أضف إلى المفضلة
الأحد , 02 حزيران/يونيو 2024
الأحد , 02 حزيران/يونيو 2024


العرب والعالم بين القدرة والرغبة

بقلم : د. فهد الفانك
22-02-2013 12:22 AM
هناك فرق شائع بين القدرة على القيام بمهمة كبرى على صعيد العالم وما بين الرغبة في القيام بتلك المهمة، فقد تكون جهة ما قادرة تماًماً على الاضطلاع بفعل معين باقتدار، ولكنها ليست راغبة في تولي مسؤولية هذا الفعل وتحمل تكاليفه.
بهذا المقياس يقال أن أميركا هي الدولة الوحيدة في عالم اليوم القادرة على القيام بدور الشرطي العالمي، وبالتالي حراسة الأمن الدولي وقيادة العالم، ولكنها في عهد رئاسة باراك أوباما غير راغبة في التصدي لهذا الدور، لأنها لا تريد أن تتحمل تكاليفه بعد ما جرى لها من تجارب مرة في العراق وأفغانستان.
في المقابل فإن الاتحاد الأوروبي قد يكون راغباً في القيام بدور قيادي عالمي ولكنه غير قادر على ذلك في ظل أزماته المالية والاقتصادية، فالإمكانيات المادية المتوفرة لأميركا ليست متوفرة للاتحاد الأوروبي.
إذا صح هذا التحليل، فإن النظام العالمي الجديد الذي بدأ بانهيار الاتحاد السوفييتي وبروز أميركا كقطب أوحد يكون قد انتهى أو أوشك على الانتهاء ليفسح المجال لنظام عالمي جديد متعدد الأقطاب.
الأقطاب المرشـحة للعب دور عالمي جديد في ظل التعددية القطبية هي، إلى جانب أميركا، الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين، أما الأدوار الإقليمية في منطقتنا فهي متروكة لإيران وإسرائيل وتركيا.
أين يقع العالم العربي على خارطة القوى العالمية في ظل هذه الأوضاع المتحركة والمتحولة من حال إلى حال؟ أغلب الظن أنه يقع في محل المفعول به وليس الفاعل.
العالم العربي ليس تحت رحمة القوى الكبرى كأميركا والاتحاد الأوروبي فقط، بل أيضاً تحت رحمة قوى إقليمية هي إسرائيل وإيران وتركيا. وكلها تنظر إلى العالم العربي كغنيمة متاحة لمن يكمش!.
موضوعياً، هناك فرصة لبروز قوى إقليمية عربية وازنة، ليس للتصدي لدور عالمي فهذا كثير، بل للقيام بدور إقليمي ذي طابع دفاعي. والمقصود هنا دولة الثقل البشري أي مصر، ودولة الثقل الاقتصادي أي السعودية، فهناك قدرة على القيام بهذا الدور الإقليمي، ولكن هل هناك رغبة في الاضطلاع بالمهمة، وهل تتوفر الإرادة.
التنبؤات الشائعة حول ما ستؤول إليه حالة العالم في المستقبل تخدم غرضاً واحدأً هو معرفة ما سوف لا يحدث في العالم، فالمستقبل لا يسلم نفسه للتوقعات مهما كانت ذكية، وتظل الدنيا حبلى بالمفاجآت.
(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
22-02-2013 01:20 AM

لا اظن ان امريكا تخلت عن دورها كشرطى و ما زالت قطب اوحد . و عدم اتخاذها (ظهورها ) مواقف حازمة فة بعض القضايا كما كان سابقا هو موقف بحد ذاته يخدم مصالحها ولا يتعارض مع سياستها. و هى الآن تتحكم و تامر من وراء الكواليس وتكتفى بتوجيه ادواتها فى كل منطقه . ربما ايضا طبيعة الاحداث الحاليه ساعد فى ظهور امريكا بهذا الشكل الوديع وعدم ظهور الشرطى المتغطرس.

هناك ايضا احتمالية تغير فى شكل الهيمنه و الاستعمار الجديد كما حصل سابقا عندما تخلت الدول الاستعمارية عن الاستعمار المباشر و مارست استعمار باطن بوضع موظفين و عملاء و تابعين فى مستعمراتها القديمه و ظهروا للعالم كابطال تحرير و قادة افذاذ.

الذى يؤكد هذا الكلام عدم وجود شرطى آخر قوى ينافس فعليا هيمنة الامريكان او حتى مشاركتهم فى الاستقطاب , وكذلك عندما تحجم امريكا عن اتخاذ موقف فلم يحصل ان تجرأغيرها و تقدم لأخذ المبادره . وهذا يعنى انها قامت بتحييد العالم ليتخذ نفس الموقف العاجز و المراقب .

صحيح انه من سنن الحياة صعود و هبوط دول, لكن هذه التقلبات بحاجه الى احداث عظيمه لتقلب الموازين مثل تفكك داخلى او حروب عالميه و غيرها من الكوارث . بغير ذلك يبقى الحال كما هو عليه حتى اشعار آخر...!

2) تعليق بواسطة :
22-02-2013 08:40 PM

فيلسوف

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012