أضف إلى المفضلة
الخميس , 02 أيار/مايو 2024
الخميس , 02 أيار/مايو 2024


مساعدات أمريكية لسكان غزة؟!

بقلم : ابراهيم عبدالمجيد القيسي
04-03-2024 07:28 AM

وجه حكومة أمريكا شائه؛ مفضوح، ولا يمكن أن يتراجع الشعب الأمريكي نفسه عن هذه القناعة، فكيف يتراجع العرب، لا سيما أهل غزة الذين يتعرضون لإبادة متوحشة، بقرار أمريكي، عرفه الشعب الأمريكي قبلنا، ورفضه جملة وتفصيلا، وما زال يطارد كل السياسيين الأمريكيين، بأنهم مجرمو حرب، وقادة حرب إبادة، وترجموه مليون مرة إلى أفعال، بالاحتجاجات العارمة، وبالتضييق على أي سياسي عامل في الحكومة والكونغرس، حتى السياسيين الأمريكيين الذين هم خارج حدود المسؤولية والمواقع الرسمية، يتم اتهامهم من قبل الأمريكيين كل ثانية بأنهم مهندسو حرب الإبادة..
كم «فيتو» أمريكي صدر منذ اعلان أمريكا شن حرب الإبادة على قطاع غزة المنكوب قبل هذه الحرب؟ .. كم من تصريح سياسي استفزازي أطلقه الرئيس الأمريكي بايدن، ووزير خارجيته، وسائر المتحدثين الرسميين، وممثلي «الأيباك» في الحكومة الأمريكية وفي الكونغرس؟! .. كم من قرار ومساع دولية لوقف الإبادة، بل لمجرد تقديم مساعدات طبية وتموينية للناس، تم تعطيلها من قبل الحكومة الأمريكية؟ .. لماذا قام طيار أمريكي بحرق نفسه على الهواء مباشرة، هاتفا باسم فلسطين وتحريرها، ومعلنا عدم مشاركته كجندي أمريكي في حرب الإبادة ضد أهل فلسطين وسكان غزة؟ .. وألف سؤال غيرها، كلها تؤكد بأن هذه الحرب أمريكية، مدعومة من أوروبا، وهي تشكل جريمة التاريخ البشري كله، ولا مجال لا لمتذاكٍ ولا لعميل حقير، أن يجمل وجه أمريكا في عيون العرب وأحرار العالم بعد هذه الجريمة.
المواقف الأمريكية الإجرامية الكثيرة، المرصودة حول العالم الذي يتابع هذه الحرب على الأبرياء والعزل المحتجزين في سجن كبير، واضحة، كاشفة لكل النوايا والمعتقدات والمخططات، ولا يمكن تغطيتها «بغربال التزييف والتضليل»، ومهما حاولنا «كعرب ضحايا في هذه الحرب «، وأهداف محتملة على قائمة أهداف المجرمين الذين يمضون إلى مراحل جديدة، في مخططهم «لمحو» العرب من خريطة اسرائيل الكبرى، فلن نتمكن من تغيير الحقيقة التي أصبح كل العالم يعرفها اليوم، الحقيقة الصادمة لكل الديمقراطيات والعدالات والحريات التي يعرفها مواطنو العالم العاديين، من غير العرب الذين يحاولون عبثا ونفاقا الهروب من مواجهة هذه الحقيقة؟
لن تفلح في تجميل هذا الوجه البشع، عملية الإنزال التي قام بها الجيش الأمريكي، لركوب موجة الإنسانية التي لا مهرب اليوم ولا غدا من عواقبها، فكل البشاعة والإجرام والتوحش تجسدت من خلال هذه الحرب الشعواء ضد الأبرياء، أصحاب الأوطان المحتلة، الذين لن يتوقفوا عن محاولات استعادة كل حقوقهم، والانتقام من المجرمين مهما طال الزمن، فلن ينطلي هذا الدهاء والتمثيل الرخيص على أحد، فليست المسألة مجرد فتات من طعام وشراب لشعب يتم قتله بكل فنون الإجرام البشعة، فغزة ليست منطقة كوارث طبيعية، حتى يتعذر «على أمريكا العظمى» مساعدتها، إلا عن طريق «طرود مساعدات» تبعث على الاستهزاء والازدراء لمستوى التوحش والتطرف الذي بلغته حكومة أمريكا..
عمليات إنزال المساعدات «أردنية»، و»ما حدا بعملها غير الأردنيين»، وهذه حقيقة أصبحت تاريخية، مهما حاول الآخرون ركوب موجتها، ولم يفعلها الأردن ويعتبرها أنها «الحل السحري لمشاكل ومعاناة الأحياء والأموات في غزة»، بل لأن أمريكا تغلق كل طرق الحل حتى المساعدات الإنسانية المكفولة بكل القوانين والحقوق، واستخدمت الأردن دورها الذي يعرفه الفلسطينيون أكثر حتى من بعض الأردنيين، ويؤمن بأنه «خير أردني» يقوم بتقديمه، وربما لا يعلم ما هي كلفته السياسية على الأردن، في ظل هذه المؤامرة الكبرى على شعب عربي تم احتلال وطنه، وتجري اليوم إبادته، وصولا لتهجيره، وجاءت أمريكا وغيرها، لتقوم بالعمل نفسه وبمشاركة الجيش العربي، الأردني، ربما ليس لنيل الرضا بقدر ما هو تشويه للموقف الأردني المتفرد.. الحديث واضح، والفعل الماكر، والجريمة، فهذا موقف أمريكي «مدان»، وفيه نفاق كبير ومحاولة لتقزيم الحقائق، وتشويه «العمل الممكن الذي استطاع الأردن فعله»، والذي يقول عنه جلالة الملك بأنه لا يكفي، ويعمل ليل نهار على الهدف الرئيسي، وهو وقف هذه الجريمة النكراء، إنقاذ الشعب الفلسطيني، ومنحه كامل حقوقه في دولته المستقلة.

الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012