أضف إلى المفضلة
الأحد , 28 نيسان/أبريل 2024
الأحد , 28 نيسان/أبريل 2024


اليوم العالمي للسياحة القادرة على الصمود

بقلم : كريستين حنا نصر
17-02-2024 05:30 PM

تشكل السياحة بأنواعها مصدراً اساسياً في الدخل القومي للدول، مما دفع المنظمات الدولية تخصيص برامج وأيام دولية لتسليط الاهتمام والرعاية على هذا القطاع الاقتصادي الحيوي، فأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم(77/269)، الصادر عام 2023م، المتضمن تسمية يوم 17 شباط/فبراير من كل عام (اليوم العالمي للسياحة القادرة على الصمود)، بهدف تشجيع السياحة القادرة على التعامل مع الازمات والتحديات بمختلف أنواعها العالمية .
ومن المعلوم أن السياحة الدولية ومستوى صمودها يتأثر عادة بالعديد من المعيقات العامة، منها ما هو عالمي وآخر يتصل بالدولة نفسها، فعلى الصعيد العالمي هناك المعيقات التي تفرزها الاوبئة والصراعات والازمات الاقتصادية والحروب العالمية والتي بدت أثارها أكثر وضوحاً وحدة منذ العقد الفائت وحتى يومنا هذا، أما على صعيد الدول نفسها، فقبل الحديث عن المعيقات ذات الصلة بالسياحة، فإنه تجدر الاشارة إلى أن بعض الدول تفتقر من حيث المبدأ لوجود خطة سياحية استراتيجية قادرة على ادارة القطاع السياحي الوطني قبل تعرضها للازمات والمعيقات، وبالتالي فإن هناك معاناة اضافية تزداد عند مواجهتها لاي ازمة طارئة.
وبخصوص طبيعة واشكال المعيقات الداخلية للدول، فهناك ما يرتبط بضعف التنسيق المؤسسي بين الجهات المختصة في الادارة السياحية، بما في ذلك الشراكة الحقيقية مع الوحدات الادارية المحلية مثل البلديات والتي أصبحت معيقاً أساسياً للسياحة، وذلك بسبب أهمالها في المحافظة على رعاية وإدارة وتنظيم شؤون المدينة السياحية، فمن الواجبات المفترضة عليها كوحدة ادارية هو الحرص على نظافة المواقع السياحية والمشاركة بصيانتها وانشاء الشوارع والأرصفة والخدمات السياحية العامة مثل الحدائق والمرافق العامة الضرورية لضمان التنمية المستدامة، اضافة إلى ذلك هناك مشكلة لاتقل أهمية تتصل بضعف شبكة النقل العام السياحي في الدول، والتي يجب أن تكون شبكة متنوعة ومتقدمة وذكية تتوفر فيها خدمة الحجز الالكتروني عن بُعد، باعتبار هذه الميزة تمكن السائح من تخطيط مسبق لرحلته في الدول التي سيقصدها، فضلاً على أن النقل السياحي (الباصات والقطارات والطيران) مهم لربط المدن والمواقع السياحية مع العاصمة من جهة ومع المطارات والموانىء من جهة أخرى، لتسهيل حركة تنقل السائح على الخارطة السياحية للدولة وربط حركته أيضاً بالدول السياحية الأخرى، ومن المعيقات أيضاً الهامة ما يمكن تسميته بالفاتورة السياحية، والتي يمكن وصفها في بعض الدول بالباهظة، الأمر الذي يدفع السائح إلى خيارات أخرى في بلدان منافسة، تكون تكلفتها أقل من حيث أجور الاقامة وتذاكر السفر وأسعار الخدمات العامة مثل المطاعم والمقاهي.
وفيما يخص القطاع السياحي الأردني، فهناك العديد من المميزات التي جعلت الأردن قبلة سياحية تتمثل بالموقع الاستراتيجي والتنوع المناخي والحضاري، حيث عاشت على أرضنا الأردنية الكثير من الحضارات الانسانية التي جعلت الأردن متحفا ثريا بالاثار، كما نجحت الدولة الاردنية وانطلاقا من التوجيهات الملكية السامية من تسجيل العديد من المواقع الاثرية والمدن الاردنية في قائمة التراث العالمي، الأمر الذي يزيد من أهمية مراجعة واقعنا السياحي وتعزيز البرامج والاستراتيجيات السياحية الوطنية، خاصة أن المناخ السياسي العالمي المشتعل في المنطقة جعل الأردن من المناطق المعدودة التي يتوفر فيها الأمن الجاذب للسياحة والذي ينبغي استثماره بشكل أكبر.
إن مناسبة اليوم الدولي للسياحة القادرة على الصمود، يحمل الكثير من الرسائل لجميع المعنيين بالسياحة على مستوى الحكومات وعلى مستوى المجتمع المحلي الذي ينبغي ان يكون جزءا من دعم السياحة والمشاركة فيها وليس اعاقتها، تتمثل بأهمية اتباع الكفاءة الادارية السياحية المتضمنة أسلوب التنسيق التكاملي بين مؤسسات الدولة ذات الصلة بالسياحة، كذلك التركيز على الترويج السياحي باستخدام التكنولوجيا العصرية بما فيها مواقع التواصل الاجتماعي للوصول إلى السائح والمهتم بالاطلاع على حضارتنا في مختلف ارجاء العالم.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012