أضف إلى المفضلة
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
الضريبة: الثلاثاء اخر موعد لتقديم إقرارات دخل 2023 استقرار الذهب لليوم السادس على التوالي في السوق المحلي انخفاض النفط والذهب عالميا الجرائم الإلكترونية تحذر من سرقة الصفحات الصحة العالمية: 31 ألف أردني مصابون بمرض الزهايمر الثقافة ترشح ملف "الزيتون المعمّر- المهراس" لقائمة التراث العالمي تدهور شاحنة في منطقة الحرانة .. والأمن يحذر استمرار الأجواء غير المستقرة في اغلب المناطق اليوم وسط هطول مطري بمختلف المناطق وفيات الاثنين 29-4-2024 السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة على مدرجه لأول مرة منذ 2011 .. وزير الخارجية البحريني يزور دمشق خبير عسكري : الهندسة العكسية إستراتيجية المقاومة لاستخدام ذخيرة الاحتلال ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعداد لعملية رفح مسؤولون إسرائيليون:نعتقد أن الجنائية الدولية تجهز مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وقادة إسرائيل مصرع 3 جنود صهاينة واصابة آخرين بكمين في غزة
بحث
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024


أربع أزمات محلية

بقلم : د.باسم الطويسي
14-11-2015 12:31 AM
خلال أقل من أسبوعين، شهدت المملكة أربع أزمات غير معتادة، شغلت الرأي العام؛ من أزمة حريق الجمرك، إلى أزمة الأمطار التي داهمت العاصمة، مرورا بصدمة وفاة الشقيقتين في حادثة الجويدة، ووصولا إلى إطلاق النار داخل مركز تدريب الشرطة بالموقر. ومحصلة هذه الحوادث 18 ضحية فقدوا حياتهم، بين مواطنين أردنيين ووافدين وضيوف، بينهم أطفال ونساء ورجال.
تفاوت الأداء العام في الاستجابة لهذه الأزمات والتعامل معها، وفق طبيعة كل أزمة وحجم المتضررين منها. لكن العامل المشترك بين كل تلك الأزمات هو حالة الصدمة والإرباك التي انتابت الرأي العام الأردني، والتي تعود في جانب منها إلى نقص المعلومات، على الرغم من حالة الوفرة والتدفق الهائل للآراء والتحليلات التي قدمتها وسائل الإعلام، وتلك التي ساهم فيها الناشطون؛ سواء على شبكات التواصل الاجتماعي، كما عبر منابر التعبير الأخرى في المجال العام.
تناقض الوفرة والندرة في المعلومات، شكل السمة البارزة المشتركة التي اتسمت بها الأزمات الأربع التي جعلت الأردن حاضرا بشكل استثنائي في وسائل الإعلام الخارجية أيضا. وهذا التناقض خلقه نقص وتأخر في المعلومات الرسمية من جهة؛ وعدم تبلور ونضوج قادة رأي محليين قادرين على التأثير العقلاني في الرأي العام في أوقات الأزمات، من جهة أخرى، ولديهم دينامية اتصالية تستطيع أن تستثمر منافذ المعلومات المتاحة للتقليل من حدة هذه الأزمات؛ ويُقصد بذلك قادة الرأي الذين يملكون ثقة عامة، ويشكلون مرجعية في مجتمعاتهم. فالرأي العام مثل الطبيعة؛ لا يقبل بالفراغ، ويلجأ إلى ملئه بالطرق المتاحة، وأحيانا من دون النظر إلى المحتوى ونوعيته.
هذا ما حدث بالفعل في معظم تلك الأزمات. فضعف مرفق المعلومات العامة، إلى جانب ميراث تواضع الثقة العامة، مكّنا الهواة والناشطين غير المحترفين من أن يكونوا في الصف الأمامي لملء هذا الفراغ. فتلك الأزمات لا تعدو أن تكون أكثر من حوادث غير معتادة، لكن حينما يلف أي حادث الغموض، ولا تقدم الجهات المختصة رواية متماسكة، تُفتح الأبواب للتكهنات ولسيل من الإجابات الافتراضية التي قد تجعل الحادثة أزمة متدحرجة، قد تولد أزمات أخرى؛ وبدلا من خلق الطمأنينة لدى الجمهور، يقاد الناس إلى المزيد من القلق والاضطراب والخوف من القادم. وهو ما يحدث في هذه الأثناء وسط الأردنيين؛ سواء في حديثهم عن 'الشتوات' المقبلة وما تبقى من الموسم المطري، أو في توقعات الجرائم والأعمال الإرهابية.
التعامل الاتصالي مع الأزمات؛ سواء من قبل وسائل الإعلام، أو المؤسسات المختصة، يتطلب ثلاث استراتيجيات أساسية، هي: الاستجابة، أي عدم الصمت في مواجهة الأزمة، بل ملء فراغ المعلومات. فإن لم تقم المؤسسات المختصة بهذا الدور، فإن هناك الكثير من المتبرعين للقيام بهذه المهمة. ثم الإحاطة الجارية بتطورات الأزمة وما يصاحبها من تداعيات؛ فالحضور من خلال المعلومات يجعل الجهة المختصة هي مرجعية الجمهور. ثم المتابعة، بمعنى أن لا ينتهي دور تقديم المعلومات مع بداية تراجع الأزمة وبداية نهايتها.
تلك الأزمات الأربع وغيرها قد تحدث في أي مجتمع، كما هو الحال بشأن احتمال تكرارها أكثر من مرة. والدرس المهم الذي حان الوقت لأن نتعلمه، هو أن الشفافية وإحاطة المجتمع بالمعلومات، مصلحة وطنية بحتة. فيما التستر والانغلاق في ضوء ما نشهده من تحولات هائلة في وسائل الاتصال، يشكلان أزمات أخرى تراكم في ضعف الثقة العامة.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012