أضف إلى المفضلة
السبت , 04 أيار/مايو 2024
السبت , 04 أيار/مايو 2024


نضال منصور يكتب: قتل وإرهاب في مصر وتونس

بقلم : نضال منصور
11-02-2013 11:34 AM


نضال منصور يكتب: قتل وإرهاب في مصر وتونس

نضال منصور

في مصر وتونس مشهد لا يختلف كثيراً سيطر على الشارع طوال الأيام الماضية في بلدين قادتا ربيع الثورات العربية.

في مصر وبشكل مذل وشنيع 'سحل' المواطن المصري حمادة صابر من أمام قصر رئيس الجمهورية محمد مرسي، وتم تعريته والاعتداء عليه، وبالتزامن يخرج أحد الدعاة السلفيين 'محمود شعبان' ليصدر فتواه بقتل المعارضين ومن يخرجوا عن طاعة ولي الأمر أو الحاكم، ويذكر بالاسم محمد البرادعي وحمدين صباحي.

وفي تونس يقتل المعارض اليساري شكري بلعيد بالرصاص أمام منزله، ويختفي القتلة، وسبق ذلك كله فتاوى نشرت على الإنترنت لإسلاميين تونسيين يطالبون بقتل قادة المعارضة التونسية ومنهم بلعيد، وهمة حمامي وآخرين.

وترددت معلومات أيضاً وعلى لسان قادة سياسيين بعضهم في الحكم بأن هناك قوائم سوداء لاغتيالات زعماء تونسيين ممن يعارضون حكم حزب النهضة.

بعد عامين على الثورات في مصر وتونس يخرج الناس إلى الشارع مطالبين مجدداً بـ'إسقاط النظام'، وبإسقاط حكم الاخوان المسلمين، وبعد عامين أيضاً تتكرر نفس الاعتداءات الوحشية على المتظاهرين، التي كانت تحدث أبان حكم السلطة المستبدة سواء في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، أو في زمن الرئيس السابق والسجين محمد حسني مبارك، وتحدث اغتيالات وفتاوى بالقتل لم تكن تحدث حتى أبان الحكم الديكتاتوري السابق.

والمشكلة أنك تكاد تسمع نفس مبررات الحكم السابق لقمع المعارضين، مثل الكلام عن المندسين، وتجاوز القانون، أو الإساءة للرئيس، والتطاول على الشرعية، ولا تتذكر السلطة الحاكمة الآن، أنها خرجت للثورة قبل عامين لذات الأسباب التي تنادي بها المعارضة الآن، مثل الحرية والكرامة والحق بالتظاهر، ومحاربة الإقصاء وسيطرة الحزب الواحد.

ما يحدث في الشارع الآن تتحمل مسؤوليته السلطة السياسية الحاكمة في مصر وتونس بقيادة حزبي 'الحرية والعدالة' و'النهضة'، ويكفي أن نتوقف فقط عند فتاوى القتل التي تطلق ولا تحرك الحكومة ساكناً، مع العلم بأن التحريض على القتل جريمة بالقانون، ومع ذلك فإن هؤلاء الذين يجاهرون بحث الناس على قتل الشخصيات المعارضة أحرار لم يساءلهم أحد، فماذا تنتظر السلطة حتى تتحرك لإنفاذ القانون؟!.

من حق المعارضة وشخصياتها أن تتهم حكم الاخوان بأنهم وراء هذه التهديدات، وأن السكوت وغض النظر عن حرب الفتاوى هو ترويع وإرهاب لهم، وتقاسم للأدوار مع التيارات الإسلامية الأخرى، التي يتبرأ الاخوان منهم أحياناً ويتحالفون معهم أحياناً أخرى.

المشهد في تونس ومصر مقلق، والانقسام المجتمعي بعد عامين من الثورة يؤشر إلى خلل كبير، فالأهداف التي خرج من أجلها الناس ثائرين على طغاة وحكام مستبدين لم تتحقق، وأكثر ما يشعل الحزبين الحاكمين 'الحرية والعدالة' و'النهضة' هذه الأيام هو كيف يفرضان سيطرتهما الكاملة دون منازع على الحكم، وكيف يعيدان بناء نسيج الدولة بحيث يكونان الأساس في كل مفاصلها، وفي مقدمة ذلك مؤسسات الجيش والأمن؟.

يستعجل الاخوان الحكم أكثر مما يعملون لاستعادة كرامة الناس التي أريقت لعقود، ويتعجلون وضع الركائز لبناء الدولة الدينية على الرغم من شعارات الدولة المدنية التي يطلقونها، وفي مخاصمتهم لمعارضيهم يستعيدون خطاب مرحلة الاستبداد وتسقط الكثير من الاعتبارات الأخلاقية التي لا تستقيم في زمن الثورة!.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
12-02-2013 10:26 PM

للاسف واضح انك تنطلق من حقد شخصي للاخوان باشكالهم النهضة في تونس والحرية في مصر ، تتناسى ان الانظمه السابقه عي عبارة عن سرطان منتشر في الدولة ازلام بن علي وايتام مبارك ما زالو ...يعني بدهم حكم الاخوان يحل مشاكل في عمرها من عمر اجيال في يوم وليله ...يعني حكم الانظمه الاخرى التي لا يوجد فيها اخوان افضل ..فساد وتخلف واستبداد على الاقل في ظل الاخوان كل شيء مكشوف لنكن موضوعيين في كتاباتنا....يوجدمأخذ كثيرة على حكمهم ولكن على الاقل لنعطيهم فرصة في الحكم واذا فشلوا نخرج احقادنا عليهم ونجلدهم جلد

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012