أضف إلى المفضلة
الإثنين , 20 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
التلفزيون الإيراني: لا توجد أي علامة حياة في حطام مروحية الرئيس وكالة الأنباء الإيرانية: تم العثور على مكان مروحية رئيسي وفرق الإنقاذ تقترب منه مؤرخ إسرائيلي : هل لو زالت إسرائيل ستنهض من جديد؟ مساعد رئيسي يوضح تفاصيل دقيقة عن آخر اتصال مع طاقم مروحية الرئيس الإيراني الأردن يؤكد استعداده لدعم وإسناد جهود العثور على الرئيس الإيراني توضيح جديد من الحكومة حول الإجازة دون راتب "الأردنية" تحيل مثيري شغب في الحرم الجامعي للتحقيق حزب جيهة العمل الإسلامي بالأردن يقررون المشاركة بالانتخابات قرارات مجلس الوزراء - تفاصيل استقرار اسعار الذهب محليا منحنى التعلّم، الجزء الثاني: كيفيّة تصميم ذكاء اصطناعي قادر على التعامل مع اللهجات المتعدّدة الآثار العامة: تطوير وتأهيل عدد من المتاحف في المملكة أورنج الأردن تطلق حلول الابتكار الأحدث لخدمة الفايبر الملك يستقبل وزير الدفاع السنغافوري تعرض مروحية تقل الرئيس الإيراني لحادث في اذربيجان الشرقية
بحث
الإثنين , 20 أيار/مايو 2024


تسمية المسارح الأردنية

بقلم : منصور عمايرة
09-04-2014 12:31 PM
بما أن الأمم ترتقي بالمنجزات التي يصنعها أبناؤها، وتلك التي تبقى شاهدة على المنجزات المهمة في حياة الإنسان، وهنا الإشارة إلى المكان/ الجغرافيا، فالأردن لديه من الكفاءات الكبيرة والمهمة، والتي رسخت البعد الثقافي في الأردن، ومازالت الأجيال تسير على خطاها، وللأردن مكانية جغرافية مهمة على مستوى التاريخ الثقافي الأردني والعربي والإنساني، وعليه، فإنه من واجبنا أن نعتز ونفتخر بمنجزاتنا الكبيرة والمهمة، وأن نشير إلى أصحاب المنجزات، ونؤكد دور المكان في هوية ووجود الأردن.
إن تسمية المسارح الأردنية بأسماء أشخاص معينين لا يرتقون لهذه المسميات، لهو ظلم بحق الشخصية الأردنية، وبحق المكان الأردني، ويبدو أن الأمر أتخذ على عجل وبرؤية خاطئة، يرجع هذا الأمر إلى العام 2004/ 2005م، وبقرار من أسمى خضر التي كانت تشغل وزيرة للثقافة، وقد تمثلت الرؤية بإطلاق اسم محمود أبو غريب على أهم مسرح في الأردن وفي وزارة الثقافة، وهو ليس جديرا بهذا الاسم من عدة جوانب، أولها أنه لم يهتم بالمسرح كثيرا في الأردن، ولا يعتبر من رواد المسرح الأردني، وهذا ما ينطبق على هاني صنوبر، فهناك من هو أولى منه بالريادة، فقد أخذ اسم كل منهما مكان اسم آخر هو أحق منهما، ونحن هنا لا ننقص من محمود أبو غريب أو هاني صنوبر أو أي شخص آخر، ولكننا نريد إنصاف الآخرين، وقد يبدو الأمر متعمدا بتهميشهم.
وإن إنصاف آخرين هم أولى منهما بهذا الاسم، لهو المطلب الشرعي، إذ يطلق على المسرح الرئيسي اسم رائد المسرح الأردني روكس العزيزي، الذي اهتم وانشغل كثيرا في توطيد وترسيخ المسرح في الأردن، على مستوى التمثيل والكتابة والإخراج والجغرافيا، فمن حيث الجغرافيا نقل ورحّل المسرح الأردني من مكان إلى آخر بتفان غير مسبوق، انطلق به من مأدبا إلى السلط وعجلون وعمان، ومثل في مسرحيات عدة، وكتب النص المسرحي الأردني، وأخرج نصوصا مسرحية عربية، ذات توجهات إنسانية كبرى. وقد بدأ العزيزي النشاط المسرحي في الفترة الزمنية التي ترتد إلى 1914 / 1918 /1920 وما بعدها لفترة طويلة، فاشترك بالتمثيل والإخراج والتأليف، وخاصة في مرحلة العشرينيات والثلاثينيات. وقد اهتم بالمسرح الأردني قبل محمود ابو غريب وهاني صنوبر بما لايقل عن 50 عاما، وعليه فإن روكس العزيزي هو الرائد المسرحي الأول في الأردن، ولذا فمن الواجب أن يحمل المسرح الرئيسي اسمه، وهو جدير بهذا.
والشخصية الأخرى التي يفترض أن يطلق اسمها على المسرح الدائري، وهو شخصية مهمة رسّخت بشكل مؤسسي العمل المسرحي في الأردن، وبدأت دائرة الثقافة ومن ثم وزارة الثقافة الاهتمام بالنشاط بالمسرحي الذي يرجع إلى رؤيته المؤسسية، إنه عبد الحميد شرف، فهو من قام بمأسسة الفرقة المسرحية ' أسرة المسرح الأردني ' في الأردن وضمها إلى وزارة الإعلام في الستينيات، وبقي يرعى المسرح والمسرحيين ، حيث كانت الساحة الأردنية خالية من تأسيس مسرح أردني برؤية معاصرة ، ومن خلال توفر الامكانيات والتقنيات ولو كانت بالقدر اليسير، ولذا فاسمه جدير بأن يشير إلى المسرح الدائري، وهو الشخصية الذي أولى اهتماما خاصا بالبعد الثقافي الأردني، وكرس المجهود الثقافي في المؤسسات التي تولى مناصبا فيها، فما زالت رؤيته ناصعة في هذا الجانب الإنساني المهم.
وإذا ما تجاوزنا الشخصيات إلى المكان الأردني والجغرافيا الأردنية، نشير إلى أنه تواجد في الأردن مدرج نبطي في البتراء يرجع تاريخه إلى 100 عام قبل الميلاد، وهذا المدرج كانت تقدم عليه كل الرؤى الثقافية، ومنها المسرح، ولذا فما المانع أن يحمل المسرح الرئيسي في المركز الثقافي الملكي اسم البتراء.
ولا نعدم المكان الأردني المتميز والتاريخي والمهم عبر المراحل المختلفة، فلدينا أم قيس، وإربد ، وجرش ، وعجلون ، وعمّان، وجبل القلعة، وأم الجمال ، وطبقة فحل ، وحوران ، والبلقاء ، ومؤاب، واليرموك، وعراق الأمير ، ومؤتة، والمفرق ، والشريعة ، وراس العين، ومادبا ... ، والناظر في المكان الأردني يجده يتوفر على رؤى متعددة تاريخية وثقافية، ولذا يفترض أن تحمل مسارح المركز الثقافي اسما مكانيا للمكان الأردني كرؤية أخرى وبديلة لأسماء الشخصيات، وقد تكون هي الأفضل.
إن تسمية المسارح في الأردن بأسماء شخصيات أردنية أو معالم مكانية أردنية لهي الأجدر، لتكون واضحة للعيان على الدور المميز الذي لعبته الشخصية، أو الرؤية المكانية كتاريخ وثقافة وهوية ووجود.
وهذا الواجب الوطني المهم منوط بوزارة الثقافة، فالثقافة المحلية يجب أن تكون وطنية من ألفها إلى يائها، وهذا ما تفعله كل الدول، وهي تؤسس المكان الوطني لتتمثله الأجيال، وواجب وزارة الثقافة أن تقوم بتغيير المسميات التي يشار إليها كالمسرح الرئيسي والمسرح الدائري، ليحول الأول إلى مسرح روكس العزيزي، والدائري يحمل اسم عبد الحميد شرف، أو يحمل المسرح الرئيسي اسم البتراء أو أي مكان أردني آخر، على أن يحمل الدائري اسم القلعة نسبة إلى جبل القلعة، أو أم قيس أو أي مكان أردني آخر.
هناك أبجديات وطنية غير قابلة للتفتيت والضياع، ولا يجوز لأي شخص أن ينقص من أهمية الشخصيات الأردنية الريادية والوطنية، وهذا ما ينطبق على المكان الأردني، وإن الثقافة الوطنية تترسخ في المكان لتترسخ في عقول أبناء الوطن.


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012