أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


""صراع الحضارات""

بقلم : سلطان ابو يوسف
05-07-2014 11:28 AM

كيف استطاع الغرب أن يسيطر على العالم العربي والإسلامي منذ سقوط الخلافة الإسلامية؟

كانَ، ولازال ،وسيبقى الصراع بين المسلمين وغير المسلمين صراعٌ حضاريٌ، ثقافي ٌ،عقائدي ، ونتيجة هذا الصراع الحضاري ،كانت فكرة الاستعمار،للسيطرة على الشعوب العربية ،خوفاً من صحوة المارد الإسلامي في أي وقت ،بعد أن تم القضاء على دولة الخلاقة الإسلامية .

لذلك فإن قضية الاقتصاد والاستيلاء على الثروات المعدنية، أو النفطية ،أو المياه،أو قضية استغلال الأرض في الزراعة ،أو الهيمنة على مصادر المياه الصالحة للشرب، هي ليست الأسباب الرئيسة لهذه الحروب التي تُشن على بلاد العرب المسلمين وعلى شعوبنا ،وإذا استثنينا الهدف الرئيسي وهو طمس هذا الدين وإعلاء الصليب فجميعها أمورا ثانوية،ولكنها تحقق وسيلة لتحقيق الغاية .

إن هيمنة الغرب على بلاد المسلمين ،والسيطرة على اقتصادهم ليس طمعا بالأرباح وما تدره من دخل فقط ، ولكن الهيمنة على ثرواتنا الزراعية والمعدنية تعني عدم تمكين العرب من الاستفادة من ثرواتهم وخيراتهم بشكل مباشر ،كي لا يتمكنوا من استغلالها لوحدهم والانتفاع بها لصالح شعوبهم لمواكبة الحضارة والتقدم العلمي والصناعي ،حتى نبقى شعوبا متخلفة تابعة للهيمنة الغربية.

إذا صراعنا هو تاريخي، علمي،و ديني،و ثقافي،و حضاري ،وباختصار هو صراع الأديان ،أو الصراع بين الصليب والهلال،أو صراع الحضارات .

إذاً ما هي الوسائل التي استخدمها الغرب حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم ؟

الغرب الصليبي يعي أن المسلمين هم الخطر الأكبر على العالم من خلال قدرة أتباع هذا الدين على النهوض من كل النكسات التي يتعرضون لها على مر التاريخ ،ولذلك كان لا بد من رسم سياسة تبقي هذه الأمة نائمة، ضعيفة، مفتتة، حتى يتمكنوا من السيطرة عليها ولو آنياً،وإلا فإنهم يدركون أن المسلمين أصحاب إرادة وفكر وعلم وحضارة متأصلة يمكن لها أن تظهر في أي لحظة يغفون عنها ،ليتمكن هذا المارد من الهيمنة على العالم وبسط يده من جديد وإعلان دولة الخلافة الإسلامية التي ينضوي تحت جناحيها كل سكان الأرض .

لذلك عمدوا إلى تفتيت دولة الخلافة الإسلامية إلى دويلات منذ سايكس بيكو، ورسموا لها حدوداً بمهارة وإتقان ،وتركوا مناطق خلاف متنازع عليها بين هذه الدول لتأجيج نار الحرب متى شاءوا بين هذه الدول .
الخطوة الثانية لا بد من تولي الفاسدين على هذه البلاد التي تم تقسيمها أو إفسادهم ، وإغراقهم بالمال ،والجنس ، ومن ثم إحاطتهم بالبطانة الفاسدة ،وعزل الطبقة البرجوازية العاجية عن عامة الشعب .

وللسيطرة على العالم الإسلامي لا بد كلما سقط نظام فاسد أن يقوم مكانه أو يرثه نظاما أكثر إفسادا منه،وعدم السماح بإقامة حكم عادل مهما كلف الثمن ولو أدى إلى التدخل العسكري لتسليم السلطة لفاسد ٍ جشعٍ غبي تابع لهم من جديد .

ولقتل روح الوحدة كما حصل بين سوريا ومصر أو الأردن والعراق لا بد من إيجاد أسباب خلافية بين قادة العرب والمسلمين ثم استغلالها وتوسيع دائرتها كما كان يحصل من حشود بين البلاد العربية لتتوسع هوة الخلاف بين القادة وتنتقل العدوى إلى الشعوب ،وبهذا يحرموا على الحكام والشعوب مجرد التفكير في إقامة الوحدة، وتجاوز أسلاك سايكس بيكو .

ولم تُستثنى المؤسسة العسكرية من منظورهم الخبيث ، وجعلوا المؤسسة العسكرية بلا روحٍ قتالية ،وتفتقد إلى عنصر الانتماء للوطن والشعب ،وولائها الوحيد لرئيس الدولة لتحميه وتحمي مؤسسة العرش وهذا ما لمسناه في كل البلاد التي ثارت على ظلم حكامها وما قامت به المؤسسة العسكرية ولا زالت من قتل وتصفية واعتقال ودمار لأوطانها وشعوبها .

وكي تتحقق هذه المبادئ لا بد من وجود سرطان قوي في المنطقة يكون تابعاً للغرب كقاعدة عسكرية متقدمة ، تؤمن الدعم اللوجستي الدائم ، وبنفس الوقت تحفظ امن الحكام الذين تنصبهم أمريكا أو دول الغرب، كما يقوموا بتأمين الحماية لها وبذلك تتكامل الأدوار في خدمة الغرب والسيطرة على العالم العربي والإسلامي .

وإذا ما تمعنا تاريخ الحكام العرب نرى مدى استفحال الدكتاتورية في الأنظمة الفاسدة ومدى القمع الذي يمارس على الشعوب ،وعمد هؤلاء الحكام إلى قتل روح الإبداع وكل سبيل يؤدي إلى نهضة الأمة ،وعملوا على إقصاء الوطنيين المثقفين والمخلصين ،وقتل روح الإبداع ،وتهميش الشباب المبدع المبتكر كل هذا ساهم في قتل هذه الأمة خدمة للصهيونية وتلبية لرغبات الصليب .

واهم باب سيطر عليه الغرب هو سيطرته على العقل والفكر وبرمجته من خلال الإعلام وغرس كل المفاهيم الخاطئة ،فمن خلال الإعلام ـ وساهم العرب معهم كذلك ـ تم إلغاء البرامج الدينية التي تنير فكر الإنسان المسلم وتجعله أكثر تمسكاً بعقيدته ،والتركيز على الأغاني والأفلام والمسلسلات ، وتقديم الأخبار المضللة ،وطمس التاريخ الحقيقي وإظهار التاريخ بصورة مزورة مشوهة بعيدةً عن الواقع .

ولم يغفل الغرب عن تشويه صورة الإسلام من خلال علماء دين تم شراء ضمائرهم وباعوا دينهم وتسلموا القيادات العليا في العالم العربي والإسلامي وبما أنهم يدركون أهمية الإفتاء عند المسلمين فحرصوا أن يظهر هؤلاء العلماء بصورة مقيتة عند المسلمين وإصدار فتاوٍ تخالف ديننا وعقيدتها ، وإنني إذ أشبههم بأسطول عسكري يلتفون حول الحكام لإصدار فتاو تحمي عروشهم وتبيح لهم القتل والتنكيل بأمة الإسلام وهذا لمسناه في سوريا ومصر ،وشرذمة من العلماء الذين باعوا ضمائرهم على الفضائيات ،وكذلك تأسيس الأحزاب الدينية التي التف حولها عامة الشعب ليستمعوا من علمائها وإذا بهم خونة عملاء كما فعل السلفيون في مصر

وحتى ندرك أنها حرباً بين الصليب والهلاك نستشهد بأقوال قادتهم ، عندما استولى الفرنسيون على دمشق في معركة 'ميسلون' توجه غورو إلى قبر صلاح الدين الأيوبي عند الجامع الأموي وركله بقدمه وقال له: 'ها قد عدنا يا صلاح الدين'.

وصورة أخرى ، ما نشرته الصحف البريطانيه بعد استيلاء اللنبي على القدس بعد الحرب العالمية الأولى ....''اليوم انتهت الحروب الصليبية '' .

آلاف الشهادات يمكن ان نقدمها لتدل على أن صراعنا هو صراعٌ ديني حضاري ثقافي يهدف إلى طمس هذا الدين وقتل أتباعه أينما وجدوا أو إضعافهم وإبقائهم تابعين للفكر الغربي يؤمنون بقيمه ومبادئه ويبقون خدماً له لا أكثر .

فالمطلوب منا أن نجهز على كل اتفاقيات سايكس بيكو وحدوده ونمزق خرائطه ونؤمن بعروبتنا ووحدة رايتنا وأننا أمة ذات تاريخ مشرّف لو تهيأت لها الظروف من الممكن أنها خلال شهور تعيد تنظيم نفسها وقوتها وتعيد هيمنتها وسيطرتها على العالم ولكن تحتاج إلى رجال أوفياء مخلصين لعقيدتهم ينشرون الوعي بين الأجيال للنهضة من جديد .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
05-07-2014 12:58 PM

أقول أولا للكاتب المحترم بأنه ليست هناك حضارات بلغة الجمع , بل أن هناك حضارة أنسانية واحدة بلغة المفرد , هذة الحضارة ألانسانية يتم تسليم وتناقل مشعلها بين ألامم المختلفة على مد العصور , وانها اي الحضارة الانسانية تتأثر وتؤثر فيها المعطيات المختلفة وذلك في الزمان والمكان لتنصهر وتنتج محصلة حضارية انسانية متغيرة ومتبدلة بتغير وتبدل الثقافة والادب والعلم والتكنولوجيا وتكون الدولة التي وصلت الى مستوى عال منها , هي التي تتبوأ المركز المميز والمؤثر فيها , وهذا هو الحال كما يعلمنا التاريخ من خلال متابعة روافد الحضارة من هندية وصينية واغريقية ورومانية وعربية اسلامية وغربية اوروبية وامريكية. ان فكرة اعتبار ان هناك حضارات مختلفة متصارعة بالضرورة
هي سطحية في الفهم والتحليل , وحتى اختصر ولا اطيل فأن كاتب المقال قد وقع في تناقض صارخ في طرحه وتحليله . على الكاتب أن يعي ويفهم بأن الصراع القائم بين الدول هو صراع مصالح وصراع هيمنة واستحواذ , ومن يصر على غير ذلك فلقد اضاع البوصلة وعدم الفهم وفقد القدرة على الاستيعاب والتعلم . المطلوب منا ياحضرة الكاتب التمسك بأنسانيتنا الجامعة مع تعلم احترام الغير والاعتراف بحريتهم وحقهم في الاختلاف مع التأكيد عل مبدأ التعايش السلمي , عندها نستطيع أن نقول بأن نقول بأننا حضارين بكل مهنى الكلمة .

2) تعليق بواسطة :
05-07-2014 01:34 PM

الصراع الحضاري موجود ،ويؤكده رجال الفكر الغربي ،مثل هنتجتون وفوكوياما وبرنارد لويس ،ويتركز على منطقتنا بالذات فهي ارض الصراع الابدي وهو مازاكدته الكتب المقدسة وكتب التاريخ منذدبدء الخليقة
كيف بمكن ان ننفي وجود صراعرحضاري ٫ونحن نسمع جورج بوش يتحدث على الملأ من تخوفاته بظهور دولة اسلامية ممتدة من اسبانيا وحتى اندونيسيا ؟ وكيف تحدث عن العراق حينما اشار الى ان الرب امره بشن هذه علحرب الصليبية المقدسة ؟؟؟؟؟!!!!
الصراع المذهبي والتجييش الطائفي الجاري في متطقتنا حاليا هو احد ادوات الغرب للقضاء على الاسلام ،وقد نجحت اسرائيل وامريكا في اشعال هذه الحرب وجر المسلمين ،لها ،لا لشيء الا لخوفها من المشروع الاسلامي القادم

3) تعليق بواسطة :
05-07-2014 04:16 PM

شأنك وللأسف شأن جورج بوش وان كان كل منكم بقف على الجانب الأخر من المتاريس , لقد وقعتم عن قصد او غير قصد في شرك المنظرين امثال هنجتون وغيره, الذين يبحثون عن ذرائع وعلل تمكنهم من ركوب خيول الحرب وهم الأقوياء ونحن الضعفاء .... الصراع هو سياسي با متياز/ وهنا اتفق تماما مع الاستاذ الجامعي / ولكنهم يموهنه شتى الاشكال ويلبوسنه شتى العباءات , حتى يخفى عليك وعلى من يفكر بطريقتك الحقيقة الابدية و بأن الاقوى يريد أن يهيمن ويستحوذ ويحكم الضعيف ... وهنا تتعدد الاسباب والموت واحد ... او كما يقول احد الامثال الشعبية الاروبية
/ من اراد أن يضرب كلبا , فلا بد من أن يجد حجرا / ....
أتفق مع الاستاذ مرة ثانية بأن هناك حضارة انسانية واحدة , ولكن هناك عدة ثقافات , وهذة الثقافات تتغير بتغير الزمان والمكان , ولايمكن لهذة ان تكون سننا اصليا أساسيا في التنازعات , ولكنها تستغل , كلما أراد أحدهم من أن يقرع طبول الحرب , وعندها سوف يجد الف علة وسبب ليفعل ذلك .
هتلر حارب بالدرجة الاولى في خربة العالمية الثانية الدول الاروربية على وجه الخصوص , وهذة كما تعلم يادكتور تنتمي الى ثقافة واحدة ودين واحد / اي حسب معايرك الى حضارة واحدة/
وهذا يفند وينسف قناعاتك وطرحك لصراع الحضارات .... افتحوا العقول وادرسوا التاريخ , وعندها بالمنطق سوف تجد الجواب الصحيخ ...مع تحياتي

4) تعليق بواسطة :
05-07-2014 07:51 PM

كلام د. العتوم هو الصحيح . ( تعليق رقم 2 )
من الطبيعي ان طرح د. العتوم لن يعجب البعض بسبب التزاماتهم الفكريه التي تملي عليهم مواقف مسبقه ولا تسمح لهم برفاهية الاتفاق والاختلاف مع الغير وحسب قناعاتهم الشخصيه .

5) تعليق بواسطة :
05-07-2014 09:47 PM

والله لم افهم شئ مما كتبت , سوى أنك توافق د. العتوم , غير ذلك كلامك منمق مرصوص وشكلي, خالي من المحتوى والمضمون كونه يفتقد للرأي الواضح المدعم بالبرهان والنقاش العلمي الموضوعي . كونك أنك والكاتب والعتوم وحتى هنجتون ولويس تقولون وتؤمنون بنظرية صراع الحضارات, هذا لايعني أنكم على صواب , فلقد كان العلماء والفلكيون ومعهم الكنيسة لفترة طويلة جدا من الزمن يؤمنون بأن الارض مسطحة وليست كروية وكانوا يدافعون عن هذا الرأئ بشراسة , حتى جاء كوبرنيك
وأثبت العكس .

6) تعليق بواسطة :
05-07-2014 10:12 PM

الأخ الاستاذ الجامعي
اتفق معك بكل ما تفضلت به ،وهو من ضمن مقالي عن الصراع بين الشرق والغرب أو صراع الحضارات ،وأختلف معك بأن الحضارة هي انسانية عامه وكأنك دمجت الثقافة الغربية والمسيحية والبوذية واليهودية في قالب واحد وهذا مستحيل لأنه لكل شعب هويته الثقافية التي لا ينسلخ عنها وهي تمثل العقيدة التي يؤمن بها أي شعب من الشعوب .
وعندما تقر انت بان هناك صراع مصالح وهيمنة ونفوذ كل ذلك كي تقوى هوية على هوية والهوية قلنا هي حضارة وثقافة فينتج عن ذلك صراع بين الحضارات.
ربما اخ الاستاذ الجامعي اما انك لم تقرأ الكتب التي تتحدث عن صراع الحضارات وهي كثيرة او صدام الحضارات وهي من الاسس الاستراتيجية في السياسة الامريكية والغربية أو انك قرأتها ولم تؤمن بما ورد فيها .
ولو أنك تتابع ما يصرح به الساسة الامريكان والبريطانيين عن أهدافهم من غزو العراق وبقية الدول العربية لختلف تفكيرك ولكن للأمانة أول مرة أسمع بمصطلحاتك رغم عشرات المراجع التي قرأتها حول هذا الموضوع ان هناك حضارة انسانية واحدة تجمع الجميع أو انا فهمتك خطأ او انت لم تستطع ان توصل رسالتك .

7) تعليق بواسطة :
05-07-2014 10:20 PM

الآخ عمر الفاروق أعتقد أن ردك واسلوب حوارك يدل على انك انت نفسك الاستاذ الجامعي ولكن باسم مختلف اوروبا يا استاذي وأمريكا لها نفس الهوية الثقافية والحرب التي قامت في اوروبا لا تشببها بالحرب التي تدور الآن بين الشرق والغرب فلنا هويتنا الثقافية ولهم هويتهم الثقافية ولعلمك كل هوية لا تنتمي للقفافة الاسلامية تعتبر الاسلام خطرا عليها والاسلام ينطر اليه انه هو الحطر الاستراتيجي الذي من الممكن ان ينهض في اي وقت لذلك يعمدون الى اضعاف المسلمين من خلال هذا الصراع الذي بينته في المقال ...واذا استطاع الغرب الهيمنة على الهوية الثقافية وطمسها فهذا هو صراع الحضارات ولكن تقول ان الهوية الانسانية مشتركه !!!! لو صح ذلك لن تجد نزاعا في الارض وكما اسلفت لك راجع كتب صراع الحضارات أو صدام الحضارات ممكن تستفيد أكثر ..تقبل مودتي والنقاش يثري الموضوع وليس خلافا شخصيا .

8) تعليق بواسطة :
05-07-2014 10:58 PM

الأخ سلطان أبو يوسف المحترم,
أنا قلت بأن هناك حضارة انسانية واحدة تحمل مشعلها لفترة من الزمن دولة أو امة , وذلك بقدر وعلى مدى ماتوصلت الية من علم وفنون من خلال اخذها من الدول والامم التي سبقتها في مختلف المضامير وقامت بتطويرها والزيادة عليها بابتكارها للمزيد من مجالات العلم والفن والادب , مشكلة بذلك ثقافة خاصة ترفدها في مجال الحضارة الانسانية . نعم هناك ثقافات متعددة مختلفة بين الامم ولكن هناك حضارة واحدة , هي الحضارة الانسانية .
ان محاولتك التشكيك بقرأتي للكتب غير موفقة , لأنني استاذ جامعي ومهنتي تملي على القراءة , ولكنني ربما اختلف عنك ,كوني اتمعن في القراءة واحلل ما أقرأ ولا اوافق عل مايخالف المنطق والموضوعية العلمية .
نعم لقد كتب الكثير من الغربيين والامريكيين عن صراع الحضارات وحتمية صدامهاو لا لشئ سوى انهم يريدون ذلك ويروجون له , كونه يصب في مصلحتمو بحكم أنهم الاقوى في هذة المعادلة .
لقد شهد العالم حربين عالميتين مدمرتين كبيرتين , الاولى والثانية والتي قامت في اوروبا وفي الثانية كانت امريكا طرفا رئيسيا في الثانية , على الرغم من كون أن جل هذة الدول تنتمي الى ثقافة واحدة ودين واحد - حضارة واحدة حسب طرحك- واذا ما عدنا الى التاريخ لوجدنا ان هناك حروب كبرى اخرى نشبت بين دول ومجموعات بشرية تنتمي الى نفس - الحضارة حسب معيارك- منها حرب المئة عام وخرب الثلاثون عاما التي عانت منها اوروبا الامرين . ان تقارب الثقافات- الحضارات - وتباعدها واختلافاتها لا تعني بالضرورة تصادمها, كما يروج لها منظري الغرب , انما اختلاف المصالح السياسية والاقتصادية هما السبب الرئيسي في ذلك .
لى الفخر بأنك لم تسمع بمصطلحاتي حتى اليوم , رغم قرائتك للعديد من الكتب , وهذا يعني أنني مبتكر , فكما لم يسمع العالم بمصطلحات جابر بن حيان في علم الكيمياء , لايعني أن مصطلاحاته غريبة عجيبة ولاتستحق الاخذ بها كما تحاول ان توحي من خلال طرحك .

9) تعليق بواسطة :
06-07-2014 01:36 AM

الأخ الاستاذ الجامعي
أنا ممنونك على هذا الحوار ..بحوارك أنت تثبت صحة ما جاء بالمقال والذي رفضته في أول تعليق لك ..وأنت تقر أن هناك حضارة إنسانية واحدة في كل فترة من الزمن أي أت الدولة العظمى التي تحكم هي من تسود ثقافتها على المناطق التي تبسط نفوذها عليها ...ثم تستفيد من ثقافة تلك الامم التي انتهت، على سبيل المثال الحضارة اليونانية ثم حضارة الفرس والروم وبعدها الثقافة والحضارةالاسلامية بعد الفتوحات والتي اجتاحت اوروبا فتأثروا بهذه الحضارة الجديدة واستفاد المسلمون من ثقافات تلك الدول ولكن من الذي سادت ثقافته طبعا الدول الفاتحه .
والآن تقر أن هناك صدام حضارات وهذا جميل لأن ماتناولته ليس اجتهاد مني وانما كان تحليلاً للواقع وقراءة في الفكر الغربي من أيام الغزوات الصليبية حتى بوش الأب والابن اللذان يحملان هذا الفكر وبالتالي أنا متفق معك أن صدام الحضارات يستغل لتأجيج مشاعر الشعوب لفرض الهيمنة السياسية وهو مصطنع واتفق معك انه من أجل التقاء المصالح المشتركة بين الغرب من خلال صناعة عدو وهمي ليقنعوا شعوبهم انه يشكل خطر على ثقافتهم وحضارتهم واقتصادهم .
ما تفضلت به اخي جميل واتفق معك به لأن افكارك اصبحت أوضح الآن ونحن متفقون تحياتي لك دكتور ومساء المحبة استاذي الفاضل .

10) تعليق بواسطة :
06-07-2014 02:20 AM

الحضارة مفهوم اوسع من الثقافة , وان كنا قد تعودنا من باب الاخطاء الشائعة أن ندرجهما تحت مضمون واحد, الحضارة عامة وشاملة, ام الثقافة فهي خاصة ومحدودة وترفد الحضارة.

اختلافنا سيدي العزيز في انك تتبنى نظرية حتمية صراع الحضارات, وهذاما يندرج ضمن التنظير الغربي تحت هذا العنوان , وهذا ليس صحيحا ويراد به اقناع الناس من انه لا مفر من الحرب والصدام, وهو مابرر له من عدوانية امريكا والغرب لحرب استباقية دفعنا نحن فاتورتها وتنعكس علينا نتاجها بالخراب والدمار .
دائما هناك سبب ما للعدوان , فلقد سبق نظرية صراع الحضارات وتفوق مايسمى الحضارة الغربية, نظرية صراع الاعراق , الذي جاءت به الفاشية النازية , حيث برر هتلر عدوانيته بتفوق العرق ألاري على غيره من الاعراق ... وربما نسمع في المستقبل بنظريات جديدة تفصل حسب الطلب .
اود أن اقول في النهاية واختم هذا النقاش , ان الانتماء الانساني اعلى واسمى من كل الانتماءات , واننا بني البشر نتقاسم العيش المشترك على هذة الارض ونتشارك بالتوالي في صناعة الحضارة الانسانية من خلال ثقافاتنا المختلفة , لنغني بذلك جميعا ...اننا نسموا بأنسانيتنا ونهبط ونظلم في تعصبنا .....
/ يا ايها الناس انا جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا , ان اكرمكم عند الله اتقاكم / , صدق الله العظيم.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012