أضف إلى المفضلة
الأحد , 02 حزيران/يونيو 2024
الأحد , 02 حزيران/يونيو 2024


هل تعلمت تركيا الدرس؟

بقلم : فهد الخيطان
25-07-2015 02:12 AM
لأول مرة، تقصف المقاتلات التركية مواقع لتنظيم 'داعش' داخل الأراضي السورية. ولأول مرة، تقلع طائرات التحالف الدولي من قاعدة 'أنجيرليك' في تركيا، لضرب أهداف للتنظيم الإرهابي في سورية. ولأول مرة، تتحرك السلطات التركية بشكل جدي لضبط 'تسلل' المقاتلين الأجانب عبر حدودها للالتحاق بالجماعات الإرهابية في سورية. في غضون ثلاثة أيام فقط، أعلنت سلطات الحدود التركية منع العشرات من التسلل إلى الجانب السوري من الحدود، وتوقيف أكثر من مئتي شخص يعملون لصالح المتطرفين في مدن تركية عدة.
حتى وقت قريب، كانت السلطات التركية تتذرع بعدم قدرتها على منع المتسللين عبر أراضيها ومطاراتها من دخول الأراضي السورية. ومنذ وقت مبكر، اتخذت موقفا سلبيا من التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب في سورية والعراق. لكن تفجير 'سروج' الذي تبناه 'داعش'، وأودى بحياة ثلاثين شخصا، كان بمثابة الصدمة لحكومة تركيا، التي وجدت نفسها في مواجهة مفتوحة مع الجماعات الإرهابية، بعد ثلاث سنوات انتهجت خلالها تركيا سياسة تبادل المصالح مع الجماعات المتطرفة.
شكلت تركيا محطة رئيسة للشبان الراغبين في الالتحاق بالجماعات المتطرفة في سورية؛ 'داعش' و'النصرة'، من مختلف الجنسيات. وقد عبر أراضيها الآلاف خلال السنوات القليلة الماضية.
ولم يكن هذا سلوكا عرضيا لتركيا، وإنما جزء من سياسة مدروسة، هدفها المعلن المساعدة في إسقاط النظام السوري. ومع تفاقم الأزمة في سورية وتحولها إلى حرب أهلية، سعت تركيا إلى تحجيم طموحات خصومها الأكراد، ومنعهم من إنشاء إقليم مستقل على حدودها.
كان للكثيرين أن يتفهموا مصالح تركيا العليا، لكن ليس إلى الحد الذي يدفع بها إلى التحالف مع جماعات إرهابية لا يمكن الوثوق بسلوكها. وهذا ما حصل لاحقا؛ فقد انقلب السحر على الساحر، ووجهت هذه الجماعات حرابها نحو الداخل التركي، من دون أدنى اعتبار للمعاملة التفضيلية التي تلقتها لسنوات من الجانب التركي.
لقد أكد تفجير 'سروج' الإرهابي عقم السياسة التي تبنتها تركيا وأطراف أخرى، والقائمة على تأجيل المواجهة مع الجماعات الإرهابية في سورية إلى ما بعد إسقاط نظام بشار الأسد، وإقامة حكومة منتخبة.
ماذا كانت النتيجة؟
النظام لم يسقط، لكنه خسر قدرته على الصمود والسيطرة، لصالح الجماعات المتطرفة دون سواها من قوى المعارضة السورية، والتي شرعت في تدشين دويلات مستبدة تتحكم برقاب السوريين.
إن الآلاف من المقاتلين الأجانب الذين تدفقوا على سورية لا يعنيهم طموح السوريين بالحرية والديمقراطية، بل إقامة إمارة عابرة لكل الحدود والدول؛ فتركيا وسواها من دول المنطقة ضمن دائرة الاستهداف.
إن الأيام القليلة الماضية أثبتت أن تركيا كانت قادرة على ضبط حدودها ومنع تسلل الإرهابيين إلى سورية، والمشاركة بفعالية في الحرب على الإرهاب، لكنها لم تكن راغبة في ذلك.
هل نحن بصدد تحول جوهري في المقاربة التركية بعد تفجير'سروج'، أم مجرد ردة فعل من السلطات التركية لامتصاص الغضب الشعبي بعد العملية الإرهابية؟
يصعب الحسم بالإجابة. لكن تركيا في قلب المناقشات الجارية على المستويين الدولي والإقليمي، حيال سورية. ولا شك في أنها بدأت تدرك خطورة مغامراتها بعدما أصبحت أراضيها في مرمى نيران الإرهاب.
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
25-07-2015 02:27 AM

المفروض ان يكون" هل تعلمنا نحن الدرس من تركيا"؟
تركيا لاتقدم خدمات مجانية, هكذا هي الدول, لمعرفة لماذا دخلت تركيا التحالف ضد الدولة الاسلامية, يجب معرفة على ماذا حصلت في المقابل؟

2) تعليق بواسطة :
25-07-2015 07:16 AM

بحجة داعش ستدخل تركيا على كل الشمال السوري كعكعة وتوزعت

3) تعليق بواسطة :
25-07-2015 11:40 AM

مضمون التعليق 1 و 2 هو الاستنتاج الصحيح لأن تركيا حصلت على ما تريد في إنشاء منطقة عازلة طويلة وعميقة تمكن المعراضة من تشكيل حكومة سورية قد تعترف بها معظم دول العالم بدلا من حكومة صبي قم. تركيا لم تتحالف مع داعش ولم تحاربها ايضا كون هذه العصابة خدمت السنة من حيث لا تدري بقطعها التواصل البري بين طهران وكل من دمشق وجنوب لبنان، وسهات من إضعاف النظام السوري ورفع كلفة دعمة على موسكو وطهران. وربما تشهد حدود سوريا مع الاردن قريبا شيء مماثل بإنشاء منطقة عازلة بين درعا والسويداء. ايران من ذل الى ذل.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012