مدد مجلس الأمن بإجماع أعضائه مهمة بعثة المراقبة الدولية - التي كان من المفترض أن تنتهي ليل الجمعة - لمدة شهر إضافي، وذلك بعد 24 ساعة على سقوط مشروع قرار حول سوريا تحت الفصل السابع بعدما لجأت بكين وموسكو إلى الفيتو، وتزامن ذلك مع نفي روسيا لفرار زوجة الرئيس السوري إلى أراضيها، أو إعلان سفيرها بفرنسا قبوله التنحي.

وجاءت الموافقة على تمديد مهمة بعثة المراقبة في جلسة سريعة بعد التوصل لحل وسطي بين الدول الكبرى، إذ كانت موسكو ترغب بتمديد البعثة لشهر ونصف، بينما كانت عواصم غربية عديدة قد ألمحت إلى أنها سترفض مواصلة البعثة عملها في الظروف الحالية.

وكانت موسكو وبكين قد لجأتا إلى الفيتو الخميس لإجهاض مشروع قرار يرمي إلى وضع خطة المبعوث العربي والدولي، كوفي عنان، لحل الأزمة في سوريا تحت الفصل السابع، وتحججتا بأن المشروع قد يمهد لتدخل عسكري، واعتمدتا خيار استخدام حق النقض للمرة الثالثة حيال قرارات تتعلق بسوريا.

وفي دمشق، قالت وزارة الإعلام السورية إن ما تناقلته الفضائيات بشان موافقة الرئيس بشار الأسد على التنحي 'أمر عار عن الصحة.'

ونقلت الوزارة أن ما تناقلته قنوات إعلامية عن حديث منسوب لمسؤول روسي حول الأسد على التنحي 'بطريقة حضارية' من خلال الموافقة على ما جاء في اجتماع جنيف الدولي هو أمر 'عار عن الصحة تماما،' في إشارة إلى تصريحات منسوبة لألكسندر أورلوف، السفير الروسي في باريس.

وقالت الوزارة إن المقابلة التي أجراها 'راديو فرانس انترناسيونال' في باريس مع أورلوف 'مسجلة وموجودة على مواقع الانترنت وقد جرى تحريفها والسفير الروسى لم يقل ما نسب إليه إطلاقا.'

غير أن وكالة نوفوستي الروسية الرسمية نقلت عن الخدمة الإعلامية بالسفارة الروسية في باريس الإقرار بصحة ما نُقل على لسان السفير، مع اعتبار أن وسائل الإعلام 'أولت' ذلك بشكل غير صحيح.

وقالت الوكالة، نقلاً عن الخدمة الإعلامية بالسفارة الروسية بفرنسا قولها: 'وسائل إعلام أولت بشكل غير صحيح تصريحات السفير الذي أشار إلى أن الرئيس الأسد وافق على عملية انتقال السلطة عندما وافق على تعيين مفاوض ينوب عنه في مباحثات عملية انتقال السلطة بحسب مؤتمر جنيف'.

وأضاف المكتب أن السفير في حديثه 'لم يستبعد أن تكون موافقة الأسد على تعيين مفاوض للتباحث حول عملية انتقال السلطة، 'مؤشرا على نية الأسد في التنحي، وفق شروط منظمة وحضارية وبعيدة عن العنف.'

كما نقلت وكالة نوفوستي أن السفير قال خلال المقابلة إن الأسد 'وافق ضمنيا على الرحيل، عندما وافق على قرارات مؤتمر جنيف الذي جاءت نتائجه داعمة لانتقال السلطة في البلاد.. سيكون من الصعب على الأسد البقاء في السلطة بعد كل ما جرى.'

وأضاف السفير: 'ليس لدينا (روسيا)علاقات خاصة مع نظام الأسد والرئيس السوري، إنها فقط مسألة مبدأ بالنسبة لنا، الأمر يفوق بكثير ما يحدث في سورية.. لقد قلنا على الدوام أن الحل السياسي هو الحل الوحيد لهذا الصراع'.

وفي سياق متصل، نفت الخارجية الروسية صحة معلومات ترددت حول فرار زوجة الرئيس السوري، أسماء الأسد، إلى موسكو، ووصفتها بأنها 'شائعات،' لا تستحق التعليق عليها.




(سي ان ان)