أضف إلى المفضلة
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024


مستقبل الاردن الذي لا نعرفه..!!

بقلم : حسين الرواشدة
31-08-2015 12:48 AM
كيف سيكون الاردن عام 2025 ؟ يمكن ان نسأل بطريقة اخرى : ما هو الاردن الذي نريده بعد عشر سنوات ؟ او بطريقة ثالثة : هل سيظل الاردن عام 2025 كما هو عليه الان ام سيكون افضل وربما اكبر ..؟
مهما تكن صيغة هذه الاسئلة المفترضة فانها تصب في عنوان واحد وهو “مستقبل الاردن” ، هذا الذي يهمنا جميعا ، لكن عند التفكير باية اجابة سنصطدم بمسألتين ، الاولى اننا نتعامل مع الحاضر بكل قضاياه وملفاته بمنطق “ المياومة” او بالقطعة احيانا ، فكيف يمكن ان نتنبأ بما هو ابعد من ذلك ، اما الثانية فهي اننا نفتقد ما يلزم من دراسات وابحاث ومراكز تفكير كان يمكن ان تساعدنا في وضع رؤية لمستقبل بلدنا بصورة علمية ، وبالتالي فنحن ما نزال “اسرى” للاحداث التي تداهمنا من الخارج ، او لما ينزل علينا بالبراشوت من نصائح وحلول من قبل اشخاص انطباعيين يقيسون المسافات بالاشبار لا بالاميال.
ليس من مهمتي ولا في قدرتي - بالطبع - ان اجيب على مثل هذه الاسئلة الكبرى ، ولكنني اقرع الجرس لعلنا نفكر - ولو لمرة واحدة - بمستقبل بلدنا ، اليس من واجبنا ومن حقنا ايضا ان نعرف في اي اتجاه نسير، وعلى اي طريق نمشي ، او ان نطمئن الى مستقبل ابنائنا الذي هم امانة في اعناقنا، خاصة ونحن نعيش في منطقة “حفرة “ الانهدام التي اصبحت اسما على مسمى ، ونرى كل يوم ما يحدث من براكين وزلازل لم تبق حجرا على حجر.
اذا استعجمت علينا الاجابات ، لا بأس ان نذهب لطلب مساعدة صديق ، واستأذن القارئ الكريم ان اتقمص دور هذا الصديق ، ولكي اسهّل المسألة ( او ابسطها ) سأتناول بعض الملفات ، خذ مثلا ملف التعليم بشقيه العادي والعالي : كيف يمكن لاحدنا ان يتوقع اوضاع طلبتنا بعد عشر سنوات اذا ما سار قطار التعليم على سكته الحاليه بهذه السرعة الجنونية التي رأينا نتائجها في التوجيهي هذا العام ، ثم كيف ستتمكن جامعاتنا التي يعاني بعضها من الافلاس المالي وتفتقر للحريات الاكاديمية وتعاني من خلل في التعيينات ومن “قحط” علمي ومعرفي ومن عنف متكرر بين الطلبة ..كيف ستتمكن من تخريج “قادة” ونخبا نطمئن الى سلامة وعيهم وكفاءتهم ايضا..؟
خذ ايضا ملف الاصلاح السياسي بكل تفاصيله التي نعرفها : ابتداء من “المفتاح” وهو قانون الانتخاب الى حزمة التشريعات المتعلقة بالبلديات واللامركزية والاحزاب وصولا الى مناخ الحريات العامة وتشكيل الحكومات وادارة الدولة ..الخ ، هل اسسنا فعلا ارضية سياسية صلبة تطمئننا على اننا سنصل بعد عشر سنوات الى الاردن الذي نريد..؟
خذ - ثالثا - مرفق العدالة الذي يشكل الاساس لضمان استقرار الدولة وحماية حقوق الناس فيها ، هل يحتاج الى اصلاح وتطوير ام اننا ما زلنا نصر على انه ليس في الامكان افضل مما كان ..؟
خذ - رابعا - الاقتصاد ، بما يتضمنه من زراعة وصناعة واستثمار وصولا الى موازنة الدولة والمديونيات الداخلية والخارجية وحركة السوق والغذاء والدواء والبطالة والفقر ..الخ ، هل اقتصادنا بخير الان وكيف سيكون بعد عشر سنوات اذا ما استمرت الاوضاع على ما هي عليه او حدث الذي اسوأ، ثم هل لدينل ما يلزم من الخطط لرؤية مستقبلنا على حقيقته ام اننا ما نزال نراهن على المعونات والدعم والقروض ووعلى وصايا الممولين وشروط الصندوق الدولي..؟
كان يمكن ان استطرد في طرح المزيد من الامثلة ( ازمات الحاضر ان شئت ) كما انني تجاوزت عمدا ما يعرفه القارئ الحصيف من عناوين غير مسموح التطرق اليها هنا ،لكن الاهم هو : كيف ستكون صورة الاردن بعد (20) عاما من حيث عدد السكان وتنوعهم السياسي والاجتماعي والديني وتوزيعهم الديمغرافي ، ثم توزيعهم الطبقي تبعا لمستويات الفقر والعوز ، ثم تركيبتهم الصحية والنفسية( لدينا نحو مليون شخص يعانون من اضطرابات نفسية و ثمانمئة الف من اعاقات مختلفة) وميولاتهم الفكرية وانماط تدينهم ونسبة اعداد اللاجئين القدامى والجدد ومصيرهم ، وما يترصدنا من “مصائد” سياسية تتعلق بذلك.
سنفاجأ اذا ما قدّر لنا ان نضع على طاولة البحث كل ما لدينا من معطيات ومعلومات وما بداخلنا من هواجس ومخاوف حول واقع “الاردن “ وما يمكن ان يطرأ في السنوات القادمة من متغيرات ، ربما سنكون امام “اردن جديد” لا نعرفه ولا نستطيع الان ان نتوقع ملامح صورته ، لكن لا ادري اذا كان غيرنا سبقنا الى رؤيته في المرآة ، خاصة ونحن في عصر “الفرجة “ حيث تسبق الصورة الواقع .. ويتسابق “الرسامون “ الجدد الى ترتيب الخرائط ورسم الحدود وتحديد الهويات ايضا .

(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
31-08-2015 06:58 AM

الان بلد مشاع لكل من هب و دب وضاع فيه الاردنيون بالزحمه . بعد عشر سنين سيتلاشى الاردنيون وربما سيطالبوا بكوتا نيابيه

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012