أضف إلى المفضلة
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024


لبنان والإرهاب!

بقلم : طارق مصاروة
14-11-2015 12:33 AM
لا يمكن اعتبار جريمة برج البراجنة حادثاً له علاقة بسياسة «النأي بالنفس» عما يجري في سوريا, فانغماس حزب الله في حربها الداخلية بهذا الحجم, نقل هذه الحرب الى لبنان.. وهذا لا يبرر جريمة داعش ولا يفسرها. فداعش الان مصابة بالسعار, وهي تبحث عن أعداء: تارة في روسيا, واخرى في تركيا أو العراق او السعودية او سيناء. وتستثير العالم ضدها كما يقول الملك عبدالله في: شبه حرب عالمية ثالثة.
ونعود الى جريمة برج البراجنة التي اصابت شيعة لبنان, وتجمعهم الاكبر بعد الجنوب والبقاع. فنقول إن العالم.. وأوله اميركا, واوروبا, والصين وروسيا والعرب استنكروا الجريمة. وتعاطفوا مع المستهدفين الشيعة الامر الذي يجب أن يقنع قادتهم, وزعماءهم الروحيين وملاّتهم ان السنّة والنصارى والبوذيين والشيوعيين والهندوس ليسوا اعداء لهم. وأن تصويرهم لتاريخ اضطهادهم الطويل تصويراً من صنعهم أنفسهم. وأن اغتيال علي بن ابي طالب, أو الحسين كان لأسباب سياسية شارك فيها أبو لؤلؤة الفارسي وابن ملجم العربي. لكن الفرس هم الان حزبهما الأكبر, والعرب هم أهل علي والحسين. فالموت لأميركا اصبحت: تسقط أميركا. ولعل المستقبل يجعل من اميركا صديقاً.. فالسياسة متحركها هو الثابت, ومصالحها هي الدائمة!!
لقد قرر حزب الله وحليفه الماروني عون حضور جلسة مجلس النواب بعد أكثر من عام على افشال انعقاده.. بالغياب. وتفاءل اللبنانيون بأن شيئاً ما سيحدث بعد أن تحولت عاصمتهم الجميلة المثقفة الى «مزبلة», وفشل الجميع في انتخاب رئيس جمهورية في جو حر, وتسهيل عمل حكومة تضم جميع الطوائف والاحزاب!! فلبنان لا معارضة فيه, لأن حكومته جامعة. والحكومة لا تعمل لأن المشاركين فيها منقسمون على أنفسهم!!
مشكلة لبنان ليست مشكلة الارهاب، لا داعش ولا النصرة، مشكلة لبنان داخلية اساسها عدم الولاء للوطن الواحد، والولاء للطائفة، او لدولة خارج لبنان الوطن.
لقد نجح قادة الصراع اللبناني حتى الان في تجنب حرب اهلية كالحرب التي امتدت من عام 1975 الى عام 1992، واهلكت مائة الف لبناني، وأدت الى هجرة مليون، واشترك في هذه الحرب غير الطوائف: اسرائيل، وسوريا، والعراق، والسعودية والفلسطينيين، وانتهت بالطائف، واتفاقاته التي لم يُنفذ منها شيء غير شرعنة الوجود العسكري السوري، الموازي للاحتلال الاسرائيلي ولمدة ستة وعشرين عاما.
ستبقى لبنان تغمس خارج الصحن، وستبقى داعش وارهابها تفجّر احياء الشيعة ومساجدهم في لبنان كما في العراق والسعودية وباكستان وافغانستان ومصر وليبيا، وسيبقى الولاء الوطني هو الغائب الوحيد.
(الراي )

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
14-11-2015 06:06 AM

ما زلنا نقرأ بدون تفسير لمعرفة هل البيضة من الدجاجة ؟ ام ان الدجاجة من البيضة ؟ وفي نظر معظم ناس اليوم يرون ان حزب الله هو البيضة ..بعدما كانوا يرونة قبل عشرة اعوام هو الدجاجة !!

2) تعليق بواسطة :
14-11-2015 08:16 AM

قول الحقيقه سواء لنا أو علينا من الإنصاف .
من الإنصاف أن تقول أيها الكاتب أن المجازر التي ترتكب في الشام بحق المدنيين من قبل النظام أن حزب اللات مشترك فيها
واذكرك بمجزرة الكيماوي في الغوطه والبراميل الإرهابيه وقصف الطاءرات الهمجي إلا تسمي هذا إرهابا ؟!!

في الشام يوميا يسقط العشرات وربما المءات ولا بواكي لهم
لماذا لا تسمي هذا إرهابا ؟!
عيب كبير أن يصل الإنسان إلى هذا العمر ويكذب على الله والناس وينافق

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012