أضف إلى المفضلة
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
الأحد , 05 أيار/مايو 2024


مدير المطبوعات الطارئ على الاعلام.

بقلم : د.مولود رقيبات
09-04-2013 10:21 AM
د.مولود رقيبات

استوقفتني باستهجان المحاضرة التي القاها مدير عام دائرة المطبوعات والنشر فايز الشوابكة في جامعة البترا الخاصة يوم الخميس الماضي تحت عنوان ' المواقع الالكترونية ومعدل المطبوعات والنشر' ويقصد ' بالمعدل' التعديلات الاخيرة على قانون المطبوعات والنشر الصادر عام 1998 والتعديلات عليه عام 2011 وتحديدا فيما يتعلق بالمواقع الالكترونية والتي اثارت موجة من السخط الشعبي واصحاب المواقع ورفضهم الانصياع لهذه التعديلات التي اعتبروها تعديا على الحريات الصحفية . ما اثار استهجان الحضور او غالبيتهم هو ما نطق به 'وليته لم يتكلم' المدير المحاضر عندما قال ' بانه طارئ على الاعلام' وهو ما يمكن ان نفهمه على ان رأس المؤسسة الاولى التي تتعامل مع وسائل الاعلام والتراخيص وتنسب القوانين وتشرف على الاعلام الاردني الوطني وتحدد الاطار العام والحريات الاعلامية والصحفية شخص طارئ على مهنة الصحافة ؟؟ . نحترم الرجل ونشكره على هذا الاعتراف ونقدر له شجاعته باعتباره من الزملاء المحامين الذين نجل ونحترم ، كما ونقدر للرجل خدماته المتنوعة ، الا ان العتب كل العتب على اولئك الذين اوصوا بالرجل لهذه المهمة وهذه المؤسسة التي تتطلب لا شك رجل اعلام، قادر على التعامل مع قضايا مهنة المتاعب وهم كثيرون. ممكن ان يقول قائل باننا نتحامل على الرجل طمعا في الموقع ، ونقول بان لا ضير ولا ضرر في ذلك ان كان هناك من هو اقدر على تحمل مصاعب هذه المهمة الصعبة ولكن ليس هذا هو السبب ، بل المصلحة العامة والتعامل مع مؤسسات الاعلام من قبل اشخاص مؤهلين اعلاميا ، قادرين على مواجهة المشاكل التي قد تحدثها القوانين والتشريعات الاعلامية الصادرة عن هذه الدائرة والتي اكد المحاضر بانها من اقدم المؤسسات الوطنية يعود تاريخها الى عشرينيات القرن الماضي . وهنا يحضرني سؤال مفاده الم يجد صاحب القرار مكانا اخرا للرجل بعد ان شاب في امانة مجلس الامة ؟ وهل عجزوا عندما قرروا ابعاده واخلاء مكانه لشخص اخر من ايجاد مكان اداري او قانوني يمكن المديرفيه من تأدية واجبات الوظيفة بعمق ومعرفة . انني اعود واقول باني اقدر خبرات الرجل ولكن كان من الاجدر استثمارها في مكان لا يشعر فيه بانه طارئ عليه ، ومنح الفرصة لشخص مؤهل اعلاميا وما اكثرهم ومنهم يحملون شهادات عليا في الاعلام واساتذة في كليات الاعلام ورؤوساء اقسام اعلام في جامعات مرموقة لديهم الخبرات الواسعة في ادارة المؤسسات الاعلامية والتعامل مع ما يتطلبه هذا الحقل الذي اصبح اليوم يشكل رافدا اساسيا في عملية التنمية والاصلاح وتشكيل الرأي العام . والغريب في محاضرة عطوفة المدير ما كرره بانه وبعد انقضاء المهلة التي منحها الرئيس المعارض للقانون حين كان نائبا لاصحاب المواقع الالكترونية سيطبق القانون ' بيد من حديد' وبحذافيره وشدد على انه جهة تنفيذية مثل رئيس الوزراء عبدالله النسور . فهل سمع النسور مدير المطبوعات وهو يلوح بهذه التهديدات باغلاق المواقع الالكترونية بعد المهلة؟ وكيف سيكون موقف دولته ازاء الاحتجاجات الواسعة التي ستلف الوطن لو اقدمت هذه الحكومة على مثل هذه الخطوة القرعاء؟ لا ننكر بان عدد المواقع ازداد ليفوق ال900موقع ولكن هل باستطاعة الشوابكة وقف النت والسيطرة على البث سواء من داخل الوطن او من خارجه؟ هل نسي ام اخذته العزة بالآثم في الموقع الجديد وصدق بانه هو السلطة الاولى والاخيرة في حجب المواقع ويفكر بعقلية النظريات الاعلامية السلطوية التي سادت في القرون الغابرة والشمولية التي ذهبت ادراج الرياح؟ هل للشوابكة ان يبين لماذا اصر على هذا الاستعراض في هذا الوقت وامام اساتذة وطلبة كلية الاعلام في جامعة البترا؟ وهل نسي ان الاردن والاعلام الاردني كجزئية من المنظومة السياسية والاجتماعية في الدولة انطلقت منذ زمن بعيد من قيود الرقابة وقبضة القيود التي كانت تمارسها في خمسينيات القرن الماضي عندما اصرت على منع كتاب ' نهاية كلوب في الاردن' للكاتب يعقوب عويس وتمت طباعته ونشره في موسكو في نهاية الخمسينيات ؟. اظن ان الطارئ الجديد على كرسي المطبوعات والنشر ما زال يعتقد ان وزارة الاعلام قائمة وان دور الدائرة لا زال رقابيا ومحددا للحريات ونسي ان جلالة الملك شخصيا اكد بان للاعلام فضاء سقفه السماء وان النظرية الاعلامية السائدة هي ليبرالية .المعلومة حق اساسي للصحفي في الوصول اليها ونشرها وتداولها كما هي الصورؤة وللمواطن وفي اطار الحريات السياسية له الحق في الاطلاع على وسائل الاعلام ، والالكتروني اصبح اليوم الغالب على الصحافة ووسائل الاتصال الجماهيري الذي لا سيطرة عليه الا بالاخلاقيات المهنية للعاملين فيه وتقيدهم بمواثيق الشرف الصحفي والمسؤولية الاجنماعية وتغليب مصلحة الوطن. كان من الاحرى للمدير ا ستغلال فرصة زجوده بين صحفيي المستقبل ان يتناول القضايا المعاصرة التي على الاعلام ان يعالجها والنأي بنفسه عن التلويح والتهديد لان هذا الزمن ولى بلا رجعة ، اما من جاء به الى سدة المطبوعات نقول ظلمتوا الرجل ما دام هو يعترف بعظمة لسانه بانه حقوقي وطارئ على الاعلام ؟ فالى متى ستبقى ادارة مؤسساتنا الاعلامية التي نطالبها بدور وطني فاعل تدار بالتحريك والواسطة والمحسوبية؟ الوطن مليء بالكفاءات يا اهل الوصاية على الاعلام وللمدير العزيز نتمنى له موقعا مناسبا اخر.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
15-04-2013 11:46 PM

شكلك قاعد تلحن يا دكتور عشان تسير مدير للمطبوعات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012