أضف إلى المفضلة
الخميس , 16 أيار/مايو 2024
الخميس , 16 أيار/مايو 2024


النمر الأطرم

بقلم : احمد حسن الزعبي
19-11-2015 12:48 AM
تقول الحكاية إن صراع البقاء كان على أشده في الغابة، ولا لغة تعلو على لغة الافتراس والمطاردات، الأسود تطارد الغزلان، النمور تطارد الجواميس، الذئاب تطارد الخراف، الأرانب تهرب من الثعالب وهكذا.. ذات يوم سمع سكان الغابة لحناً جميلاً في المساء.. هدأت واسترخت واستراحت وأوقفت القتال.. وبعد دقائق اقترب من عرين الأسد غزال أنيق على ذراعه آلة الكمان، يعزف ما يحلو له ويطرب المسامع.. يوماً بعد يوم، صار من عرف الغابة أن يتجمع كل سكانها، خصوماً وأصدقاء، للاستماع إلى عزف الغزال الليلي، وفي نهاية السهرة يذهب كلٌّ منها إلى وكره أو بيته أو مرعاه.
ذات يوم حضر الجمهور ولم يحضر الغزال، انتظروه حتى منتصف الليل فلم يحضر، غاب في اليومين الثاني والثالث، فقلق الأسد وبعث بكلاب الأثر تبحث عن الغزال المسالم، وبعد تقصٍّ طويل، وجدت بقايا عظام الغزال ووبر ذيله تحت شجرة ضخمة، هرول الباحثون نحو الأسد، وأخبروه بمصير الغزال.. هزّ الأسد رأسه، قائلاً: «وهاي شواربي..ما أكله الا النمر الأطرم»!.
***
ما حدث في باريس ليل الجمعة يشبه فعلة «النمر الأطرم»، بعد ألف محاضرة في الغرب، تتحدث عن التسامح وقرب الشرق من الغرب، وبعد استقبال مئات آلاف اللاجئين السوريين، في الوقت الذي أغلقت فيه «بلاد العرب» الأبواب في وجوههم، وبعد محاولات كثيرة لتبييض الصورة العربية، ووضع الإسلام الحقيقي بين أيديهم، يأتي «نمر الإرهاب الأطرم»، ويأكل كل غزلان السلام والمحبة والتحضر، التي كانت تجمع بين الخصوم والأصدقاء.
كم سنحتاج من سنوات حتى نمحو ما حدث في ساعة؟!.. كم سنحتاج من سنوات حتى نقنعهم بأننا ضحايا مثلهم؟!.. كم سنحتاج من السنوات حتى يشعروا بأن اللباس العربي للمرأة المسلمة ليس إرهاباً، ولغتنا العربية المليئة بالحب والكرم والحياة أوسع بكثير من «بيان لداعش»، وأن أسماء أولادنا (علي ومحمد وعبد الرحمن) ليست مشروعات إرهابيين على شريط الأخبار؟!..
كم سنحتاج من سنوات حتى نقنعهم ان سلاحنا «الكلمة الحسنة» وليست الحزام الناسف...كم سنحتاج من السنوات حتى نقنعهم بأننا أمة لنا حضارة، وفينا من الأطباء والمخترعين والرياضيين والفنانين والناس البسطاء، الذين لا يحلمون إلا بالسلام وكفّ يد الشرور و»الغرب» عنا؟!.
كم سنحتاج من سنوات، حتى نثبت أن كلمة «عرب» ليست رديفة لكلمة «رعب» على الإطلاق؟!.

(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
19-11-2015 07:54 AM

من قال أن على المسلمين تقديم تقرير مفصل عن تصرفاتهم وأفكارهم ونواياهم لهؤلاء الصليبيين ليرضوا علينا ؟!!

من قال إن على المسلمين أن ينتقوا من دينهم ما يظهرهم
المظهر الإنساني المتحضر !!! وكان ديننا له جانب إرهابي متوحش!!!

لماذا يصر هؤلاء الرويبضات واقلام التفاهات على التمترس خلف
واجهة الذل والهوان ؟!

لماذا هؤلاء الرويبضات واقلام التفاهات يتسترون على المجرم الأصلي ويهزون له الذنب ؟!ويبررون جراءمه؟!

يظن هؤلاء التوافهه أننا نصدق اكاذيبهم ونظنهم مفكرين عباقره

2) تعليق بواسطة :
19-11-2015 08:02 AM

عندما نقرر بكل شجاعة أن نمنع الشيوخ من الحديث في السياسة كل يوم جمعة من فوق المنابر

عندما نمنعهم أن يسبوا في الصلاة و يدعوا على كل من هو غير مسلم

عندما يتصدر شيوخ أجلاء المشهد و يعلنوا بوضوح أن القرآن الكريم هو المرجع و ليست كتب ابن تيمية و ابن القيم الجوزية

عندما يعلن شيوخ أجلاء أن ايات القتال في القرأن الكريم أيات دفاعية و ليست ايات لاستباحة أي أرض

عندما نضع مناهج تعليم تعلم الفكر النقدي و التسامح و الحب و الاحترام و المشاركة

فقط عندها أخي الكاتب فقط عندها.

3) تعليق بواسطة :
19-11-2015 09:45 AM

هاي الدول الاستعماريه هي اللي قتلت شعوبها مش الارهابيين ، شو مجيبهم عديار العرب ؟!
اللي بخبط عالباب _ بسمع جواب .. ما اتعضوا من سبتمبر الفن !
شعوب الغرب تستطيع ايقاف ساستها عن التدخل بالشعوب الاخرى _ يتوقف الارهاب .

4) تعليق بواسطة :
19-11-2015 09:57 PM

السلاح الذي يقتل به العرب انفسهم وبعضهم وغيرهم ليس من صنعهم
المطلوب تجفيف منابع اله الدمار
ليتوقف الدمار

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012