أضف إلى المفضلة
السبت , 04 أيار/مايو 2024
السبت , 04 أيار/مايو 2024


إتفاقيات مصيرية شهدها الأردن

بقلم : د. باسل برقان
15-10-2014 11:45 PM
شهد الأردن خلال شهر أيلول الماضي توقيع أهم إتفاقيات تتعلق بمصيره ومستقبله وهما إتفاقية مع الكيان الصهيوني ترمي إلى إستيراد الغاز الفلسطيني المسلوب ولخمس عشر سنة قادمة تتراوح ما بين 250- 300 مليون قدم مكعب من الغاز يومياً. وتم توقيع الإتفاقية الثانية في العاصمة النمساوية ما بين الحكومة الأردنية ممثلة بهيئة الطاقة الذرية وشركة روس أتوم الروسية والتي تتعلق بدراسات الموقع لإنشاء أول محطتين نوويتين لإنتاج الطاقة على أراضي البادية الشرقية. وقد ترافق مع توقيع هاتين الإتفاقيتين المصيريتين في الطاقة نشر تصريحات لوزير المياه بأن الحكومة في صدد إطلاق عطاءات في شهر تشرين الثاني المقبل للتعاقد على إنشاء قناة البحر الأحمر البحر الميت ولجر المياه وتحلية البعض منها. وهذا المشروع هو مشروع تطبيع وتعاون ما بين الحكومة الأردنية وحكومة إسرائيل حيث أقرت الحكومة مراراً بأن الغاية من تحلية المياه هو ضخ ثلثها إلى العقبة والباقي يتم بيعه إلى المستعمرات العطشة في جنوب إسرائيل والتي أُقيمت على الأراضي الفلسطينية المُصادرة.
لم يكن ممكناً طرح هذه المشاريع الثلاثة في عام 2011 أو 2012 في فترة إمتلاء الشارع الأردني بحراكات الإحتجاج على الفساد والمطالبة بالعدالة الإجتماعية. ولكنها الآن أصبحت جميعها حديث الشارع وتم التوقيع عليها جميعاً لتصبح أمراً واقعياً يسير بمساره ويسجله التاريخ بالرغم من وجود الحلول الوطنية والسيادية الأردنية.
فأول الحلول البديلة عن إتفاقية جر الغاز الإسرائيلي هو إنهاء بناء ميناء الغاز المسال في العقبة. فكيف للدولة أن تعيد إرتكاب نفس الخطأ بالإعتماد على مصدر واحد للطاقة لثلاث مرات متتالية، حيث إعتمد الأردن على النفط العراقي المدعوم حتى سقط العراق في عام 2003 وإنقطع الإمداد، ثم إعتمدت الحكومة على الغاز المصري حتى سقط نظام مبارك في عام 2011 فإنقطع الإمداد. والآن نذهب إلى كيان يريد السيطرة بضخه الغاز إلى الأردن ونتناسى بأن هذا إعتماد كلي وللمرة الثالثة. فلماذا إذاً يريد الأردن بناء ميناء الغاز المسال....؟؟ أليس بناءه يمكننا الشراء من أي مصدر إن كان الجزائر أو قطر أو حتى روسيا بدون إعتماد على مصدر واحد إعتماداً كلياً. وهنا علينا أن لا ننسى أن الأردن يحتوي على النفط؛ فالصخر الزيتي الذي إحتياطيه يمكن أن يكفي الوطن إلى ما يزيد عن 700 سنة لم يتم إستغلاله مع أنه مُجدي إقتصادياً وتتهافت الشركات لإخراجه وحرقه لإنتاج الطاقة وصناعة النفط بدون أن تتكلف الخزينة فلسا واحداً ولكن لا ترى هذه الشركات إلا مماطلة الحكومة.
وبالرغم من المعارضة الشديدة لمشروع الطاقة النووية، فالحكومة وقعت إتفاقية مع الشركة الروسية للبدء في دراسة الموقع، مخالفة الأُسس والتوصيات الأممية من الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتسير الحكومة في مشروع المحطة النووية بالرغم من إعلان وزير المياه بأن المياه المتوفرة بالأردن لا تكفي إلا إلى ثلث السكان. وإنتفض القاطنون بالموقع وإعتصموا من أجل إلغاء المشروع والحكومة لا تأبه نهائياً إلى أي من المعترضين الذين يصرون على الطاقة المتجددة النظيفة بدلاً من الخيار النووي.
ويبقى مشروع قناة البحرين للتعاون مع إسرائيل والذي أكد مراراً وتكراراً وزراء المياه بأن 'جميع البدائل قد إستنفذت' مع أن ذلك غير صحيح نهائياً. وسيتم طرح عطاءات المشروع في شهر تشرين الثاني المقبل. ثم يظهر تناقض الدولة جلياً عندما يصرح وزير المياه بأن الحكومة لديها خيار حفر آبار عميقة في المنطقة الوسطى من المملكة. إن مشروع قناة البحرين سينتج 40 مليون متر مكعب مياه محلاة في الجزء الأول منه وبقيمة مليار دولار، بينما تتناسى الدولة بأن سد الموجب يمتلىء دائماً منذ أول الموسم المطري ويمكن تعلية السد بقيمة لا تزيد عن 50 مليون دولار لتزيد سعته بحوالي 50 مليون متر مكعب سنوياً.
إن أفضل حل سيادي لأزمة المياه في الأردن هو التحلية على الشاطىء الجنوبي من العقبة وما بين المنطقة الواقعة من مشروع تالابيه إلى الحدود مع المملكة العربية السعودية وهي بمساحة 80 كيلومتر مربع والتي يمكن أن تستقطب محطات عديدة لتحلية المياه. والناتج عن التحلية هنالك من مياه مالحة مرفوضة لا يلقى به في البحر لحساسية ذلك على الشُعب المرجانية، بل يجفف في بحيرات صناعية ليتم إنتاج الملح بعد التجفيف ومن ثم تغليفه ليتم شحنه من الموانىء الأردنية وإلى الدول العديدة التي تبتاع الملح.
البدائل الأردنية الوطنية والسيادية متوفرة ولكن هم الدولة هو التطبيع مع إسرائيل في غياب الشارع الأردني.
د. باسل برقان

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
16-10-2014 01:14 PM

الدكتور باسل برقان

1 كنت اقترحت ان يكون موقع محطة الطاقة الذرية على البحار المجاورة والاردن
له حصة تاريخية بها

2 حوض غاز المتوسط مرتبط بحوض
غاز حفرة الانهدام من الشونة الشمالية
الى العقبة فاليمن والصومال

3 اما حفر المياه العميقة فاشبعته
بحثا شخصيا على مختلف المواقع
وهو ليس من بنات افكرهم

واخيرا لمبة من ستة لمبات في الاردن
كما يدعي رئيس الحكومة ستضاء من الزيت المصخري
فيمكن اضائة 6 لمبات من 6 لمبات
من الطاقة الريحشمسية

فورا فورا فورا

انني اقرر التوقف عن الكتابة مررا
ولكن عندما ارى ما ارى اعود للكتابة
مجبرا

فمثلا معالي النووي يقرر انه لا توجد
رياح عندنا على التلفاز

ويأتي معالي الطاقة حامد ويقر بوجود
الرياح

مع انني اطلعت على دراسات مفصلة
عن قوة الرياح عندنا اي الاردن اعدتها الدول
الاسنكدنافية( مش الكنافية)

ويتندرون لماذا نحن نائمون لا نصحى
على قوة الرياحشمسية

واخيرا اصبت يا دكتور برقان بكل
ما طرحت

اتذكر معالي النووي طوقان قال
فوكوشيما وفاجعة التلوث النووي
سببها اخطاء ادارية

يا يبعث امن رطل ادارة لفوكوشيما
بلكي يتخلصوا من مصيبة التلوث
النووي
ومن عندي بزيدلهم اكمن وقية تطوير
اداري

2) تعليق بواسطة :
17-10-2014 02:06 PM

( اتفاقيات الظل... )



* اخطر الاتفاقيات المصيرية التي شهدها الاردن، هي اتفاقيات الظل والتحالفات التي يتم الاتفاق عليها ما بين السلطتين التنفيذية والتشريعية (خارج الاطار الدستوري ) بعيدا عن رقابة الشعب، والتي تمهد وتفتح الطريق لتوقيع اية اتفاقية او معاهدة، اقليمية كانت او دولية، دون العودة الى المرجعية الام، الدستور.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012