أضف إلى المفضلة
الخميس , 09 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
"يني شفق": 5 دول إفريقية قررت إنهاء عمليات الشحن البري مع إسرائيل ومنعت سفنها من التوجه إليها شحادة أبو بقر يكتب : الملك والملكة والاعلام العالمي السعودية تضم 3 دول لقائمة المؤهلين لـ«تأشيرة الزيارة إلكترونياً» 3.2 مليون دينار تكلفة مشروع الصحراوي من القويرة حتى جسر الشاحنات مفتي المملكة: الخميس غرة شهر ذي القعدة اشتعال صهريج في طريق العقبة الخلفي الأمير الحسن: الحوار بين أتباع الأديان يتمثل بتحقيق العدالة ورفع الظلم بينهم مكافحة الأوبئة: لا آثار جانبية لدى متلقي لقاح أسترازينيكا منذ عامين ألمانيا تقدم 619 مليون يورو كمساعدات تنموية للأردن الأوقاف الاردنية تُحذر من الذهاب للحج بدون تصريح الملك يحذر من العواقب الخطيرة للعملية العسكرية البرية في رفح مليون دينار لدعم إقامة مشاريع الصناعات الغذائية أورنج الأردن تطلق بالشراكة مع المجلس النرويجي للاجئين برنامج تنمية المهارات الرقمية للأردنيين واللاجئين تعيين أسماء حكام مباريات الأسبوع التاسع عشر بدوري المحترفين سلطة إقليم البترا تُطلق 26 خدمة إلكترونية جديدة
بحث
الخميس , 09 أيار/مايو 2024


المواقع والصحافة والسباق على الحقيقة

18-08-2010 01:35 AM
كل الاردن -

طاهر العدوان 

كتب جهاد الخازن في مقالته اليومية في "الحياة" عن قصة "موقع ويكليكس" الالكتروني الذي نشر آلاف الوثائق عن الحرب في افغانستان والعراق, وهو ما كنت قد اشرت اليه في مقالة سابقة عند تناول ازمة المواقع الالكترونية مع الحكومة وان مقارنة الخازن بين هذه المواقع وبين الصحافة ووسائل الاعلام في الولايات المتحدة يشدني الى تناول هذا الموضوع مرة اخرى.

يكتب الخازن "بان الميديا الامريكية الرئيسية, الصحافة التي تحمل وسام ووتر غيت لم تكشف تزوير ادارة بوش معلومات الاستخبارات في الاعداد للحرب على العراق, ولم تلاحق مجرمي الحرب.. بل كانت احيانا متواطئة مع عصابة الحرب بما نشرت في صدر صفحاتها من اخبار ملفقة, هذه الصحافة الامريكية تدفع اليوم ثمن تواطئها في جريمة ادارة بوش, ومن دون ان تحاول التكفير عن ذنبها, الصحافة الورقية تراجعت واصبح الناس يعتمدون على المدونات (البلوغز) في تلمس الحقيقة".

اذن اعتماد الناس في "تلمس الحقيقة" على المواقع والمدونات وغيرها هي حالة امريكية, في بلد يسمى بقلعة الحرية في العالم, فكيف سيكون عليه الحال في الدول الاخرى, خاصة الدول العربية ومنها الاردن, ما دام الاعلام الرسمي والصحافة الورقية لا يزالان في حالة حصار ورعب ومناخات متتالية, هي اشبه باعاصير الاطلسي على الصحافة من خلال القوانين المؤقتة ومحاكم امن الدولة وغيره.

المسؤولية تقع بدرجة كبيرة على الصحف الورقية التي تعتقد بان المواطن لا يزال مغمض العينين, بريئا لا يعرف شيئا عما يدور حوله, وهذا وهم كبير يعود بالضرر على الصحف الورقية وعلى مستقبلها لانها تتجاهل ارتفاع اعداد المواطنين الذين يريدون معرفة الحقائق والحصول على المعلومات التي تتعلق بشؤون وطنهم الداخلية والخارجية واعتبار ذلك جزءا من حق المواطنة.

هذا الوهم يعود ايضا بخطر اكبر على الحكومات من خلال خسارتها للرأي العام وغياب الثقة باقوالها وسياساتها, ذلك ان ما تفرضه من ضغوط واجواء عمل قاتمة امام الصحافيين والصحف هو المسؤول اولا واخيرا عن ازدهار اعداد المواقع ولجوء المواطنين الى المدونات (والفيس بوك) وغير ذلك للتعبير عن الرأي, بل ما هو اكثر من ذلك, تزايد اعداد المواطنين الذين يرغبون يوميا بمشاركة مواطنين آخرين في حوار حي ومباشر حول قضايا وطنية تتجاهلها الصحافة الورقية, وهي مشاركة يغلب عليها العواطف وردود الفعل في غياب دور الصحافة الورقية في تلبية رغبات المواطنين بمعرفة الحقائق وخلفية الاخبار.

يصف المفكران المعروفان نعوم تشومسكي وادوارد هيرمان تواطؤ الصحافة الورقية مع الحكومات "بحالة صناعة الاجماع" اي بكلمات اخرى, عملية استخدام الصحافة ووسائل الاعلام وابواق الدعاية لايجاد جمهور سلبي مطيع للسياسات الحكومية.

لكن ثبت ان هذه الحالة لا تستمر طويلا في ظل التطورات التكنولوجية الهائلة التي تشهدها وسائل الاتصال, من الانترنت الى الخلوي الى الفضائيات والمواقع والمدونات. فلم تعد صناعة الاجماع ممكنة عدا انها تخالف طبائع البشر وطبيعة النظام الديمقراطي, فالصحافة الامريكية, وتراجعها امام المواقع والمدونات تدفع اليوم ثمن "صحافة دفتر الشيكات" في عهد بوش, حيث كانت ملايين الدولارات توزع من خلال شركات علاقات عامة, على كتاب الاعمدة ومنتجي البرامج التلفزيونية لتجميل قرارات الحرب.

في الظاهر, في الاردن وفي الولايات المتحدة وبلدان كثيرة, تطفو على السطح ازمة بين الحكومات وبين المواقع, كما يحدث في واشنطن مع موقع "ويكليكس", لكن في الحقيقة, الازمة الفعلية موجودة في ملعب الصحافة الورقية التي ان لم تتشبث بحرية النشر وحرية النقد وحرية بث المعلومات والحصول عليها بمواجهة ضغوط الحكومات فانها ستكون الخاسر الاكبر في المعركة التي سيكون زمانها العقد الحالي.

إذا لم تنجح الصحافة في جذب المواطن الذي يريد (تلمس الحقيقة) فان معركتها ستكون خاسرة امام الرأي العام, اما اوهام (صناعة الاجماع) التي تريد الحكومات اخضاع الصحف لها فهي شيء من الزمن الغابر والعهود الفاشلة.

 

taher.odwan@alarabalyawm.net

 

 

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012