أضف إلى المفضلة
الخميس , 02 أيار/مايو 2024
الخميس , 02 أيار/مايو 2024


في الذكرى (47) لمعركة الكرامة الخالده

بقلم : العميد المتقاعد احمد عبدا لحافظ الرحامنه
21-03-2015 10:14 AM
في الحادي والعشرين من آذار وقبل (47)عاما سجل التاريخ بحروف من ذهب ، سيرة ملحمة عظيمة خاضها جيشنا العربي الباسل ، ضد عدو غادر غاشم، لا يردعه خلق ولا إيمان ، ، ففي فجر ذلك اليوم العظيم ، كانت الأمة كلها على موعد مع النصر ، على أيدي جنودنا الأردنيين ، الذين حفروا نصرهم في صدر التاريخ بدمائهم الزكية ، وعندما نادى الحسين في ذلك الفجر ،وبصوت القائد المؤمن “الله أكبر.. المنية ولا الدنية. ،ودارت رحى المعركة كانت مدفعية جيشنا العربي تهدر من على جبال البلقاء الأبية: “الله أكبر.. لبيك يا أبا عبدا لله ” ، وتدك جحافل المعتدين ، لترد كيدهم إلى نحورهم ، ورصاص الجند على الأرض يمزق صدر الغاصب المعتدي ويدمر آلياته ، ومع فجر يوم 21 آذار عام 1968بداء العدو بالهجوم على جميع المقتربات في القاطع الأوسط, والجنوبي وقد حاولت قوات العدو والتي تقدر بنحو 15 ألف جندي القيام بهجوم صامت لمفاجأة القوات الأردنية ولكنها كانت مكشوفة وتحركاتها معروفة للقوات الأردنية حيث بدأ بقصف جوي ومدفعي شديد على جميع المواقع الأمامية, والدفاعات الخلفية, وخطوط المواصلات لكن صمود الجيش العربي في هذه المعركة كان نقلة نوعية في تنامي الروح المعنوية العالية , والقدرة القتالية النادرة التي يتمتع بهاء الجندي الأردني, فقد اسند الجنود البواسل أصحاب الجباه السمر ظهورهم إلى جبال البلقاء الصامدة فكانوا لهم بالمرصاد وأصابع الرماة جاهزا فوق الزناد وصيحاتهم تنادي الله اكبري في كل تل وواد وتسابق الجنود والضباط مستمدين معنوياتهم من قائد البلاد متكلين على الله رب العباد فأضرموهم بوابل من النيران وقد هب أبناء البلقاء الشامخة في البوادي والأرياف لنجدة إخوانهم بالماء والطعام والمساعدة في إيصال الذخائر إلى حفر المدافع والصحابة أبي عبيدة ومعاذ وشرحبيل كأني بهم يتململون من تحت ثراهم الطهور تحرقا لقتال اليهود ، وجبريل يخفق بجناحيه فوق رؤوس الجند ، ومآذن الله تصدح بالتكبير ، شحذا لهمم الجند. ، ولكن نداء “الله أكبر” كان أعلى ، وإرادة الله كانت أقوى. لقد كانت بدر حاضرة ، على أَرض الكرامة ، في ذلك النهار ، وكأن صورتها تبعث من جديد ، على أَرض الأردن ، وينقشع غبار المعركة بعد ساعات شديدة ثقيلة ، بلغت بها القلوب الحناجر ، وإذا بوجه النصر المشرق ، يطل على الدنيا وجيشنا العربي المصطفوي يغسل عار أمة بكاملها ، بقيادته الهاشمية وقد سطر أعظم الملاحم البطولية ، بدمائهم الزكية ، ورسموا صورة للفداء عز نظيرها، ليبقى الوطن قلعة للصمود وعنوانا للثبات.هذا الصمود والنصر كانا منعطفاً هاماً في حياة الأمة العربية تحطمت خلاله أسطورة التفوق الإسرائيلي, وأظهرت المعركة للعالم إن في هذا الوطن جيشاً يأبى الضيم ويدحر العدوان, ويذود عن حماه بالمهج والأرواح ويدافع عنه بكل ما أوتى من قوة ، نعم إنها معركة الكرامة إنها التضحيات الجسام ، والانتماء والأصالة في العطاء تعلمناها من الهاشميين وأعطتنا المعركة دروسا عده أولها الإيمان بالله و بعدالة قضيتنا وثانيها التضحية من اجلها وبهذه المناسبة الخالدة ندعو الله جلت قدرته ان يرحم شهداء الكرامة الابرار الذين سالت دماؤهم في ثرى الأردن الطاهر لتتصل بدماء إخوانهم الذين سبقوهم في ارض المعراج والصعود ورحم الله الحسين القائد الأعلى للجيش العربي. ويحمى أردننا الغالي بقيادة راعي نهضتنا جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012