أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


مؤشرات زوال إسرائيل

بقلم : سلطان ابو يوسف
16-08-2014 11:09 AM
كان حُلمُ الصهاينة منذ القرن الثالث عشر إقامة دولةً لهم في فلسطين ، وكان هذا جلياً في كتابات فلاسفتهم ومنظريهم ،ولكن كان نشاطهم واضحاً أكبر عندما تغلغلوا في أوروبا بعد حملات من الإعدامات للآلاف منهم عبر التاريخ ، وكان لهم دوراً بارزاً في التغلغل في الدولة العثمانية والنخر بها ،كما شارك الآلاف منهم في حرب ألمانيا ولكن هتلر اتهمهم بالخيانة ولهذا السبب أقام لهم المحارق وقتل عشرات الآلاف منهم .

عُرض على اليهود قبل وعد بلفور إقامة دولتهم في أكثر من مكان ،ولكنهم رفضوا وأصروا أن يتم الله وعده ويأتي بهم إلى فلسطين لفيفا ليلاقوا حتفهم كما أمر الله سبحانه .

اليهود ضعفاء جبناء ،لا يعرفُ عنهم إلا الخبث، والمكر، والخداع، والحيلة، ونقض الوعود ،والله سبحانه وتعالى بين لنا أن اليهود لا يمكن أن تقوم لهم دولة إلا بحبل من الله وحبل من الناس،قال تعالى : ضربت عليهم الذلة اين ما ثقفوا الا بحبل من الله وحبل من الناس، أي هناك من يدعمهم ماليا، وعسكريا، وسياسيا، واقتصاديا ،وإعلامياً،وكلمة ناس لم تحدد دين أو ملة، إنما قد يكونوا مسلمين وغير مسلمين،ولولا هذا الدعم كالذي نشهده اليوم ومنذ نشوء دولتهم المغتصبة لن تجد لليهود وجود.

عندما قدم اليهود إلى فلسطين مغتصبين كان حلمهم ما بين خطـّي علمهم الأزرق من النيل إلى الفرات ، وبدأ اغتصابهم لفلسطين بالدعم البريطاني والعربي بالاستيلاء على أرض فلسطين حيث سقطت قرى ما أطلق عليه لاحقا أرض 48 ، ثم سقوط ارض ما اصطلح على تسميتها 67 ، وغزة ،ومرتفعات الجولان في سوريا ، وسيناء مصر ، وبهذا بسطت إسرائيل سيطرتها على كل فلسطين ،وأجزاء من الأراضي العربية ،وهذا أقصى ما حصلت عليه عسكريا .

وبدأت بعد أن استقرت لها الأمور في محاولة التوسع أكثر ، وحاولت أن تحتل أجزاء من الأردن ولكنها فشلت ،ثم احتلت أجزاء من لبنان لاحقا ، ودفعت ثمنا غاليا ،أدى إلى انسحابها مكسورة الجناح .

عندما فشلت إسرائيل في تحقيق حلمها في الوصول إلى النيل والفرات بالدبابات والطائرات، وعدم مقدرتها على فرض استعمارها على الأرض لو أرادت أن تتوسع،وتحقق حلمها من النيل إلى الفرات ،لذلك بدأت تفكر باللجوء إلى الحل السياسي من خلال عقد اتفاقيات سلام مع الدول العربية والذي تعتبره من وجهة نظرها مساويا للاحتلال، حيث تحقق أهدافها السياسية ،والعسكرية ، والاقتصادية،والقبول بها من خلال التطبيع لتفرض هيمنتها بطريقةٍ غير مباشرة .

حقيقةً كان السّلام بداية نهاية إسرائيل ،علماً أنه كان سلبياًً على للعرب ، ولكن هذا السلام حقق لنا ما عجزت عن تحقيقه الدبابة والجيوش العربية ،ربما يسأل سائل كيف ؟ ، إن السلام من وجهة نظري هو العد العكسي لاضمحلال السرطان الإسرائيلي الذي كاد أن ينتشر في الوطن العربي لو امتلكت إسرائيل جيشا كافيا يغطي المساحة التي من الممكن أن تسيطر عليها عسكرياً لو امتلك ديموغرافيا سكانية .

وبهذا السلام ، استعادت سيناء مصر وهذا انكماش للكيان الغاصب ، مع أنني ضد السلام ، وبهذا السلام دخلت قوات السلطة الفلسطينية إلى أغلب مدن فلسطين، وهذا لا يمكن أن يتم بالحرب ، وأتفهم دور السلطة الآن،والخدمة التي تسديها للصهاينة وإنما أتحدثُ عن المستقبل،لأن هؤلاء يشكلون قنبلة قابلة للانفجار في أصعب ظروف العدو المغتصب لينفجروا في وجهه ، وانسحبت من جنوب لبنان بالنار والحديد بفضل المقاومة ، كما انسحبت من غزة بنفس الطريقة وخرجت مهزومة .

إذا تمت عملية السلام أو فشلت ، هناك الآلاف من الشباب الذين عادوا لفلسطين بكل أسلحتهم الشخصية ، وهناك الآلاف مثلهم في غزة بكامل عتادهم الحربي وهذه بوادر خير للمستقبل عندما يأتي أمر الله .

إذا تحدثنا عن اضمحلال العمق الصهيوني بعد خسارته لغزة، وجنوب لبنان، وأرض 67 في فلسطين مع انه لازال مسيطرا عليها ، لكن هذه مقدمات لعملية الزوال ،والاضمحلال .

المؤشر الأكبر لقرب زوال الصهاينة ، قوله تعالى :لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر ، لذلك أقاموا القرى المحصنة ،وأقاموا حولها الجدر داخل كل فلسطين ،ويبقى الجدار الأكبر الذي سيقام على طول حدودها الخارجية مع الدول العربية،وهو البشارة الكبرى لنهايتهم .

أما العلامة الكبرى لزوال هذا الكيان المغتصب ، قال صلى الله عليه وسلم : عمران بيت المقدس ،وخراب يثرب،خراب يثرب ،خروج الملحمة ، .........الخ .رواه أبو داود وأخرجه أحمد . وذكرت مرارا ،أن السلام لا يوقف الأعمار في القدس حتى تصبح كالشبكة ألعنكبوتيه من كثرة المساكن ـ أي المستوطنات ،وقد تم ،وأوشكوا أن ينتهوا ، وذكرت بالمقدمة أن الدولة الصهيونية تقوم على حبل من الله وحبل من الناس ،ولاحظ معي عندما يكتمل بناء القدس ،وتنتهي الجدر ، ستخرب يثرب أي يسقط حكم آل سعود في الحجاز لينقطع حبل الناس ،لأنه أمتن حبل تقوم عليه إسرائيل ،وسيهيئ ربي لذلك سببا مفاجئا لا يتوقعهُ أحد.

أما على المستوى الخارجي ،فإن علاقات إسرائيل ستسوء مع أمريكا ،واليوم نلمس سوء هذه العلاقات وتوترها ، وستضيق أمريكا ذرعا من هذا الكيان الغاصب رغم هيمنة اللوبي الصهيوني حاليا ولا تفكر للحظة أنهم يعجزون الله ، واعتقد أن هذا الدعم سيخف او يتلاشى في السنوات القادمة وربما نشهد مزيداً من التوتر في العلاقات .

أما بالنسبة للمقاومة ،ستبقى سيف الله المسلط على رقابهم ،ولن تتوقف الضربات المؤلمة والموجعة للصهاينة على يد أبناء فلسطين من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها،وفي بيت المقدس وأكناف بيت المقدس ،حتى يقول الشجر والحجر يا مسلم هذا يهودي خلفي تعال واقتله .

أما على المستوى الداخلي ،فالمجتمع الصهيوني متفكك، تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ، ومنذ سنوات بدأت الهجرة المعاكسة تزداد من الداخل إلى الخارج نتيجة فقدان المستوطن الصهيوني للأمن الذي يحلم به ، ومعركة غزة الأخيرة أضعفت شوكة العدو الصهيوني ،وهزمت مؤسسته العسكرية ،وانهارت معنويات جنوده، وحققت خيبة أمل وفشلا ذريعا لجهازها الأمني الذي كانت تفتخر به عالميا، وعلى أثر هذه المعركة تم حل أكثر من لواء من خيرة النخب الإسرائيلية ،كما تمرد أكثر من لواء عسكري ورفضوا الذهاب للقتال في غزة .

بعد أن يستتب الأمن سوف نلاحظ هجرة عكسية من المجتمع الإسرائيلي بشكل ملفت للنظر ، كما أن معركة غزة استطاعت أن تضيف للانتصار العسكري ،انتصاراً إعلامياً ،زاد من كره العالم العربي والغربي للصهاينة على جرائمهم التي اقترفوها بحق المدنيين العزل الأبرياء ،لذلك خرجت الشعوب في المغرب العربي ،والشعوب الأمريكية ،والأوروبية ،وشعوب أمريكا اللاتينية احتجاجاً على جرائم الصهاينة ومناصرين للقضية الفلسطينية وشعبها وما يتعرض له من عدوان ويعتبر هذا تغييراً مؤثرا للقضية ويشكل ضغطا على صانع القرار السياسي العالمي وعادت القضية الفلسطينية لتحتل المرتبة الأولى في العالم بعدما كاد أن يتم وأدها .

كما يقوم ناشطون عرب بالتأثير على أغلب الشركات والمصارف التي تتعامل مع الكيان الغاصب والتي اضطرت أن توقف تعاملها الاقتصادي سواء على مستوى البنوك،أو التصدير والاستيراد،أو شركات بيع الأسلحة، وقامت كثيراً من الدول بسحب سفرائها واعتبرت إسرائيل دولة تنتهك حقوق الإنسان بأبشع صورها ، وبما ان إسرائيل تعتمد على التصدير للعالم ،فيكفي أن تتوقف عن التصدير لنجد هذا سبباً كافياً للهجرة المعاكسة إذا ما أضفنا له فقدان الأمن والخوف .

كل هذه المؤشرات يجب أن تؤخذ بالحسبان وخطورتها على هذا الكيان الغاصب ،وخاصة خلال السنوات القادمة ، وهذا كله لا يعني أن إسرائيل ستزول ولكنها ستكون مهيأة للزوال ،وبقي أن أذكر أن إسرائيل لم تعقد صلحاً مع سوريا لأن سوريا وضعها مختلف وهي الجبهة الوحيدة المهيأة للانفجار والتدخل الإسرائيلي لأنها قبل زوالها ستدخل على خط الحرب السورية خلال السنوات القادمة وستصل إلى العمق السوري وأبواب دمشق وعلى أبواب دمشق تنفجر الملحمة الكبرى التي تشتعل في مرج ابن عامر معلنة نهاية هذا الكيان الغاصب وملايين القتلى التي ستتعطر الأرض بدمائهم .

لذلك حكم الصهاينة لن يتجاوز 2024 تقريبا أو حلولها ، وسيسبقه توتر في العلاقات مع أوروبا وأمريكا ،وسقوط حبال الناس من العرب قبل سقوط الصهاينة .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
16-08-2014 12:32 PM

أشهد انك أصبت

2) تعليق بواسطة :
16-08-2014 04:43 PM

نعتذر

3) تعليق بواسطة :
19-12-2015 11:16 AM

الشيخ احمد ياسين رحمه الله تنبأ بذلك فى لقاء مع الاعلامى احمد منصور فى قناة الجزيرة وقال ان شاء الله فى العام 2027 ميلادى

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012