أضف إلى المفضلة
الجمعة , 04 تشرين الأول/أكتوبر 2024
شريط الاخبار
الأمير فيصل يرعى إطلاق مشاريع إدماج الشباب في عملية التنمية مجلس محافظة البلقاء يطلع على مشاريع بلدية دير علا الجديدة 14 شهيدًا فلسطينيًا بغارة إسرائيلية على مخيم طولكرم إعلان نتائج طلبة إساءة الاختيار والانتقال بين التخصصات والجامعات الأمن العام ينفي صحة التسجيل المتداول لسيّدة تدّعي تعرّض أطفال للخطف توترات المنطقة تخفض حركة الطيران في أجواء الأردن بنسبة 22% الأردن يدعم غوتيريش في مواجهة حملات الإساءة الإسرائيلية إطلاق 85 صاروخًا من لبنان إلى أراضي الجليل الاردن ومصر: نقف إلى جانب لبنان وأمنه وسيادته الحنيطي يتابع اختبار أسلحة مدرعة ومدفعية في الجيش - صور الصفدي يبحث مع نائب الرئيس السوري استقرار المنطقة وتهيئة عودة اللاجئين البكار: حلولنا لن تكون متسرعة أو جزئية أو آنية مادبا: تحديث خطوط الكهرباء استعدادا لفصل الشتاء طيران الإمارات تلغي رحلاتها إلى الأردن والعراق وايران وزير الاستثمار وسفير الاتحاد الأوروبي يبحثان مع "البوتاس العربية"
بحث
الجمعة , 04 تشرين الأول/أكتوبر 2024


لماذا اختفى نسل الأفذاذ ؟!

بقلم : د.م حكمت القطاونه
16-07-2015 11:18 AM
سلطة ألأفذاذ دائماً يُخالطها الندم الذي يُطامن من غلوائها، مثلما الزهد يُطامن من غلواء الجشع، ذلك أن من أظرف ما وقعت عليه عيني انقله إليكم كما هو من بعض الكتب، أن الرسول صلى الله عليه وسلم تنبأ بسيدنا أويس بن عامر القرني من خير التابعين الذين أدركوا الصحابة رضوان الله عليهم ولكنهم لم يدركوا الرسول (ص) : ' يأت عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم قرن ، كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم، برٌ بوالدته لو أقسم على الله لأبره ............. يا عمر ويا علي فإن أدركتماه فلا يفوتكما أن يستغفر لكما، وكان عمر رضي الله عنه قد سمع الحديث فحرص كل الحرص على ملاقاته بعد وفاة الرسول (ص) ، يسأل عنه ألحجيج وإمداد الجيوش من أهل اليمن ويقول: يا أهل اليمن أفيكم أويس بن عامر؟.

ذكر الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في كتابه (حلية الأولياء) : أن رسول الله (ص) قال لأبي هريرة رضي الله عنه : ' يا أبا هريرة إن الله تعالى يحب من خلقه الأتقياء ألأصفياء ألأخفياء الأبرياء ألشعثة رؤوسهم المغبرة وجوههم الخمصة بطونهم إلا من كسب الحلال، الذين إذا استأذنوا على الأمراء لم يؤذن لهم وإن خطبوا المتنعمات لم يُنكحوا، وإن غابوا لم يفتقدوا، وإن حضروا لم يُدعوا ،وإن طلعوا لم يُفرح بطلعتهم ، إن مرضوا لم يعادوا، وإن ماتوا لم يُشهدوا – قالوا: يا رسول الله كيف لنا برجل منهم؟.
قال (ص) : ذاك أويس القرني.
قالوا: وما أويس القرني؟.
فال (ص) : أشهل ذا صهوبة، بعيد ما بين المنكبين، معتدل القامة، آدم شديد الأدمة، ضارب ذقنه إلى صدره رام بذقنه إلى موضع سجوده، واضع يمينه على شماله، يتلوا القرآن يبكي على نفسه، ذو طمرين لا يؤبه به، متزر بإزار ورداء صوف، مجهول في أهل الأرض ، معروف في السماء، لو أقسم على الله لأبره، إلا أن تحت منكبه الأيسر لمعة بيضاء، ألا وإنه إذا كان يوم القيامة قيل للعباد أدخلوا الجنة، ويُقال لأويس: قف واشفع.
فيشفعه الله عز وجل في مثل عدد ربيعة ومضر، فيا عمر ويا علي إذا أنتما لقيتماه فاطلبا إليه أن يستغفر لكما يغفر الله تعالى لكما.
فمكثا يطلبانه عشر سنين لا يقدران عليه فلما كان في آخر السنة التي هلك فيها عمر قام على جبل أبي قبيس فنادى بأعلى صوته: يا أهل الحجيج من أهل اليمن، أفيكم أويس من مراد؟ فقام شيخ كبير طويل اللحية فقال : يا أمير المؤمنين إنا لا ندري ما أويس ! ولكن ابن أخ لي يقال له أويس وهو أخمل ذكرا وأقل مالا وأهون أمرا من أن نرفعه إليك، وإنه ليرعى إبلنا حقير بين أظهرنا، فعَّمى عليه عمر وكأنه لا يريده.
قال سيدنا عمر رضي الله عنه أين ابن أخيك هذا أبحر منا هو وأين يُصاب؟.
قال الشيخ الكبير : نعم، بأراك عرفات.
ركب عمر وعلي رضي الله عنهما مسرعين إلى عرفات فإذا هو قائم يصلي إلى شجرة والإبل ترعى ، فشدا حماريهما ثم اقبلا إليه فقالا : ألسلام عليك ورحمة الله، فخف الصلاة وقال السلام عليكما ورحمة الله وبركاته.
قالا – أي عمر وعلي رضي الله عنهما: من الرجل؟.
قال : راعي إبل وأجير قوم...قالا رضي الله عنهما : لسنا نسألك عن الرعاية ولا عن الإجارة، ما اسمك؟
قال : عبدالله.
قالا – عمر وعلي رضي الله عنهما- :قد علمنا أن أهل السماوات والأرض كلهم عبيد الله فما اسمك الذي سمتك أمك؟
قال: يا هذان ما تريان إليّ.
قالا : وصف لنا محمد (ص) أويساً القرني فقد عرفنا الصهوبة والشهولة ، وأخبرنا أن تحت منكبك الأيسر لمعة بيضاء فأوضحها لنا، فإن كان بك فأنت هو.
فأوضح منكبه فإذا اللمعة فبادراه يقبلانه.
قالا – سيدنا عمر وسيدنا علي - : نشهد أنك أويس القرني فاستغفر لنا يغفر الله لك.
قال سيدنا أويس : ما أخص باستغفاري نفسي ولا أحدا من ولد آدم، ولكنه في البر والبحر، في المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، يا هذان قد أشهد الله لكما حالي وعرفكما أمري فمن أنتما !؟.
قال سيدنا علي رضي الله عنه: أما هذا فعمر أمير المؤمنين وأما أنا فعلي بن أبي طالب.
فاستوى أويس قائما وقال : السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا أمير المؤمنين وأنت يا إبن أبي طالب وجزآكما الله عن هذه الأمة خيرا.
قالا رضي الله عنهما : وأنت جزاك الله عن نفسك خيرا....وقال له عمر رضي الله عنه: مكانك يرحمك الله حتى أدخل مكة فآتيك بنفقة من عطائي وفضل كسوة من ثيابي، هذا المكان ميعاد بيني وبينك.
قال سيدنا أويس : يا أمير ألمؤمنين لا ميعاد بيني وبينك لا أراك بعد اليوم تعرفني، ما أصنع بالنفقة؟ ما اصنع بالكسوة؟ أما ترى عليَّ ازاراً من صوف ورداء، متى تراني أخرقهما ، أما ترى أن نعليَّ مخصوفتان متى تراني أبليهما؟ أما تراني أخذت من رعايتي أربع دراهم متى تراني آكلهما؟ يا أمير المؤمنين إن بين يدي ويديك عقبة كؤوداً لا يجاوزها إلا ضامر مخف مهزول، فاخف يرحمك الله.
فلما سمع سيدنا عمر ذلك من كلامه ضرب بدرته الأرض ثم نادى بأعلى صوته : ألا ليت أن أم عمر لم تلده، ليتها كانت عاقرا لم تعالج حملها، إلا من يأخذها بما فيها!.
يقول سيدنا أويس : يا أمير المؤمنين خذ أنت هاهنا حتى آخذ أنا ههنا- أي ليذهب كلا منا في طريقه.
فولى سيدنا عمر ناحية مكة وساق أويس إبله ووافاها القوم وغاب حتى لم يُعثر له على أثر.

هذا أمير مؤمنين تربع على عرش العالم، هزم روما وكسرى في زهده وعدله، لم يملأ بطنه من طعام قط، وقبل أن يُقيم العدل ويؤدب بدرته هذب نفسه وقمع هواها وجشعها إنه عمر، أما علي فحكاية مقترنة بمدينة العلم وابن عم رسول الله ومن آل بيته وزوج قرة عينه فاطمة الزهراء، سيفه ذو الفقار وأول الفتيان المبشرين بالجنة، وذاك أويس واحد من الرعية يزهد بما بين يدي السلطان، لا يكترث بدنيا ولا يهتم بصولجان : ' يا أمير المؤمنين إن بين يدي ويديك عقبة كؤوداً لا يجاوزها إلا ضامر مخف مهزول، فاخف يرحمك الله..... يا أمير المؤمنين خذ أنت هاهنا حتى آخذ أنا ههنا'...تجاوز بنعليه المخصوفتان قامات سلاطين زمان الانحطاط وكل شعوب ألأمة الزاحفة على بطونها والمسحجين المسبحين بحمد السلطان،.... لنبقى في رسم السؤال أين اختفى نسل هؤلاء الأفذاذ لماذا أصيبت نساء العرب بالعقم وكيف صرن عواقر؟.

* كتاب سيرة الصحابي عمر بن الخطاب للكاتب السوداني عبد غالب أحمد عيسى - دار الفكر/ ألخرطوم.
* كتاب الحافظ أبو نعيم الأصبهاني (حلية الأولياء).

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
17-07-2015 05:40 AM

الله الله ما أروعك يا دكتور حكمت!

تقبل الله طاعاتنا وطاعاتكم...

لقد كان أويس بن عامر يركض لنفس؛ وما أكثر من يركضون في عصرنا لأصحابهم...

ألم تسمع يا "حشم" بذلك الأرنب الذي سبق ذلك الكلب حينما كان يريد أن يفترسه؟

تعجب الكلب أن الأرنب قد سبقه ولم يستطع الإمساك به، فسأل الأرنب: كيف سبقتني وأنا أقوى منك وأسرع؟ فقال الأرنب: أنا أركض لنفسي، وأنت تركض لصاحبك.

وأخيراً؛ في ظل الإستبداد؛ يختفي الأفذاذ أنفسهم، فما بالك بنسلهم...

وهل لو كان عمر مستبدّاً يا دكتور؛ فهل سيظهر أويس؟ لك حبي.

2) تعليق بواسطة :
17-07-2015 01:16 PM

مقال جيد وفيه كثير من العبر ومشكور الكاتب ، الا انه استند على احاديث متواترة غير مؤكدة اضافة الى ان رسول الله لم يكن يعلم الغيب حسب ما ورد في القرآن الكريم.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012