أضف إلى المفضلة
الأحد , 28 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
مندوبا عن الملك الخصاونة يشارك في افتتاح المنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض الحاج توفيق نقيبا لتجار المواد الغذائية لدورة جديدة موجودات صندوق استثمار أموال الضمان تتجاوز الـ 15 مليار دينار استقرار اسعار الذهب بالسوق المحلي ولي العهد يهنئ الاميرة رجوة: كل عام ورفيقة العمر بألف خير الصبيحي: وفاة كل 1.8 يوم وإصابة عمل كل 30 دقيقة في الأردن مدعوون لحضور الامتحان التنافسي بوزارة الصحة - أسماء بدء الامتحان العملي لطلبة الشامل الاثنين بالبلقاء أجواء غير مستقرة في اغلب المناطق اليوم وتوقعات بهطول امطار متفرقة في مختلف المناطق وفيات الأحد 28-4-2024 بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة) لازاريني: المساعي لحل "الأونروا" لها دوافع سياسية وهي تقوض قيام دولة فلسطين منزلق طوارئ يسقط من طائرة "بوينغ" خلال تحليقها أمطار رعدية عشوائية الاحد .. وتحذير من السيول الأردن يدين هجوما إرهابيا استهدف حقلا للغاز في كردستان العراق
بحث
الأحد , 28 نيسان/أبريل 2024


انبعاث الهُوية الوطنية يرفع همّة الأردنيين

بقلم : حسين الرواشدة
19-02-2024 06:50 AM

‏لأول مرة، ربما، منذ اكثر من 50 عاما، يستدعي الأردنيون تاريخهم، ويحتشدون خلف بناة بلدهم ودماء شهدائهم، وينحازون إلى منطق الدولة /دولتهم، هذا الانبعاث للشخصية الوطنية والهوية الأردنية، ليس مفاجئا، الأردنيون يعتزون بهويتهم على الدوام، لكنهم يستدعونها، في هذا الوقت بالذات، لبناء ما يلزم من « مناعة» ضد محاولات استهدافهم، والرد على ما يصدر من اتهامات تتعمد تجريحهم، والتأكيد على انجازاتهم، وانفتاحهم على أمتهم، وعلى الإنسانية وقضاياها العادلة، وعلى مستقبلهم المرتبط بتعلقهم في أرضهم، والدفاع عن وجودهم.
‏يدرك الأردنيون، تماما، أن كل الدعوات والمحاولات التي انطلقت لطمس هويتهم أو تذويبها، أو تحويلها إلى بازارات جامعة، قد فشلت وتحطمت بفعل صلابة إرادتهم، والعمق التاريخي والإنساني الذي تستند إليه هويتهم، يدركون، أيضا، أن الفزّاعات التي انتصبت لتخويفهم من الاعتزاز بثقافتهم وروابطهم الاجتماعية ورموزهم قد سقطت وتكسرت، فلا معنى للمواطنة بلا روح وطنية حقة، ولا قيمة لحسابات اقتسام المصالح وتبادل المظلوميات لانتزاع الغنائم، إذا لم يكن الأردن الوطن حاضرا في الوجدان، ومقيما في الذاكرة، ومصدرا للتضحية والاعتزاز، وإذا لم تكن «القضية الأردنية « المركز الذي تدور في فلكه كل القضايا الأخرى.
‏يعرف الأردنيون كيف تشكلت هويتهم منذ آلاف السنين وحتى تأسيس الدولة قبل 100 عام، يعرفون، أيضا، «المداميك» التي قامت عليها هذه الهوية وما تزال تحميها ؛ ابتداء من العشائر التي تقاسمت العمل مع الدولة، إلى الجيش العربي الذي منح الوجود الأردني القوة والمنعة وكرامة المعركة والمشروع، ثم المؤسسات والإدارات العامة التي بنت وطورت المرافق والخدمات، من هنا مرت عملية بناء الإنسان والمجتمع الأردني الذي ارتبط بفضاء العروبة وثقافة الإسلام واحترام الأديان، ومن هنا هضمت الهوية الأردنية الهويات المتنوعة التي دخلت إليها واستوعبتها، ومن هنا تمكنت هذه الهوية المتصالحة مع ذاتها ومع الآخرين من الصمود، ومقاومة محاولات العبث والتفتيت.
‏بوسع الأردنيين، اليوم، أن يتحرروا من كل القيود التي منعتهم من إشهار هويتهم الأردنية بدون استدراكات أو إضافات أو اعتذارات، بوسعهم أن يقولوا -كما كل الشعوب المتحضرة- : نحن اردنيون، لا نتعصب ولا نكرة أحدا، ولا نسجن أنفسنا داخل أسوار الجغرافيا والتاريخ، لكننا نعتز بالأردن، شعبا وقيادة، وتسمو كرامتنا بالانتماء إليه والدفاع عنه، نرفض كل من يستقوي عليه تحت أي حساب، أو من يحرض وينتهز الفرص للمساس به تحت أي ذريعة، فالأردني لا يخون وطنه أو يساوم عليه، والأردني « النشمي» الأصيل لا يقايض على مصالح بلده وقضاياه بأي ثمن، ولا يبحث في «بازارات» السفارات عن جواز أو جنسية، من هنا أو هناك، ليصبح « خواجا» وطنيا، أو عابرا في أسواق المطارات.
‏ حان الوقت لكي يخرج الأردنيون من الحصار الذي فُرض عليهم باسم التاريخ والجغرافيا، أو باسم الأجندات الجاهزة والمغشوشة، ولكي يشهروا على الملأ انبعاث هويتهم المتجددة، لا الجديدة، وانطلاق مشروعهم الأردني الخاص بهم، واجتماع شملهم الوطني على قيم الدولة التي أسّسوها وبنوها، حان الوقت لكي يصرخوا من أعماقهم : نحن الأردنيين نحب أمتنا، ونحتشد بكل قوانا خلف قضاياها، وندافع عن إنسانيتنا، وننحاز لصوت كل ضمير حي في هذا العالم، لكننا نحب بلدنا أكثر، ونلتصق بتراب أرضه أكثر وأكثر.

الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012