أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


احذروا معان واحسنوا لأهلها

بقلم : سلطان ابو يوسف
28-06-2014 10:51 AM
العقلية الأمنية التي نهجها حكام العرب على شعوبهم من خلال السلطات التنفيذية الفاشلة والفاسدة هي من جلبت الويلات لأمتنا العربية والتي كان نتيجتها هذه النار التي أتت على الحاكم والمحكوم ودمّرت البلاد والعباد في مصر وسوريا وليبيا واليمن والعراق .

إذا تمعنا في سياسة الحكم التي ينهجها حكام العرب في إدارة شعوبهم ،سوف نجد كثيراً من المغالطات التي هي السبب في جرنا إلى ما وصلت إليه أمتنا اليوم ،غالباً ما يلجأ الحكام العرب إلى تسليم القيادات العسكرية والأمنية التي يتم إنهاء خدماتها إدارة شؤون الدولة وخاصة وزارة الداخلية أو المحافظات والألوية كمحافظين أو برتبة متصرف من باب الإرضاء من ناحية أو من باب فرض الهيمنة الأمنية لأن حكوماتنا لازالت تؤمن بالعقلية الأمنية القائمة على العنف وتكميم الأفواه،وفي السعودية يتم إدارة المناطق من قبل أمراء لا يقلون في نمط تعاملهم عن العقلية المنية التي تؤمن بالقوة والعنف .

إنّ أغلب الثورات أو الاحتجاجات ،غالبا ما تنطلق من العاصمة أو بعض المدن في الدولة ، وبما أن وزير الداخلية وأغلب المحافظين هم من كبار العسكريين وخاصة في مصر، وسوريا، وأحيانا الأردن،واليمن ،والجزائر ، فكما ذكرت لازالوا من المحافظين الذين يؤمنون بلغة القوة والعنف في حل المشكلات وهذه السياسة عفا عليها الزمان وأثبتت فشلها ،وأكبر الثورات التي أطاحت بأنظمة الحكم نمت من بذور صغيره كان من الممكن السيطرة عليها ومعالجتها بالحكمة واحترام الرأي الآخر والإصغاء لمطالبه والتفاوض عليها لتحقيق العدالة الاجتماعية،ولكن العقلية العسكرية والأمنية هي التي أوصلت تلك البلاد إلى ما وصلت إليه .

نقول ُ لحكومتنا الرشيدة ،عندما بدأت الثورة في مصر ،استهان الرئيس مبارك وسلطته التنفيذية بالذين خرجوا محتجين إلى الشارع واعتبرهم الرئيس شوية عيال خليهم يلعبوا ويفضفضوا ،وهكذا زينت لهم السلطة التنفيذية ممثلة بوزارة الداخلية ،والحدث نفسه تكرر في سوريا '' لعب أطفال'' قوبل بالعنف والقتل والاعتقال والتنكيل ،وانتهى على ما نراهُ اليوم، والحال نفسه حصلُ في ليبيا ،جميعها ترتبط بصفات مشتركه سيطرة العقلية الأمنية على السلطة التنفيذية في مواجهة الشعب عندما يطالب بحقوقه المشروعة من حكومته أو دولته المتكفلة بحفظ أمنه وحقوقه لا بقمعه وقتله واعتقاله .

ومن هنا أوجه رسالتي للسلطة التنفيذية بأن تكون أكثر عقلانية في معالجة الأحداث ، والعُنف لم ولن يكون يوماً طريقاً لحل المشكلات ،أو إرهاب الشعوب وتخويفهم ،فالعُنفُ يجُرُ العُنف ويخلقُ مزيداً من الاحتقان، والعداء ،والعُنف دائماً تتوسعُ دائرته وخاصةً أننا مجتمعٌ عشائري مترابط بالقُربى والدم ،وما أخشاهُ أن ما يحصل في معان من عمليات أمنية أياً كان سببها ،إلقاء القبض على مطلوبين خطرين ،أو فض الإعتصامات ، لا بُدّ من التوقف عن التفكير بعقلية القبضة الأمنية والتهديد والوعيد ،فأبناء الجنوب كغيرهم من الشرفاء مخلصين لوطنهم يفدونه بالمُهج والأرواح ،ولا بُدّ من حُسنِ الاستماع لهم وتحقيق مطالبهم وإطفاء شعلة الشر التي من الممكن أن تنفجر وتتوسع شرارتها في بقية محافظات الجنوب من حيث لا نعلم.

هذا وطننا ،والشعب هم أبناء هذا الوطن وهم من يحرسونه بالمهج ،وأمن الجميع من أمن الشعب وتكاتفه وتعاضده وخاصة في هذه المرحلة المتأججة والتي تعتبر مسرحاً لكل التنظيمات وبكل مسمياتها والتي تنتهز ثورة البؤر الساخنة لتكون بيئة خصبة للانخراط في العمل الجهادي والتنظيمي والانتقام من النظام وسلطته التنفيذية ،وهذا ما حصل كما ذكرت في دول الربيع العربي التي بدأت ثوراتها بالاستهانة بالآخر وتعظيم شأن القوة الأمنية القادرة على تحقيق الأمن وفرضه بالقوة .

حمى الله الأردن من كل شر ،حمى الله وطننا من الذين لا يحسنون التقدير والتدبير ، واختم القول لحكومتنا ربّ كلمة أثرها أقوى من رصاصة .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
28-06-2014 11:21 AM

حسني مبارك رجل امريكا الاول وبشار وشاه ايران انتهى دوره في التحرير مع عدة مكالمات من اوباما مع عدة ضمانات واللذي بادره بالقول افضل للك ان تتنحى بالقوه وانت تعلم البوارج الامريكيه مرابطه بقناة السويس.... سيناريو اللعبه ادوار,,, مبارك وملالي ايران وبشار ومرسي والسيسي واردوعان واسرائيل والبرادعي وحمدين وشفيق وطنطاوي وعنان كلهم قاريين عند شيخ واحد وخريجو الوكاله الامريكيه في لنقلي ... لماذا لم تتعرض للمسائله زوجة مبارك لماذا لم يحاسب احد رموز الفساد الا وهو وزير الاثار السابق لماذا قلد مرسي قلادة النيل لطنطاوي والتي تحصنه من المسائله وهو رجل مبارك المقرب... لماذا احتظن مرسي عنان وقلده وسام العطاء للقاده العظام وجعله من ضمن كادر مكتبه ياسيدي مسرحيه عنوانها الكذب والتظليل والضحك على ذقون الشعب المصري الغلبان.. كما قام مبارك بتقليد اليرادعي قلادة النيل على جزيل اعماله علما بأنه لم يرشح للوكاله من قبل الحكومه المصريه وحتى دون اخذرأيها...واخيرا ياسيدي لن يعدم لاخيرت ولابديع ولاالعريان ولااحد من قيادات الصف الاول ممثله بمرسي العياط اللذي يحمل رخصه ولايجيد القياد وهو معزز ومكرم من حيث الزياره والغذاء والدوأ والخدم والحشم وبركة السباحه والعلاج الطبيعي وهذا حق تكفله الانظمه والقوانين الدوليه معاهدات جنيف ياسيدي.. مع جل احترامي وتقديري لشخصك الكريم

2) تعليق بواسطة :
28-06-2014 04:25 PM

بصراحة عملت على المثل القائل العرس بالزرقاء والطخ بصروت.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012