أضف إلى المفضلة
الخميس , 02 أيار/مايو 2024
الخميس , 02 أيار/مايو 2024


حراك من اجل الوطن وليس من اجل الخبز

بقلم : حسان سلطان المجالي
05-02-2014 12:22 PM
تتزايد تصريحات وبيانات ومحاضرات المسؤولين السابقين حول ما يسمى بمبادرة كيري للسلام ، ولا يجد المواطن الاردني اية غرابة في أنه أخر من يعلم بما ستؤول اليه الأوضاع في وطنه ،فهو المتفاجئ دوما لأنه كما (يظن) اصحاب القرار انه الأكثر اعتمادا على وعيه وتقديره للأمور ويمكن له أن يتقبل أية حلول لسهولة إقناعه ومتى لم يقتنع فيكفي التلويح بحل كل مشاكله ومعانته الأقتصادية!!

على كل حال لن نتوقف عند شخصية المتحدثين من هولاء المسؤولين ، بقدر مايجب أن نتمعن أكثر في الكلام الذي يصدر عنهم ،وهم في كل تصريح يصدر عنهم يتفقون على مسألة مهمة تتمثل في غياب كل المعلومات لمجريات تلك المفاوضات ، ويتفقون على أن الحكومة إما أنها تدري (وتلك مصيبة) لأنها تتعامل مع أهم ملفات الوطن المتعلقة بمصيره بسرية وكتمان ، أو أنها لاتدري (والمصيبة أعظم) في أنها حكومة فاقدة لمعنى وجودها وولايتها العامة في إدارة شؤون الدولة الداخلية والخارجية ، وهذا يعني بالمفهوم العام أنها حكومة تدير فقط الضرائب والرسوم والاسعار من خلال زيادة اعبائها على المواطن والنتيجة ستكون في (كسر) ظهرة ومن ثم المراهنة على قبوله لأية حلول تفرض عليه !!

أنا لست صحفيا ولا اعلاميا ولا اتقن فنون اللغة في التعبير عما يدور في خلد المواطن الأردني (المنهك) والمبتلى بساسة يزيدون اعباء الحياة عليه بوجودهم ،، لكنني قادر على القول ببساطة أن كل الذين يراهنون على وعي المواطن بوعي من نوع (القبول والخنوع) هم واهمين ،ورهانهم هذا خاسر لسبب بسيط عليهم أن يكونوا أكثر وعيا وإدراكا له وهو أن الأردني قد يتقبل (بامتعاض) قرارات رفع الاسعار للسلع والخدمات فوق طاقته وامكانياته ويعزيها لأزمات اقتصادية عالمية كما يروج له، ويقنع نفسه بأن صبره على نفسه افضل من صبر غيره عليه ،،لكنه أبداً لم يكن مساوما على وطنه أو راضيا بأيةحلول على حساب وطنه ووجوده وهويته ، وهذا التعنت والتمسك بالوطن ليس لأنه يرفض الغير أو لايريد التعايش مع الغير ، بل لأنه مواطن تأسس إيمانه بهذا الوطن على أنه يتسع للأشقاء في نكباتهم لكنه ليس بديلا لهم ، وأنه ليس مستنقعاً لمبادرات وحلول تضمن لعدوه شرعية الأغتصاب ، ويعلم الاردني أنه والشعب الفلسطيني أخوة وأشقاء وشعب واحد ما يجمعهم أكثر مما يفرّقهم ،،ولكن في دولتين وليس في دولة واحدة .
الحراك الشعبي اليوم يا ايها الساسة ليس حراكا من أجل رغيف الخبز أو إسطوانة الغاز ،، إنه حراك من أجل وجود الوطن فلا تستهينوا أو تستكينوا ،، أو تتمادوا .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
05-02-2014 03:08 PM

شكرا لك أستاذ حسان لقد عبرت عما يجحول في خاطر الكثيرين من أبناء الوطن بإيجاز ويلاغة. بارك الله بك .

2) تعليق بواسطة :
05-02-2014 04:13 PM

أخي الاستاذ حسان سلطان المحترم
شكرا على مقالك المعبر والواضح والواقعي والذي يلامس هموم شعب تقطعت به السبل ووطن مبتلى كما قلت .
اخي حسان
الموضوع اكبر بكثير مما تتصور والحكومه هي لتصريف الاعمال اليوميه ولتنفيذ أجندة أخطر مشروع يمر على الوطن وليس اقل خطورة من المشروع الصهيوني بل هو رديف له .
الحلقات التي يصرح بها مسؤولين يصرحون بالقشور والمخفي اعظم .
الفلسطينيون ظلموا والاردنيون ظلموا والتضحيات التي قدموها من شهداء وغيره ما هي الا فسوة نسر امام مشروع ذو حلقات متصلة ومتسلسله واهم مافيه هو طمس الهويه الوطنيه الاردنيه بفتح الباب لكل الهجرات من اجل انفاذ المشروع الخبيث لخدمة اشخاص بعينهم وبقائهم على كراسيهم الوظيفيه بامتيازات وتوسع محميين من قبل مخططي المشروع وداعميه مثل امريكا واسرائيل وبعض العربان لحماية انظمتهم الفاسده والمتهالكه والعميله على اشلاء الهويه الوطنيه الاردنيه والشعب الاردني النائم والمبتلى والمغيب والسلبي القابل بكل المؤامرات التي تحاك ضده ويكتفي بالتسحيج .
اخي حسان
هذه السنه النكبة الرئيسيه التي يتعرض لها الاردن كنكبة 1948 التي تعرض لها الشعب الفلسطيني .
وكله فقط في خدمة الصهيونيه وتوسيع قاعدة االكراسي الوظيفيه عندنا .
اكتفي واكرر المشروع الكبير في التآمر على الهويه الوطنيه الاردنيه أخطر من المشروع الصهيوني في المنطقه وينفذ بأدوات محليه ورموز مصطنعه في وطن لا رجالات ولا اهل .
وشكرا لك

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012