أضف إلى المفضلة
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024


الأحداث الفرنسية دلالات خطيرة

بقلم : د. رحيّل غرايبة
16-11-2015 01:19 AM
في غيبة المعلومات الدقيقة لدى المواطن، وتكتم الأجهزة الاستخبارية على المعلومات الحقيقية، تكثر الأقاويل وتتعدد الروايات، وليس هناك طريق للتوثق من الروايات المتداولة، أو الوقوف على مقدار اقترابها من الصواب والحقيقة، بالإضافة إلى ثقافة الشك العميقة لدى الشعوب العربية في الرواية الإعلامية الرسمية، لأنها تأتي غالباً غير مكتملة وتخلو من المصارحة الجريئة.
نحن شهدنا مسلسلاً متتالياً من الأحداث الكبيرة في وقت متقارب، ولكن كل حدث يأتي يطغى على الحدث الذي يسبقه، بحيث أصبحت الأذهان غير قادرة على استيعابها، فضلاً عن العجز على التحليل والربط والتوثيق وترتيب البيانات والوصول إلى النتائج بطريقة علمية متأنية، فقد حدثت تفجيرات تركيا والسعودية، ومن ثم في سيناريو سقوط الطائرة الروسية، ثم حدث إطلاق النار في الموقر في الأردن، والآن يأتي الحدث المزلزل في باريس، ليضع العالم كله أمام مشهد مرعب، وينبىء بتحولات مثيرة سوف تطال المنطقة العربية على وجه الخصوص بالإضافة إلى مناطق أخرى كثيرة على مستوى العالم.
الحقيقة تقول اننا نمر في مرحلة انتقالية، وكل الأطراف تحاول أن نسير باتجاه التموضع وتثبيت الأقدام، والبحث عن أدوار مناسبة، تريد من خلالها التشبث بأحبال البقاء عبر إيجاد موطىء قدم ثابتة تصلح للمفاوضة وطرح أسئلة المشاركة.
بعض الأحداث يشير إلى إرسال رسائل وبعضها يشكل أداة من أدوات الضغط من أجل دفع الشعوب والأنظمة نحو خيارات تقترب من محطات التسوية الإقليمية - الإقليمية، والدولية - الدولية، وتتجه نحو ترتيب يرتكز على أطراف ضعيفة منهكة قد أنهكتها مسيرة البحث عن حلول معقولة.
هل هناك ضغوط تمارس على دول المنطقة مثل تركيا ومصر والسعودية والاردن، وهل هناك ضغوط أيضاً على فرنسا وروسيا، فكل ذلك معقول ويمثل أحد الاحتمالات الواردة، لأن من يتصدى للقيام بدورمؤثر في الاحداث؛ لا بد له أن يدفع الضريبة بشكل حتمي، فروسيا التي شعرت بالقوة الزائدة وهي تحاول أن تأخذ على عاتقها توسيع دورها في حل المشكلة السورية، كان حدث تفجير الطائرة في سيناء يمثل رسالة مشفرة لها في غاية القوة، وكذلك فرنسا التي تحاول أن تمارس دوراً أكثر تميزاً، سوف تصتدم بكثير من العوائق التي تجعلها تعيد الحساب مرة ومرة.
الأردن التي وقعت اتفاقاً مع روسيا مؤخراً بعد التدخل الروسي في سوريا، ينقلها إلى أفق آخر له ضريبة، في ظل أنها قد وقعت سابقاً اتفاقاً مع أمريكا وحلفائها في مواجهة داعش والإرهاب، فهل تستطيع أن تتحمل عبء الاتفاقيتين معاً؟ فهذا سؤال كبير مطروح على الحكومة وعقل الدولة، من أجل الإجابة على جملة الاستحقاقات المترتبة على هذه الخطوة التي امتازت بالجرأة.
لكن الشيء الأكثر وضوحاً أن هناك مؤشرات نحو طروحات تسوية تلوح بالأفق، فيما يخص القضية الفلسطينية، ولكنها تنتظر تطورات الأوضاع المتفجرة في القدس والضفة الغربية، مما يجعل هذا الموضوع يدخل في الحسبة بوجه من الوجوه، ويبقى هناك اشكالات عديدة تتعلق بالأطراف ذات العلاقة وهي كثيرة، بعضها يحمل درجة متقدمة من الخصومة مع الاردن وعدم التنسيق معها ، مما يفتح المجال أمام تكهنات كثيرة لا بد من الاستعداد لها بروح وطنية عالية، مصحوبة بقدرة عالية على الموازنة والمنادرة، بما يحفظ مسار الأمن والاستقرار الذي تتمتع به الأردن نسبياً مع المقارنة بما يحدث في المنطقة والأقطار المجاورة.

(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
16-11-2015 07:46 AM

طرح جميل متزن.

أخي الكاتب الخطوط العريضة مرسومة، و أجد أنها جيدة، فبواسطتها يتم تثبيت الوجود الأردني كرقم مهم في معادلة استقرار المنطقة من خلال المشاركة في تحالف عالمي ضد قوى الجهل و التكفير و التوحش و التي تفكك الدول التي تتواجد عليها.

و اقتصاديا تحاول الحكومة النهوض ببلد تسوده ثقافة القبيلة و تنعدم فيه عقلية الإنتاج و هي معادلة كارثية نشهد تغيرها مع الزمن و ببطء.

ليس من الوارد الانتكاس لحالة المشاهدة و الانتظار و النأي بالنفس عن التحالفات الدولية لكارثية هكذا خيار لا تحتمله دولتنا.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012