ظهورالإسلام في المطار !!!!

الجمعة , 03 أيار/مايو 2024

ظهورالإسلام في المطار !!!!

بقلم : الدكتور سالم عبدالمجيد الحياري
01-07-2013 09:27 AM

الاستعمار بغيض مهما كان شكله أو صفته، ولكن من أسوأ أنواع الاستعمار هو الفرنسي، فالتاريخ الحديث نسبياً يخبرنا كيف تعامل بونابرت مع المصريين وقبلها في الحروب الصليبية، كان المكون الفرنسي فيها الأكثر شراسة على العرب والمسلمين وخاصة في منطقة الكرك وأنطاكية، وفي القرن الماضي نقرأ طريقة استعمارهم لإفريقيا وأفظعها في الهند الصينية وخاصة في فيتنام منذ 1946 حتى ألحق بهم الشعب الفيتنامي الهزيمة النكراء في مايوعام 1954 بقيادة زعيمهم' هوشيه منه' والقائد العسكري 'جياب' في معركة ' ديان بيان فو'. وكيف ننسى استعمارهم للجزائر وقتلهم ما يزيد عن مليون إنسان استشهدوا لطرد المستعمر الفرنسي من بلادهم . بعد أن انحسر استعمارهم العسكري، تركوا في بعض مستعمراتهم السابقة وكلاء لهم من أهل البلاد، منهم الحاكم ومنهم المسيطر على الاقتصاد، وعندما رأوا فوائد الاستعمار الاقتصادي والثقافي، اتبعوا سياسة النفاق السياسي فأخذوا برمي شباكهم على دول يسهل اختراقها لضعف إرادتها السياسية والتي تفتح ذراعيها للأجنبي ودخلوا السباق مع دول استعمارية عسكرياً سابقاً، أو استعمارية اقتصادياً جديدة، وكان الأردن أحد ميادين سباقهم للسيطرة الاقتصادية ، خاصة مع وجود أشخاص جعلهم النظام ' شخصيات' اقتصادية 'خارقة' القدرة والمعرفة الاقتصادية وممثلة له بحجة الاستثمار' لبغددة' الشعب، فكان برنامج التحطيم الاقتصادي والاجتماعي لبيع مؤسسات الوطن المغذية لاقتصاده وبقيادة البهلوان المدعوم بلا حدود من صاحبات وأصحاب القرار، فاستغلت الشركات الأجنبية- ومنها الفرنسية الكبرى- الفرصة فاستولت' قانونياً' على شركة الإسمنت وعلى شركة الاتصالات ...الخ وورطت البلاد هي وصاحب النووي بمئات الملايين من أموال الشعب الأردني على الدراسات والزيارات وتعيين ' الخبراء' المستوردين بدون أي جدوى ولا زالت. لما رأت هذه الشركات أن الدولة باعت ميناءها الوحيد بواسطة البرنامج سيء الذكر، استجاب الفرنسيون لعرض بيع المطار الدولي الوحيد للأردن من نفس البائعين بأسماء هي واجهات للبائع نفسه وعلى طريقة ' البناء- الإدارة-التسليم' المعروفة ب لمدة 25 سنة ولم يطلع إلا المستفيدون على تفاصيل الاتفاقية حتى الآن كباقي بيوعات المؤسسات والشركات الوطنية !!!
أقام الفرنسيون المطار الجديد بطريقة حديثة تتناغم والمعايير الدولية ولكن بشروط قاسية ومستبدة بل وتعسفية نتيجة الليونة المبالغ فيها للجانب الأردني المفاوض والموقع على الاتفاقية، مما يدعو لأسئلة كثيرة لا أجوبة عليها وتستنتج هذه الشروط من الإجراءات الإدارية التي تفرضها ' المجموعة الدولية للمطار الدولي' على الدولة الأردنية ويلمسها المسافر المغادر والقادم وخاصة الاردني، حتى لو لم تُعلن شروط الاتفاقية. ومما يلفت الانتباه عدم تدخل الدولة بأقسام بناء المطار، ودلالة على ذلك عدم وجود تصميم هندسي لبناء مسجد للمطار ومئذنته ؟!!!!!! بل تجاوزت هذه المجموعة الحدود الأخلاقية بإلغاء المسجد الموجود أصلاً بالبناء السابق، وزاد الاستخفاف بنا وعقيدة أهل البلاد بأن ألغت رفع الأذان للمناداة للصلاة !!!! ولم نسمع أي اعتراض من حكومة المملكة الأردنية الهاشمية ولم نعرف أي إجراء من المملكة الأردنية الهاشمية، حتى قامت الاحتجاجات وأخذ المواطنون يقيمون الصلاة في باحات المطار الخارجية وفي العراء !!!!! ( ولا بد هنا من تقديم الشكر الى جمعية ' إنصاف الوطن ' التي تبنّت حملة الاحتجاجات الشعبية على تصرفات مجموعة المطار الدولية ) فتذكرت حكومة المملكة الأردنية الهاشمية وانتبهت أن المطار مقام على أرض عربية إسلامية وأن أهلها مسلمون !!! فقام وزير الأوقاف الذي نُجلّ ونحترم (وخاصة عندما نذكر ونتذكر والده طيب الذكر والمواقف شيخ الإسلام الجليل الدكتور نوح القضاة رحمه الله) بمفاوضة إدارة المطار حول رفع الأذان وإقامة الصلاة، فنقرأ العناوين التالية بالصحف والمواقع الاخبارية :
- وزير الأوقاف: ' بناء مصلى في مطار الملكة علياء يتسع ل 400 مصلي ومراعاة ضوابط الطهارة'.
' الأذان يُرفع في مطار الملكة علياء ابتداءً من الجمعة '. !!!؟؟
' استجابة للمطالبات الشعبية توفير البيئة المناسبة لإقامة الشعائر الإسلامية في المطار ' !!؟؟
'....وشكر الوزير مجموعة المطار الدولي على استجابتها....عندما علمت أن وجود مصلى ضرورة دينية واجتماعية ' !!؟؟
' الأوقاف تنجح برفع الأذان في المطار ' !!؟؟
' وبين القضاة أنه سيتوجه في الأيام القادمة إلى المطار للإتفاق على بناء المصلى ' !!؟؟
' إدارة المطار أبلغت الأوقاف.... أنه سيتم رفع الأذان في المطار يومياً خمس مرات....' !!؟؟ ونستغرب ونستهجن كل هذا وكأن الإسلام ظهر للتو في الاردن باديا من المطار الدولي !!!!!!
وهنا نسأل هل اعترفت وعرفت إدارة المطار بأن الإسلام هو الدين الرسمي للبلاد التي تجني منها الملايين لتحويلها إلى خارج البلاد ؟ ونسأل أين سيادة الدولة الأردنية ؟ ونسأل من هو المسؤول عن التنازل عن سيادة الدولة على هذا الجزء من أراضيها للأجنبي ولو لمدة محددة؟ وهل تطبق المجموعة توجهات الحكومات الفرنسية بمحاربة الدين الإسلامي ولو أن نفاقها السياسي المعتاد يدعي بمحاربة التطرف فقط ؟
في مناسبات العزاء يكثر الحديث عن الموت ويتشعب الحديث بالدين وأحاديث عن الرسول العربي الهاشمي صلى الله عليه وسلم ، وفي إحدى هذه المناسبات يتحدث الناس بأي موضوع وكان الحدث في يومها موضوع الصلاة ورفع الأذان في المطار. أحدهم علق وسأل ' كيف بتقبل الدولة بهالحكي' آخر' هي ظلت على هاي روحو شوفو انتشار الخمارات والملاهي الليليه ولا بيوت الأنس وبيع الأجساد' آخر ' امشو بالشوارع وشوفو بائعات الهوى بنص النهار' سأل فتى من الموجودين فجأة ' طيب مش حكامنا من الهاشميين وهم سبط من أسباط أبناء بنت رسول الله الهاشمي صلى الله عليه وسلم ؟ مش هيك بدرسونا في المدارس ؟ بصير هيك يقبلوا ؟ ' آخر علق مع ابتسامة ' يا سيدي اعتبرو كأنه المطار شخص وأسلم جديد '.
من الملاحظ أن المواطن أخذ يراقب كل فعل أو قول تقوم به الحكومات، وأن مستوى الثقة أصبح شبه معدوم بين الشعب والنظام، وأن البون أصبح شاسعاَ بين الطرفين بسبب أن الأقوال والخطاب الرسمي لا تطبّق في الواقع المُعاش وأن الانتظار أصبح طويلاً ودون نتائج ملموسة. إن الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي أصبح ضرورة وأولوية قصوى بوجوه جديدة وطنية همها الوطن والمواطن لاستمرار النظام، وإنه يجب التخلي وعلناً عن الوجوه المستهلَكة والمستهلِكة للوطن والمواطن، وإن الخطابات العاطفية والرنانة والغير مقرونة بالأفعال تبقى صدى يُضر ولا ينفع لا للحاكم ولا ' للمحكوم' .
قال الله تعالى في سورة ' الصّف' الايات 2 و3 : بسم الله الرحمن الرحيم :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ , وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ , وَإِذَا اؤْتُمِنَ خان) .
رواه البخاري ومسلم