقراره والمحافظة عليه .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012