أضف إلى المفضلة
الخميس , 02 أيار/مايو 2024
الخميس , 02 أيار/مايو 2024


الرئيس واللغة السياسية

بقلم : د. رحيّل غرايبة
17-07-2012 11:20 PM
لغة رئيس الوزراء في الحديث مع الشعب الأردني لغةٌ غير سياسية، أو أنّها لغة تنتسب إلى مراحل سابقة ولا تنتمي إلى عصور الديمقراطية، ولا إلى مرحلة إرهاصات الديمقراطية التي صنعها الربيع العربي.
فعندما يصرّح الرئيس بأنّه لا ينظر إلى الجماهير عندما يتخذ قراراته السياسية المهمّة بمعنى أنّه غير حريص على الشعبية، وتحصيل رضا المواطنين خاصة في ما يتعلق برفع أسعار الوقود، فهذا تصريح قضائي يصدر عن رئيس محكمة وليس تصريحا سياسيا.
وقد تكرر الأمر عندما صرّح بخصوص قانون الانتخاب قائلاً: نحن لا نبحث عن رضا طرف سياسي، أو قوة سياسية معينة، ولا نهدف إلى إبعاد قوة سياسية، فهذا أيضاً تصريح يخلو من اللغة السياسية، وهو أشبه بحكم قضائي يتمّ إصداره بحزم رضي من رضي وغضب من غضب، فعلى العكس تماماً في الدول الديمقراطية فالسياسيون يبحثون عن رضا الجماهير أو الشعوب، وبذل أقصى الجهد في تحصيل موافقة الأغلبية الساحقة إن لم يستطع تحقيق موافقة جميع الأفراد والمكونات الاجتماعية والقوى السياسية.
ينبغي أن نعلم أنّ هذه اللغة تنتمي إلى ثقافة الإقطاع السياسي، بحيث إنّ الزعيم لا يستمد شرعيته من الجماهير، ولم يأت للزعامة عن طريق الانتخابات وصناديق الاقتراع، ولذلك لا يشعر بالحاجة إلى رضاهم، وإنّما عليهم أن ينصاعوا للقرارات الصادرة عنه بغض النظر عن كونها تحقق مصلحتهم أو لا تحقق، فهذا ليس من شأنهم، وعليهم أن لا يتعبوا أنفسهم بمجرد التفكير في هذه المسائل؛ لأنّ هناك من يفكر بالنيابة عنهم.
إنّ ثورة العرب الحديثة تضع أسس ثقافة جديدة، تهيمن على السياسة والاقتصاد والاجتماع، وسوف يكون لها أثر كبير و عميق وواسع في تشكيل رؤى الأجيال القادمة في التعامل مع مختلف المسائل المتعلقة بالسلطة وطرق إدارة الدولة، أهمّها على الإطلاق التفعيل الواقعي للقاعدة الدستورية البديهية التي لا يختلف عليها اثنان وهي 'الشعب مصدر السلطات'، ومن أهمّ تطبيقات هذه القاعدة أنّ الدستور يجب أن يكون صناعة جماهيرية خالصة، وأنّ مبادئ الدستور ومضامينه ومواده يجب أن تحظى بتوافق جماهيري ساحق، يشكل كلّ أطياف المجتمع ومكوناته وقواه السياسية بما في ذلك الأقليات، وهذا ينطبق على بعض التشريعات المهمّة التي تتعلق بصياغة المستقبل لعامة مواطني الدولة مثل قانون الانتخاب.
ولذلك فإنّ أهمّ مؤشر على الإصلاح الحقيقي والفعلي هو البدء من هذا المفهوم، بحيث يكون الحرص على تفعيل المشاركة الشعبية الواسعة والممتدة التي تضمن تحقيق أكبر قدر من التوافق الجماهيري؛ حتى نضمن نجاح مسيرة الإصلاح.
والإصلاح يا دولة الرئيس صناعة جماهيرية، وإفراز مجتمعي، وليس منحة أو مكرمةً علوية .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
18-07-2012 12:47 AM

You make sense 100%.I watched his interview with Alarbia and he is not a political man . Unfortunately, this is what happen if you do not have free elections..Politics need politicians and no one else.

2) تعليق بواسطة :
18-07-2012 12:46 PM

الرجل لا يفقه في السياسة شيء ،لقد رضي ان يكون ...

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012