أضف إلى المفضلة
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024


الصلاة تهمة !

بقلم : احمد حسن الزعبي
15-11-2015 01:00 AM
أعجب أحياناً من لغة الإعلام التي تهرول الى النتيجة قبل اكتمال الصورة أو لملمة أطراف الحادثة محاولة بصورة او بأخرى أن تخيط بخيوط شفافة ما بين الحدث وبين التديّن، متجنبة عشرات الأسباب النفسية والوظيفية والاجتماعية والاقتصادية وحتى التنظيمية ان وجدت وركّزت عدستها على سجّادة الصلاة..
كل الأخبار والتقارير التي كتبت عما جرى الأسبوع الماضي في مركز تدريب الموقر..ركّزت في متنها أن النقيب «أنور ابو زيد» قد صلى الظهر منفرداً .. وأشارت بعضها انه صلّى الفجر في ذلك اليوم وبعض التقارير تقول انه توفي «صائماً».. لم يتعرّضوا لتفاصيل حياته الشخصية او حالته النفسية .. لماذا تمّت الإشارة إلى الصلاة في كل التقارير؟؟... هل أصبحت الصلاة تهمة ؟؟ هل صارت الصلاة تعطي مؤشراً للانضمام لتنظيم ارهابي ..؟ ثم منذ متى والصلاة علامة للتشدّد؟.. ماذا لو لم يكن «أنور ابو زيد» مصليّاً ؟..هل ستنحرف دفة التكهنات إلى أن الشاب طبيعي والحادث فردي...ما هذا الهراء ؟ ان تكون مسلماً يعني من الطبيعي أن تكون مواظباً على الصلاة بغض النظر ان كان سلوكك في المجمل يدل او لا يدل على الاستقامة...
احدى الزميلات قالت على فضائية عربية معلقة على ما جرى في الموقر، ان المعلومات التي استطاعت ان تحصل عليها فور الحادثة ان الشاب «متدّين وسط» او «متوسط التدّين»... وهذه أيضاَ لا استطيع أن أفهمها.. متدّين وسط.. ومتدين سادة... ومتدين ع الريحة... ومتدين «ثقيل»... اعرف ان الدين واحد جاء برسالة واحدة ولم يأت مثل «بُنّ العميد» بعدة أصناف واسعار ونكهات... نحن أمة عربية مسلمة نصوم ونصلي ونصيب ونخطئ نحب ونكره لا علاقة لديننا بما تقترفه أيدينا من خطايا... هو جاء بالفضيلة الكاملة وأمرنا على الفضيلة الكاملة لا نسرق ولا نزني ولا نقتل ... ونحن من خذلناه قبل ان نخذل غيرنا... هل كل من صلّى صار «داعشياً».. ومن ترك الصلاة صار انساناً عادياً سوياً ؟ هل تريدون ان تصلوا الى هذه النتيجة.. ؟.. ثم من قال أن «داعش» أصبح الوكيل الحصري والوحيد للدين الاسلامي في الشرق الأوسط ... الدين منهم براء لا بل هم العدو رقم واحد للدين الاسلامي.. وكل ما يقومون به من ابادات بشرية واعدامات مجنونة وتفجيرات حول العالم يمثل هذه «الفئة الاجرامية» وحدها ومن يدعمها... الجزّار قد يرتدي «روباً» يشبه «روب» الطبيب ... الطبيب يجرح ليشفي.. والجزار يجرح ليقتل... هل نستطيع ان نساوي بينهما؟
اخيراً... أرجو الرجوع إلى أرشيفات الأخبار والانترنت.. كم حادثة اطلاق نار تمت من جنود أمريكيين على زملائهم في العراق او افغانستان او الكويت... كم حادث اطلاق نار قام بها طالب على زملائه في المدرسة أو شاب على جيرانه... الأمريكي الذي قتل ثلاثة أردنيين قبل شهور قليلة... لماذا لم يسلّط الاعلام الضوء على صلاته؟ وعن درجة تدينه وعدد مرات ذهابه الى الكنيسة او الكنيس ؟...
أرجو ان تدعوا علاقة المرء بخالقه.. لخالقه... وان يكون الحكم على الفعل المجرّد وعلى الفاعل لا على خانات الهوية الأخرى من جنسية وجنس ودين...

(الراي )

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
15-11-2015 03:32 AM

يا أحمد الله يهديك، مقالتك جميلة وجيدة، بس لازم تدخل البزنس والإعلانات التجارية فيها. يعني بدك تقنعني إنك حشرت فيها اسم (بن العميد) بالاسم التجاري والميزات التي تحبب الناس فيه بدون مقابل؟؟؟؟

2) تعليق بواسطة :
15-11-2015 08:55 AM

احسنت ايها الكاتب العزيز ، واضافه بسيطة لما قلت ، يمكن في المستقبل عند التعيين في اي وظيفه يركزوا على سؤال (هل انت من المصلين والصائمين ؟) ليوافقوا على تعيينه ام لا .

3) تعليق بواسطة :
15-11-2015 09:58 AM

.
-- تأكيدا لما تفضل بِع الاستاذ احمد حسن الزعبي فان الموضوع ليس جديدا ففي حادثه الدقامسه ارتأت بعض الجهات التي سعت لتوظيف الحدث كسلم سياسي لها زياده أضافه دراميه ابتكرتها بعد سبعه سنوات من المحاكمه وهي بانه كان يصلي وسخرت الفتيات من صلاته خلافا لما تضمنته شهادته وشهاده زملاءه من الشهود من انه كان جالسا في اللاند روفر من قبل وصولهن

.

4) تعليق بواسطة :
15-11-2015 12:58 PM

تناول هذا الموضوع الخطير بمثل هذه السطحية التي تناسب سطحية معظم الناس

يؤذي مجتمعنا ولا يفيده.

قبل عام 1979(الثورة الايرانية)كان

الناس يتعاملون مع الدين تعاملا طبيعيا,بلا تعصّب ولا كراهية.

من اراد ان يصلي فليصلي ومن اراد الا

يصلي فلا يصلي,ولم يكن احد يناقش السنّة والشيعة الا المتخصصون كشأن

اكاديمي,وحتى النقاش حول المسيحية

والاسلام فكان يتم بلا حقد ولا ضغينة.

حتى الحرب العراقية الايرانية كان

الاعلام يتناولها كحرب بين الفرس والعرب وليس بين السنّة والشيعة,مع

العلم ان ثلثي الجيش

يتبع

5) تعليق بواسطة :
15-11-2015 01:56 PM

تابع..

..العراقي كان من الشيعة.

اذن من اين اتتنا هذه المصيبة؟

بعد استبعاد العراق من المشهد,برز

التنافس بين ايران والسعودية على الهيمنة على المنطقة العربية.

استطاعت ايران السيطرة على العراق

بالاتفاق مع الاميركان,وجاء انتصار

حزب الله المدعوم من ايران على اسرائيل

عام 2006,وارتفعت اسهم حسن نصر الله عند

الشعوب العربية السنية والشيعية,باعتباره الوحيد الذي اسطاع كسر شوكة اسرائيل.

الآن صارت ايران تسيطر على العراق وعلى سوريا كحليف وعلى حزب الله كتابع,

فلم يكن امام السعودية الا

يتبع..

6) تعليق بواسطة :
15-11-2015 02:19 PM

تابع..

..استخدام سلاح المذهب للدفاع عن

نفسها.

املأت الاسواق بكاسيتات دينية تشيطن

المذهب الشيعي,وامتلأت القنوات الفضائية بكلا المذهبين,كل مذهب يستفز

المذهب الآخر بكل الاشاعات والاكاذيب

حتى سادت اجواء الكراهية عند اتباع

المذهبين عززتها تفجيرات من كلا الجانبين واراقة دماء غزيرة مما بدا

مستحيلا التصالحبين الطرفين,ووصل الاعتقاد عند كثيرين ان ايران والمذهب

الشيع هو العدو الاول وليس اسرائيل.

خلال تلك لفترة كانت ايران تطور تسليحها وتعمل على بنامج نووي,بينما

انشغلت السعودية ودول الخليج

يتبع

7) تعليق بواسطة :
15-11-2015 02:36 PM

تابع..

..بالتنافس على بناء الابراج,معتمدين

على حماية اميركا لهم.

استغلّت ايران وجود الشيعة العرب في

مختلف الدول العربية فتعاملت باعتبارهم تابعين لها وحامية لهم من

حكام اوطانهم السنّة,فتدخلت في البحرين والكويت واليمن وشرق السعودية,بينما لم تستطع السعودية

اللعب في الساحة الايرانية,رغم وجود

اقليم الاحواز العربي الذي اهدته بريطانيا لايران عام 1925.

الحرب في اليمن وسوريا والعراق هي

حرب بالنيابة بين السعودية وايران.

اول تعريف للمسلم على لسان الرسول

الكريم:المسلم من سلم الناس من يده

ولسانه.

8) تعليق بواسطة :
15-11-2015 10:13 PM

خلال تواجدي عند الامريكان صليت وتعاملت مع الجميع بصدق ولم اخمر او اواعد انثى ولم اسرق ولو سنتا .كان الجميع يحترموني حتى ان بعضهم اعتنق الاسلام وعن قناعه كانت علاقتي بقس الكنيسه المجاوره رائعه وكنا نناقش بالدين دائما حتى كاد ان يسلم لولا عودتي .حسن المعامله والتعامل هي الاساس .الدين الاسلامي لا يحض على قتل وتدمير الابريا من المدنين.صحيح ان العرب والمسلمين ظلموا لكن الظلم الاكبر جاء من قادتنا ومسؤولينا .لم نسمع بالسنه والشيعه والعداء بينهم الا من بضع سنين ومن اثار هذه النزعه اخوتنا بالسعوديه .يتبع

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012