انحسرت الى حد بعيد المظاهر الشعبية في الشارع العام للحراك السياسي في الاردن نظرا لترقب الجميع لما يحصل على الجبهة الشمالية مع سورية وتفاعلا مع اجواء شهر رمضان المبارك وعطلة العيد والضائقة الاقتصادية في الوقت الذي يستمر فيه التجادل بين التيارات على خلفية المشهد السوري داخل الصحافة الاردنية.
ورغم ميل الاخوان المسلمين للهدوء الواضح ظهر في اعتصامات نظمت الجمعة في مدن جنوب المملكة شعار جديد يطالب بمقاطعة الانتخابات خلافا لخطط ومشاريع الحكومة التي تسعى لاقناع الناس بالتسجيل للانتخابات.
وهاجمت رئيسة تحرير صحيفة 'الغد' اليومية جمانه غنيمات في مقال لها الجمعة مئات الشخصيات التي اصدرت بيانا حمل اسم 'ليس باسمنا' ويتحدث عن الزج بالقوات الاردنية قريبا في معركة ضد النظام السوري، حيث اعتبر البيان بأن ظاهرة اللاجئين صنعت صناعة في عمان وان معظم السوريين يحضرون لتحسين اوضاعهم الاقتصادية.
غنيمات سخرت من مضمون البيان وهاجمته بقسوة وقالت للموقعين عليه بأنهم لا يملكون الحق بالادعاء بتمثيل الشعب الاردني، معتبرة ان البيان يحاول تناسي العذابات التي تدفع السوريين لمغادرة وطنهم باتجاه البلدان المجاورة، فيما المح الكاتب في نفس الصحيفة محمد ابو رمان الى ان هذا النمط من المعالجة السطحية للحدث يوحي بالاقتراب من نمطية اجهزة اعلام بشار الاسد الشبيحة مثل دنيا وتلفزيون الحكومة السورية.
واستفسر ابو رمان عن رائحة الموت التي تطرد انسانا من بيته ومنزله وبيئته الحاضة وتحدث عن قصة شاب سوري منشق من الطائفة العلوية يعمل في موقع وظيفي مهم في المخابرات الجوية ترك مظاهر العز وقبل بالاقامة في معسكر المنشقين بالاردن قائلا بان انسانيته كانت في اختبار قاس لانه يرى يوميا الجثث تتكدس بعد تعذيب الموقوفين والمعتقلين.
بدوره شن الكاتب ياسر ابو هلاله هجوما اكثر قسوة على من وصفهم بـ'شبيحة' النظام السوري من مدعي الثقافة الاردنيين قائلا بان هؤلاء اسوأ من شبيحة دمشق وعارضا لاعترافات الوزير اللبناني ميشال سماحه طارحا التساؤل التالي: كم شبيحا اوفده جلاد النظام السوري علي مملوك على طريقة سماحه لايقاظ الفتنة في الاردن؟
وكان بيان 'ليس باسمنا' قد صدر واتهم الحكومة الاردنية بالاستعداد للزج بالشباب الاردني في معركة خاسرة ضد سورية لصالح تعليمات خليجية وسعودية، فيما كتب جهاد المحيسن وهو صحافي عمل لسنوات في صحيفة 'الرأي' مقالا بعنوان 'شبيحة الجيش الحر في عمان' انتقد فيه بقسوة من يدافعون عن جرائم الجيش الحر في الصحافة الاردنية. هذا النمط من التلاوم والتنابز اصبح مشهدا مألوفا في الصحافة الاردنية التي انقسمت بطريقة لافتة وغير مسبوقة تجاه المسألة السورية في الوقت الذي يهدىء فيه تيار الاخوان المسلمين اللعب في الشارع الشعبي حتى تتضح معالم الاتجاهات على الجبهة السورية ويتحدد مصير الانتخابات العامة المقبلة وهي انتخابات نقل صحافيون عن رئيس الوزراء فايز الطراونه القول بانها ستجري حتما الا في حالتين هما حصول تطورات لم يحددها على الجبهة الشمالية مع سورية او عدم وصول عدد المسجلين لمليوني مواطن على الاقل بعد انقضاء المهلة القانونية موضحا بأن الحكومة ستسارع لتحديد موعد الانتخابات مباشرة بعدما تفرغ هيئة الانتخابات المستقلة من بعض اعمالها ا لضرورية.

القدس العربي