أضف إلى المفضلة
الخميس , 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
شريط الاخبار
الداخلية العراقية: المنتخب الأردني وصل إلى بلده الثاني المومني: المسؤول السابق الذي يتقاعس بالدفاع عن بلده ليس رجل دولة انخفاض أسعار الذهب في السوق المحلي نصف دينار المنافذ الحدودية: أكثر من ألف مشجع أردني يدخلون العراق مدرب النشامى: جئنا الى البصرة ونعرف ماذا ينتظرنا بالملعب مقتل 7 جنود إسرائيليين بانهيار مبنى في جنوب لبنان ولي العهد يرعى تخريج ضباط الكلية العسكرية الملكية - صور بدء صرف مليون دينار مستحقات لطلبة المنح والقروض في الجامعات الملك: جذب الاستثمارات الأجنبية أولوية للاقتصاد الأردني الجامعة الهاشمية تسجل براءة اختراع تساهم بعلاج مرضى السرطان - صور 12 إصابة بتدهور حافلة صغيرة على الطريق الصحراوي جمعية البنوك تطلق مبادرة تمويلية بـ200 مليون دينار لشراء الشقق بفائدة 4.99% التعليم العالي: لا تمديد لتقديم طلبات البعثات والمنح والقروض "البوتاس العربية" تبحث سبل تعزيز التعاون المشترك مع جمهورية رواندا حريق مخيطة في الصويفية
بحث
الخميس , 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


ليال ووقفة الرابية الاحتجاجية

بقلم : د. علي خلف حجاحجة
13-04-2024 05:14 AM

برفقة عدد من الزملاء أمضينا ليال مع المتظاهرين في الرابية كنا نحضر بعد التراويح إلى أن ينفض المتظاهرون عند منتصف الليل، ولأن الواجب يقضي أن أنقل ما رأيت إجلاء للحق وإبراء للذمة أمام الله قبل البشر، ووقوفا على أدق التفاصيل، فقد تجولنا بين المتظاهرين وبين رجال الأمن، نرى من غير نقل ونتابع من غير تجميل لصورة هي جميلة حقا، إذ كنا أمام تنظيم رائع أطرافه رجال أمن على مستوى عال من التهذيب والتدريب والمهنية والرقي الأخلاقي والإنسانية المطلقة، ومتظاهرون يعبرون تجاه فلسطين الحبيبة وغزة المكلومة بهتافات تعكس مشاعرهم نحو اخوتهم الذين يتعرضون لحرب إبادة غير مسبوقة، وتعذيب وغطرسة لم يشهد لها التاريخ مثيلا.

ومن هنا أجد لا بد من الوقوف مليا عند الحقائق التالية:

-أولا: رجال الأمن العام والأجهزة الأمنية:

يحق لي كمواطن أردني أن أفخر بأجهزتنا الأمنية المتمتعة بدرجة عالية من التنظيم والتدريب والاحترافية وحس عال بالمسؤولية، رجال الأمن والأجهزة الأمنية يحيطون بالمتظاهرين يؤمنون لهم الحماية وممارسة حقهم الذي كفله لهم الدستور، بعيدا عن أي شكل من أشكال الاستفزاز والاحتكاك السلبي، بل على العكس كانوا يمتصون أي تصرف من شأنه إثارة فتنة أو افتعال خلاف، ولقد رأيت أكثر من موقف غير مبرر قام به بعض المتظاهرين يحمل بين طياته إثارة الفتنة وافتعال الخلاف بين رجال الأمن والأجهزة الأمنية وبين المتظاهرين ليتم تضخيمه وتناقله ليخرج الموضوع عن مساره، ولكن كان في كل مرة يتصرف رجال الأمن وبأعلى الرتب بدرجة عالية من الهدوء والروية وضبط النفس والاحتواء.

-ثانيا: المتظاهرون، قسم كبير منهم يهتف بحرقة وغيرة وألم على ما يحدث لأخوتنا في فلسطين وفي غزة على وجه الخصوص، وهذا تعبير مبرر وهادف، إذ يوصل ومن خلال وسائل الإعلام المختلفة للعالم أجمع بهيئاته ومنظماته ومؤسساته حجم الكارثة والإبادة الجماعية واستهداف الأطفال والنساء والمراكز الطبية والمشافي والمنازل والمرافق العامة والخاصة واستهداف وقنص العزل من النساء والرجال والشيوخ، واستهداف كافة المرافق الحياتية، وهو استهداف غير مسبوق وجرأة على كافة الأعراف والمواثيق الدولية، وتضامنا وتعاطفا مع ما يتعرض له اخوتنا بالدين والدم والجوار.

وقسم آخر من المتظاهرين وهم قلة مستفزون يدسون السم بالدسم يحاولون حرف البوصلة عن هدفها، فتجدهم يحاولون الخروج عن مألوف العبارات المعتادة، إلى عبارات اتهامية للبلد وقيادته وأجهزته ومؤسساته، يغمزون من طرف خفي لإثارة الفتن والتقليل من شأن البلد وقيادته وأجهزته، مع ما يقدمه من جهود منظورة وغير منظورة.

-ثالثا: كان الله في عون سكان تلك المنطقة والبيوت المجاورة، إذ الهتافات عند ابوابهم وشبابيكهم حتى منتصف الليل، والتجمع عند مداخل بيوتهم، والتجرؤ على خصوصياتهم، بل ويتعدى الأمر ذلك إلى قضاء البعض لحوائجهم في حدائق المجاورين، وعلمت أن البعض ترك بيته وأقام عند اقارب له خارج المنطقة، والبعض باع شقته، وأن الكثيرين لديهم طلبة وامتحانات ومحاضرات، ومرضى، ولك أن تتخيل كيف لأصحاب البيوت المجاورة أن يستضيفوا ضيوفهم، وكيف لهم أن يمارسوا حياتهم الطبيعية وسط الإغلاقات للطرق المؤدية إلى تلك المنطقة، والأصوات التي تستمر حتى منتصف الليل وعلى مدى أشهر.

-رابعا: الاحتجاجات رسالة قوية للعالم الخارجي ولوسائل الإعلام العالمية بالرفض المطلق لغطرسة المحتل وجبروته وإسماع الصوت لأحرار العالم، لكن أعتقد أن الرسالة تصل برمزيتها وبمضمونها، ولا تعني بحال الخصومة أو المواجهة أو التطاول على رجال الأمن الذين نراهن على حسن تعاملهم وحصافة قيادتهم وعمق حكمتهم.

سائلين الله تعالى لأخوتنا في فلسطين النصر المبين، ولعدوهم الهزيمة والخذلان عاجلا غير آجل.

حمى الله الأردن بقيادته وشعبه وأجهزته الأمنية.

والحمد لله رب العالمين

*عضو مجلس أمناء المركز الوطني لحقوق الإنسان


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012