أضف إلى المفضلة
الخميس , 02 أيار/مايو 2024
الخميس , 02 أيار/مايو 2024


اعلان الطوارئ .. استثمار ام اضطرار؟!

بقلم : ماهر ابو طير
19-07-2012 12:39 AM
انفجر الوضع في دمشق،فوق الاوضاع الملتهبة اساساً، وتفجير المقر القومي،ومقتل مسؤولين سوريين،واصابة عدد منهم،يقول لك ان كل سورية دخلت المرحلة الاكثر دموية،في تاريخها.

الذي يعنيه هذا الاختراق للامن السوري،يقول ان هذه الحوادث قد تتكرر،ولن يكون غريباً،اقدام عسكريين سوريين على محاولة قتل الاسد،او اي واحد من بقية الرموز في النظام السوري،والمؤكد هنا ان النظام سوف يتورط في ردود فعل دموية ووحشية خلال الفترة المقبلة،في ظل هذه الانهيارات،وفي ظل تداعي اركان النظام وانشقاق رموز عسكرية وامنية.

العواصم التي تمول الجيش الحربالاسلحة والمال،ستزيد من ضغطها هذه الايام،ايضا،فهذه هي الفرصة الاكبر للاطاحة بنظام الاسد،وهكذا سوف تشتد الهجمات،من هذا الجانب ايضاً،والمؤكد اننا امام رمضان دموي في كل سورية.

اردنياً،وكما اشرت البارحة في المقال الذي جاء تحت عنوان» فاتورة السيناريوهات السورية على الاردن» فأن الاردن لن يبقى قادرا على التعامل مع الملف السوري من زاوية انسانية فقط،وسيجد نفسه امام وضع امني وعسكري وسياسي شائك بكل التفاصيل.

من موجات الهجرة المقبلة والمقدرة بمئات الاف السوريين والعراقيين والفلسطينيين،الى اغلاق الحدود السورية الاردنية،بما يوقف سبعين بالمائة من التجارة الاردنية،وصولا الى الانفجار الاقليمي نحو كل دول الجوار.

المعسكر السوري الايراني لديه مخارج نجاة يحاول استعمالها،فايران تحاول تخفيف الضغط عبر اثارة القلاقل في البحرين،وتحريك مناطق شرق السعودية الشيعية والنفطية،بامتداد يأخذنا الى العراق ولبنان وحزب الله،وبقية دول الخليج.

فيما البوابة السورية مفتوحة باتجاه تركيا القوية التي يصعب التفجير تجاهها،ثم لبنان والاردن،والمؤكد هنا ان كل التحليلات تقول ان لا نجاة «مؤقتة» لنظام الاسد الا عبر عامل اقليمي،بحيث تتم بعثرة كل الاوراق،وزج كل المنطقة في دوامة كبيرة.

هذا يعني ان الاطفاء المحلي للوضع الداخلي السوري،بات مستحيلا،وطوق النجاة بات اقليمياً،بحيث تدفع كل المنطقة الثمن،اذا تمكن المعسكر الايراني السوري من ذلك،واذا افترضنا ان قدراته الجبارة ستنجح في هكذا اتجاه،خصوصا،انه لم ينجح من جهة اخرى في حماية مسؤوليه،او قمع الثورة،فكيف سيكون قادراً على تصدير ازمته،وهو وجه اخر،من اوجه تحليل الوضع في سورية؟!.

على الصعيد الاردني، يرى محللون انه لا يمكن مواجهة التداعيات المقبلة،عبر الادارة الحذرة فقط،وقد يكون اعلان حالة الطوارئ واردا لاعتبارات كثيرة،خصوصا،اذا نجح هذا المعسكر في تصدير محنته،ورئيس وزراء اردني سابق يتصف بالذكاء قال البارحة وبكل بساطة ان نظام الاسد ليس بحاجة الى ان ُيصّدر ازمته الى دول الجوار،فطبيعة الازمة لوحدها مؤهلة للتصدير الى الاردن ودول اخرى.

الاردن يجد نفسه امام ملف اخطر من الحرب على العراق،لان العراقيين وصلوا الاردن بشكل طبيعي والاردن وحدوده الطويلة مع سورية،ستتأثر بموجات كبيرة جداً من الهجرات السورية والعراقية والفلسطينية،وهي موجات قد لا نتمكن من ضبطها.

يبقى الوضع الامني والعسكري حساساً جداً،ولا يحتمل الاردن في هذه الحالة المراهنة على الهدوء،وعدم اقتراب العاصفة السورية من عمان،ويصير السؤال المطروح:هل سيجد الاردن نفسه مضطرا لاعلان حالة الطوارئ،لاعتبارات كثيرة؟!.

حسبة حالة الطوارئ تخضع لاحد معيارين،الاول اعلانها بدافع استثمار الوضع الاقليمي لغايات داخلية اردنية،والثاني اعلانها لانها شر اضطراري لابد منه،والقصة قابلة للتأويل على الوجهين!.

يبقى السؤال:هل اعلان «حالة الطوارئ» امر لابد منه،ام يمكن تجاوزها لصالح ادارة حساسة جدا،لا تختلف في مضمونها عن معايير حالة الطوارئ بمعناها المتعارف عليه،والسؤال مفرود لمن يعرف الجواب؟!.

لننتظر المقبل من الايام.

(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
19-07-2012 01:27 AM

نؤيد اعلان حالة الطوارئ فورا وذلك لان النقابات والحراكات وخاصة جبهة العمل الاسلامي ستستثمر الانفلات الامني على الحدود مع سورية لخلق الفوضى وحالة من عدم الاستقرار من اجل تقويض نظام الحكم في الاردن
ويجب اللا ننسى بان من سيتسلمون زمام الامور في سوريا هم الاخوان المسلمون والهدف معروف ( عزل حزب الله المقاوم ) واطباق فكي الكماشة على هذا الحزب المقاوم جنوبا اسرائيل وشرقا وشمالا الاخوان المسلمين وذلك من اجل حماية اسرائيل
فقد عملت اميركا بمساعدة حلفائها في المنطقة (دول الخليج )ومنذ سنوات اي منذ اندحار الاسرائيليين في حرب عام 2008 امام الحزب المقاوم حزب الله
فنجحت هذه الدول مجتمعة على فصل المقاومة الاسلامية الى سنة وشيعة وقد ساعدها على ذلك الاخوان المسلمون في مصر وسوريا والاردن وقد قبض هؤلاء (الاخوان المسلمين) الثمن في مصر وتونس وليبيا والدور على سوريا وذلك باستلامهم للحكم في هذه الدول
فالحذر الحذر من اخوان الاردن

2) تعليق بواسطة :
19-07-2012 04:13 PM

*- نعم ؟؟!! متى اعلان حالة الطوارئ؟؟!! وهل نحن بغير حالة الطوارئ ؟؟!! ما هي ظواهر حالة الطوارئ ؟؟!! يا رجل نحن في الطوارئ منذ زمن بعيد و خذ هذه الظواهر العملية :
1- اقرار القوانين المؤقتة حسب نص الدستور لا يقع الا في حالات الطوارئ !! نحن الآن نعيش في ظل 250 قانون مؤقت منذ 2002 !! و بتجاوز صارخ على الدستور الذي هو اصلا مشوه ! فهل هذه ليست الا طوارئ !
2- يتم قمع المظاهرات بدعوى الحفاظ على الامن (المقصود به امن النظام ) هذه من ظواهر قوانين العرفية و الطوارئ
3- يتم تعيين المتقاعدين و العسكريين القائمين في مناصب سياسية و ادارية حساسة في الدولة , وهذه ظاهرة من ظواهر العرفية و الطوارئ .
4-تم الغاء حرية التصويت عام 1994 و ابداله بقانون عرفي الى الان !! هذه طوارئ طبق الاصل .
*- انا لا اعرف ماذا تبقى من حالة الطوارئ لم ينفذ !!!!!!!!!!!!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012